مقالات رأي

لأول مرة في التاريخ.. تركيا “وطن أزرق” برسالة حمراء

يوما بعد يوم تثبت تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أنها لم تعد تلك الـ”تركيا القديمة” التي كانت في ذيل الأمم بفعل فاعل وعمد متعمّد بعد إسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية.

تثبت تركيا اليوم أنها دولة تقرأ تاريخها العظيم جيدا وتستلهم منه دروسا لبناء حاضرها القوي ومستقبلها الأكثر قوة، فتركيا اليوم لم تعد تلك الدولة الخاضعة لرغبات هذه الجهة الدولية أو تلك الجهة… لم تعد دولة قادرة على بناء نفسها بنفسها فحسب بل أصبحت دولة تمتلك قوة في هذا الصعيد أو ذاك الصعيد تستطيع من خلالها القول “لا” لكل ما لا يتوافق مع مصالح الأمة والوطن
.

وفي هذا الإطار تستعد تركيا بعد أيام قليلة لإرسالة رسالة قوية تاريخية للعالم أجمع، وخاصة لعدد من الدول ولكيان طفيلي قريب منها… ستـُكتـَب هذه الرسالة باللون الأزرق ليراها الأعداء باللون الأحمر
.
 القوات الجوية والقوات البحرية التركية تستعد لإطلاق أكبر مناورة عسكرية في تاريخ الجمهورية التركية تستمر مدة 10 أيام، وليس في محيط بحري محدود فحسب، بل في 3 بحار في آن واحد.

سيكون البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجه مسرحا للرسالة التركية، التي تأتي في سياق القوة الجديدة لهذه الدولة، وريثة تاريخ حافل بالإنجازات والبطولات
.

ثلاثة بحار ستموج وتموج مدة 10 أيام بقطع عسكرية ثقيلة وعشرات الآلاف من الجنود الأتراك الذين سيقولون للعالم “نحن هنا.. سنحمي مقدرات أمتنا وسنستفيد منها رغما عنكم
“.

وما يميز هذه المناورات التاريخية أن أغلب القطع العسكرية المشاركة فيها ستكون من صناعة تركية محلية خالصة، في رسالة زرقاء حمراء أخرى “نحن اليوم نصنع سلاحنا الثقيل بأيدينا دون الحاجة لأي جهة في هذا العالم… وسنحمي بهذا السلاح أرضنا وأمننا وثروات بحارنا
“.

ولن تكتفِ تركيا عند هذا الحد خلال هذا الحدث التاريخي الذي تنتظره جهات دولية عديدة، بل ستكشف القوات التركية عن آخر ما توصلت إليه صناعاتها من قطع عسكرية ثقيلة القادرة على ردع أي جهة تحاول المساس بأمن تركيا واستقرارها أو تحاول سرقة ثرواتها البحرية
.

وستحمل المناورات اسمًا هو بحد ذاته رسالة قوية للدول والكيانات الطامعة بالثروات التركية عامة، في البحر الأبيض المتوسط خاصة، إذ ستحمل باسم “الوطن الأزرق”… فوطننا ليس مجرد جبال وتراب بين القارتين الآسيوية والأوروبية، بل يمتد أيضا لأميال عظيمة في البحار، وأي اعتداء على نقطة مياه واحدة من تلك البحار سيكون بمثابة اعتداء على كل الوطن وبالتالي لابد من الرد الحاسم حينها
.

وهنا لابد من من الإشارة إلى أن وطننا ليس مجرد مكان جغرافي ونقاط من المياه، حدده نظام عالمي جائر، بل وطننا يمتد لقلب كل مسلم مؤمن ولقلب كل مظلوم مضطهد في هذا العالم
.

لم تبدأ المناورات التاريخية بعد، ولكن الرسالة الحمراء من هذا “الوطن الأزرق” بدأت بالوصول لبعض الجهات، وهذا ما كشفت عنه بعض الصحف الأوروبية أن “تركيا تريد أن توصل رسالة تهديد للجميع من هذا الحدث الضخم”… الحمد لله أنهم فهموا هذه الرسالة، فهل تفهمها جهات أخرى في الإقليم والمنطقة والعالم؟
!

هذا “الوطن الأزرق” سيكون آمنا لكل آمن مسالم، إلا أنه سيكون رسالة تركية حمراء لكل عدو مخادع مترصد… هذه بحارنا وهذه أجواءنا فاقترب منها إن جرؤتَ

.


   بواسطة/حمزة تكين

أحدث الأخبار

أنقرة: على المجتمع الدولي التحرك بحزم ضد عدوان إسرائيل بالمنطقة

قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة ضد ممارسات…

04/12/2025

270.6 مليار دولار.. صادرات تركيا السنوية تسجل رقما قياسيا

أعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط تسجيل صادرات البلاد من السلع في آخر 12 شهرًا…

04/12/2025

مسؤول تركي يحذر: أزمة المياه تهدد بحروب وهجرات كبرى وأزمات عالمية

حذّر نائب وزير الزراعة والغابات التركي، أبو بكر غيزلي غيدر، الاثنين، من احتمال اندلاع أزمات…

02/12/2025

رقصة الماء والغاز في قلب تركيا.. فوارة باردة تخطف الأنظار

تتحول منطقة "أولو كيشلا" في ولاية أقسراي، وسط تركيا إلى محطة لافتة لعشّاق الطبيعة وهواة…

01/12/2025

الاقتصاد التركي ينمو 3.7 بالمئة في الربع الثالث

حقق الاقتصاد التركي نموًا بنسبة 3.7 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع الثالث من العام…

01/12/2025

إعلام عالمي يسلط الضوء على نجاح المسيرة “قزل ألما” في إصابة هدف جوي

سلطت وسائل إعلام عالمية على نجاح المسيرة "بيرقدار قزل ألما" التركية في إصابة هدف جوي.…

01/12/2025