وزير الخارجية التركي: لن نسمح بإعادة كتابة التاريخ في فلسطين

أكد وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، أن تركيا “لن تسمح بإعادة كتابة التاريخ من جديد في فلسطين، ولا مقايضة العدالة بمصالح اقتصادية، ولا بغض الطرف عن الكرامة والشرعية”.

 

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير التركي، باسم بلاده، أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي، في دورتھا الـ14 العادیة، التي انطلقت في مدينة مكة المكرمة منتصف ليل الجمعة السبت، تحت عنوان “يدا بيد نحو المستقبل”، وسط شكر إسلامي وعربي وإفريقي لتركيا على جهودها المقدرة خلال الرئاسة السابقة للقمة (2016-2019).

 

وقال تشاووش أوغلو إن “العالم الإسلامي بحاجة إلى وحدة لا تهتز عندما يتعلق الأمر بقضايا تمثل قلقًا وهاجسًا بالنسبة لنا جميعًا، وتأتي في مقدمتها فلسطين”.

 

وحذر من أن “الفرقة بين المسلمين تخدم في الأساس من يهدفون لمواصلة احتلال فلسطين”.

 

وشدد على “أي طريق لحل أزمة فلسطين يجب أن يعتمد في الأساس على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمعايير المتعارف عليها”.

 

واعتبر أن “قضية فلسطين والقدس، ستظل على الدوام القضية الرئيسية لنا جميعًا، من ثم فإن الرفض سيكون مصير أي اتفاق سلام لا يحقق تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ترتكز على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس”.

 

وتابع: “وإذا لم نستطع القيام بمسؤوليتنا التاريخية – حاشا لله – فسنقول مسؤولون أمام الأمة والله سبحانه وتعالى”، معربًا عن أمنياته للعالم الإسلامي بالسلام، والاستقرار والرفاهية.

 

– سوريا وليبيا واليمن

 

وذكر أنه في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي، إلا أن “الأمة الإسلامية تموج بسلسلة من الأزمات الخطيرة من حيث الأمن والاستقرار والرفاهية”.

 

وأضاف وزير الخارجية التركي قائلا: “فهناك الكثير من المشكلات التي تحتاج إلى حلول عاجلة بداية من سوريا وليبيا وحتى اليمن ومنطقة الخليج”.

 

وشدد على أن بلاده مع الحفاظ على وحدة التراب السوري، وأنها بذلت جهودًا مضنية سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات من أجل وقف آلام الشعب السوري.

 

كما شدد على دعمهم للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل للحرب الدائرة في ليبيا، وأنهم مع وحدة واستقلال هذه البلدان سياسيًا.

 

– أذربيجان

 

وبخصوص أذربيجان، قال تشاووش أوغلو إن 20 في المئة من أراضي هذا البلد تقع تحت الاحتلال من قبل أرمينيا.

وأكد أن “قضايا أزمة الجبل الأسود ووحدة الأراضي الأذرية وسيادتها يجب أن تُحل في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

 

– أزمة قبرص ومشاكل الأقليات المسلمة

 

وتطرق تشاووش أوغلو في كلمته إلى أزمة جزيرة قبرص، والمشاكل التي تعاني منها الأقليات المسلمة بأنحاء متفرقة من العالم، موضحًا أن “جمهورية شمال قبرص التركية تعيش اليوم حالة من العزلة ومفروض عليها حصار خارجي”.

 

وتابع: “نحن نقدر تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع أتراك قبرص من أجل التغلب على هذه المعاملة الظالمة”.

 

وأضاف: “في الغرب، والبلدان الآسيوية، ومناطق أخرى من العالم نجد أن الحقوق الدينية للأقليات المسلمة، وحرياتهم، واحترامهم أمور منتهكة، ونحن كمنظمة يجب أن نولي أوضاع هذه الأقليات الاهتمام الذي تقتضيه الظروف التي يعيشونها”.

 

وأشار إلى أن تركيا سلمت رئاسة منظمة التعاون الإسلامي للمملكة العربية السعودية، بعدما تولت بلاده رئاسة الدورة السابقة التي استمرت على مدار 3 سنوات.

 

وأوضح أن هذه القمة تصادف الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي، مشيرًا إلى أن “هذه المنظمة ثاني أكبر كيان دولي في العالم بعد الأمم المتحدة، وهي تجسيد لصوت الأمة ومواقفها المشتركة”. المصدر/A.A