معهد إسرائيلي: استقلال السياسة التركية أضر بنا وبمصالح الغرب
نشر معهد “الأمن القومي الإسرائيلي”، دراسة تحليلية بعنوان “على خلفية نظام عالمي جديد.. تركيا تتطلع شرقا مرة أخرى” وتطرقت الدراسة إلي الموقف التركي وسياسته مع الصين وروسيا وإيران، وأثر هذا الأمر وتداعياته على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي.
ونلخص لكم في هذا التقرير أبرز نتائج الدراسة الإسرائيلية التي أعدها الباحثان عوديد عيران وجاليا ليندشتراوس:
مؤخرا، أظهرت تركيا اختلافا واضحا عن مواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في عدد من القضايا الرئيسية.
رغم معارضة الاتحاد الأوروبي والولياات المتحدة أصرت تركيا على الحصول على نظام الدفاع الجوي S-400 الروسي.
استقلالية السياسة الخارجية التركية جعلت الدول الغربية تتخذ مواقفا أكثر تصلبا تجاهها، فهذه الدول اعتبرت الأمر مضر بمستقبل التعاون العسكري لدول حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
التحول في النظرة الاستراتيجية لتركيا، هو جزء من عالم جديد تبدو ملامحه في مبادرات وأنشطة مكثفة لروسيا والصين غربي آسيا وشرقي أوروبا.
التحولات الإقليمية الجديدة، تؤدي إلى تراجع التأثير الأمريكي وما يترتب عليه من انعكاسات وآثار واسعة النطاق على وضع إسرائيل باعتبارها حليفا أساسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
نصحت الدراسة دوائر القرار الإسرائيلية بالعمل على الدراسة المتأنية لهذه التحولات والتغييرات الاستراتيجية بالمنطقة، واعتبرت السياسة التركية شديدة التعقيد ومن المناسب خلال التعاطي معها أن تُكرس إسرائيل مزيدا من الاهتمام للتفكير في كافة السيناريوهات والتداعيات.
الأزمة العميقة في العلاقات التركية ـ الأمريكية تعد أرضا خصبة لتحقيق موسكو هدفها، وهو خلق خلافات داخلية داخل حلف شمال الأطلسي.
على الرغم من معارضة ورفض أنقرة لاستمرار حكم بشار الأسد في سوريا، لكنها زادت مؤخرا من تعاونها مع إيران وروسيا، حيث تعمل هذه الدول الثلاثة ضمن عملية أستانة العسكرية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي إلى جانب ترتيبات وقف إطلاق النار في سوريا وصياغة حل سياسي.
الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي من الدول الأخرى مضطرون للتصالح مع التعاون التركي الروسي الإيراني على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته بالانسحاب من سوريا.
تعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصين في 2 تموز/يوليو الماضي، هامة للغاية وعلامة فارقة لما أظهرته من رؤية مشتركة متمثلة في الحاجة إلى تغيير النظام العالمي، وتحويله من نظام القطب الواحد إلى متعدد الأقطاب، كما ظهرت عبارة “التعاون الاستراتيجي” عدة مرات في التقرير الخاص باجتماع الرؤساء.
اهتمام الصين وتركيا بالنهوض بمصالحهما المشتركة، تنعكس في رؤيتين استراتيجيتين: حيث تهدف الصين إلى تعزيز رؤية الطرق البحرية والداخلية المؤدية إلى أوروبا (مبادرة الحزام والطريق) بينما قدم أردوغان خطة لممر بري يربط تركيا وجورجيا وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، والتي سيتم دمجه بخط يربط بكين – لندن، وبهذا تضع أنقرة نفسها حلقة وصل رئيسية في خطة الصين الجديدة.
يرغب الرئيس التركي في زيادة حجم التبادل التجاري بين بلاده والصين وفتح المجال للاستثمارات الصينية لتقوية الاقتصاد التركي.
على المستوى العملي، لا يقطع أردوغان علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا ويستمر قريبا منهما، مستغلاً عدم قدرتهم على معارضة شراكته مع روسيا والصين.
في مواجهة الاهتمام المتناقص للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، تجد تركيا وإيران وروسيا فرصا لملء الفراغ بزيادة الوجود والنفوذ.
لا تزال الصين تدرس الواقع الجديد، لكن إذا قررت بكين زيادة استثماراتها في المنطقة، فإن تركيا تبدو شريكا مريحا لها، على الرغم من المخاوف الصينية بشأن استمرار دعم أنقرة للمسلمين الإيغور.
رؤية إسرائيل للتغيير الاستراتيجي في التوجه التركي معقدة، حيث تستمر أنقرة في تحدي تل أبيب بعدد من القضايا، وخاصة خلال العقد الماضي، وقد اتضح من ذلك أن تركيا تقف إلى جانب حركة “حماس”، والعديد من المؤسسات بالداخل المحتل في القدس الشرقية وهو ما تعتبره إسرائيل تحريضا ضدها.
التحول التركي شرقا، هو تحول تكتيكي قد يؤثر سلبا على المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة، الطيران المدني والتجارة، وعلى إسرائيل أن تفكر في كيفية التعاطي مع ذلك.
دعم تركيا للصين وروسيا في الشرق الأوسط، ربما يؤدي إلى بحث أوروبا والولايات المتحدة عن شريك جديد، غالبا سيكون تل أبيب للقيام بدورها في تصنيع أجزاء طائرات F-35، كذلك ستكون هناك خطوات لإقامة قواعد عسكرية لحلف الناتو في بلدان جديدة بمنطقة شرق البحر المتوسط. . وكالات
