سفير الهند لدى تركيا: تفاهمات مودي وأردوغان طورت العلاقات الثنائية

قال سفير الهند لدى تركيا، سانجاي بهاتاشاريا، إن هناك مساعيَ قوية وتقدما ملموسا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين نيودلهي وأنقرة خلال السنوات الأخيرة.

– تفاهمات مودي وأردوغان

وفي مقابلة مع الأناضول أرجع بهاتاشاريا ذلك التقدم الملموس إلى تفاهمات عدة بين رئيس وزراء بلاده ناريندا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثرت إيجابيا على العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضاف أن مودي وأردوغان قادا العلاقات الثنائية بين البلدين بطريقة إيجابية على صعيد المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.

وتابع بالقول: “واثق أن علاقتنا الثنائية ستكون أكثر عمقا وستأخذ آفاقا جديدة، وسيؤدي ذلك النمو إلى جعل الهند وتركيا لاعبتين رئيسيتين على الصعيدين العالمي والإقليمي”.

– علاقات اقتصادية أكثر قوة

وشدد السفير “بهاتاشاريا” على أن البلدين لديهما القدرة على زيادة المشاركة الاقتصادية بينهما، نظرا لكونهما عضوتين في مجموعة العشرين، وتتمتعان باقتصاديات سريعة النمو.

وأشار أنه عبر التعاون الثنائي بين نيودلهي وأنقرة، سيّما بعد إعادة انتخاب ناريندا مودي لولاية ثانية، يمكن للبلدين مواجهة “تحديات التغير المناخي، وغيرها من التحديات المرتبطة بالتجارة والتنمية والقضايا العالمية”.

وإلى جانب التعاون الاقتصادي، أوضح “بهاتاشاريا” أن هناك مساعي من الجانبين لمواجهة تحديات عديدة، من أبرزها الإرهاب العابر للحدود.

وأضاف أنه يقع على عاتق البلدين مسؤولية مشتركة للتعامل مع هذا الخطر.

– مهرجان الديمقراطية

وعن الانتخابات البرلمانية التي انطلقت في11 أبريل/ نيسان الماضي وظهرت نتائجها في 23 مايو/ أيار الجاري، قال السفير “بهاتاشاريا” إنها “أكبر مهرجان للديمقراطية في العالم”.

وأضاف أنّ 900 مليون مواطن هندي شاركوا في الانتخابات التي أجريت بإشراف “لجنة انتخابات مستقلة” على 7 مراحل لضمان النزاهة والحرية وتشجيع أكبر قدر من المواطنين على المشاركة.

ومضى بالقول: “الانتخابات هي الاختبار الحقيقي للديمقراطية التي يكون فيها للناخبين الحكم الأعلى على السلطة”.

– الحكومة الجديدة

وأرجع السفير “بهاتاشاريا” فوز حزب “ناريندا مودي” بالانتخابات، إلى النجاح الذي حققه الأخير في قيادة الحكومة خلال ولايته الأولى (بدأت في مايو/ آيار 2014)، ما ساهم في تحقيق تنمية وإحلال الأمن في البلاد .

وقال إن الأمن والتنمية سيظلان “في صدارة أولويات الحكومة الجديدة”، لافتا أنّ أجندة الهند الدبلوماسية ستستمر في التركيز على “تعزيز الاستقلال الاستراتيجي للبلاد”.

وعن تشكيك أحزاب سياسية هندية في مصداقية آلات التصويت الإلكترونية المستخدمة في الانتخابات عوضا عن صناديق الاقتراع، أكد “بهاتاشاريا” أن تلك الآلات “علامة على التقدم التكنولوجي الهائل في إجراء الانتخابات بالهند”.

وشدد على أن “هذه الآلات أجهزة مستقلة، غير مرتبطة بالإنترنت، ومضادة لأي عبث”.

– وعي الناخب الهندي

وفيما يتعلق بجهود الهند لمنع أي تدخل أجنبي في مسار الانتخابات، أشاد سفير نيودلهي لدى أنقرة، بشكل رئيسي، بالناخب الهندي.

وأردف بالقول: “تقاليدنا الديمقراطية قوية واستقلال مؤسساتنا يعزز الثقة في هذه الديمقراطية، كما أن الناخب الهندي لديه رأي ثابت، ولا يمكن التأثير بسهولة في قناعاته”.

كما لفت ” بهاتاشاريا” إلى بذل كل من الحكومة الهندية والمجتمع المدني جهودا ضخمة من أجل التقليل من آثار الجريمة والمال خلال مسار الانتخابات العامة، عبر تفعيل قوانين ولوائح تُقيد تأثير هذه الممارسات.

– العلاقات مع باكستان

في السياق، أرجع السفير “بهاتاشاريا” انخفاض نسبة التصويت بين مواطني إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان خلال الانتخابات إلى “الهجمات الإرهابية عبر الحدود والتي تسببت في معاناة شديدة لشعب الإقليم”.

وانخفضت نسبة التصويت من 31.05 بالمئة عام 2014 إلى 19.04 بالمئة في انتخابات العام الجاري.

غير أنّه رغم تراجع نسب التصويت إلا أن ّ”بهاتاشاريا” أكد على أن مواطني الإقليم (في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي) مصممون على “ممارسة حقوقهم الدستورية والمشاركة في العملية الديمقراطية”.

وعلى الصعيد الأمني، أوضح “بهاتاشاريا” أنّ الإرهاب العابر للحدود “لا يؤثر فقط على أمن الهند، بل يمتد إلى دول أخرى في المنطقة”.

وتابع: “نطمح للعمل مع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات من شأنها الحد من هذا التهديد (الإرهاب العابر للحدود) وحماية العالم المتحضر”.

– تمثيل ضئيل للمسلمين

وحول التمثيل الضئيل للمسلمين في البرلمان الهندي المنتخب حديثا، قال “بهاتاشاريا” إن الهند دولة علمانية لا يتم التنافس في انتخاباتها على أسس طائفية”.

وأضاف بالقول: “كان هناك تمثيل منفصل للهندوس والمسلمين زمن الاستعمار، لكن الآن يتمتع جميع المواطنين الهنود بفرص متساوية بموجب الدستور”.

والمسلمون في الهند هم ثاني أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، كما أنهم أكبر أقلية مسلمة في العالم، حيث يبلغ عددهم 200 مليون نسمة.

المصدر:A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.