محللون أتراك: أنقرة لن تسمح بسقوط إدلب لهذا السبب

قال محللون أتراك، إن أنقرة غيرت من مهام نقاط المراقبة في إدلب، مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية الضخمة إلى شمال سوريا، بعد هجوم النظام السوري على قافلة تركية، موقعا ثمانية قتلى.

 

وأوضح الكاتب التركي، سادات أرغين، أن من مخرجات مسار أستانة تأسيس نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سوريا.

وأشار في مقال على صحيفة “حرييت”، إلى أنه وفقا لمسار أستانة فقد تقرر إنشاء 12 نقطة مراقبة لتركية في المحيط الداخلي لمنطقة خفض التصعيد، وإنشاء 10 نقاط مراقبة لروسيا، وإيران سبعة أخرى على أطراف منطقة خفض التصعيد.

ولفت إلى أنه مع بداية التصعيد للنظام السوري وروسيا بإدلب في أيار/ مايو وآب/ أغسطس الماضيين، لم تتأثر نقاط المراقبة التركية بالتطورات الساخنة، وكانت القوات الروسية حريصة بتجنيبها أي إطلاق نار.

وأضاف أن هجوم النظام السوري على القوات التركية بالمدفعية ما أدى لمقتل ثمانية أتراك، شكل خرقا كبيرا وتخليا للحرص الذي كان سائدا طوال العامين الماضيين من إدخال نقاط المراقبة التركية في التصعيد الجاري بإدلب.

وأكد أن صناع القرار في أنقرة، يريدوا إظهار الدور الحيوي لتركيا في سوريا، وبالتالي الحفاظ على موقف قوي في المعادلة السورية، من خلال نقاط المراقبة ، وممارسة النفوذ العسكري في ظل التطورات المتلاحقة في الشمال السوري.

وأشار إلى أن دور نقاط المراقبة التركية، شهدت تحولا كبيرا بعد تقدم قوات النظام السوري بإدلب، موضحا أنها كانت لم تكن لديها فاعلية حتى وقت قريب، لكنها الآن اكتسبت دور عسكري فعال في إشارة إلى الرد الشديد والقصف المدفعي لمواقع النظام السوري عثب مقتل ثمانية أتراك.

وأكد على أن نقاط المراقبة التركية، تلعب حاليا دورا قتاليا في إدلب، في مواجهة تقدم قوات النظام السوري.

ونوه إلى أنه عقب اجتماع مجلس الأمن القومي التركي قبل أيام، تزايدت التعزيزات العسكرية التركية الضخمة إلى شمال سوريا.

 

خطوة جديدة

وأضاف أن لدى تركيا خطوة ثانية أخرى، وهي إنشاء “نقاط تفتيش” في المناطق الاستراتيجية للحيلولة دون موجة جديدة من الهجرة، من خلال كبح جماح النظام السوري من التقدم شمالا.

وأشار إلى أن بلاده أنشأت ثلاث نقاط مراقبة جديدة، الجمعة الماضية، في شمال وجنوب وشرق مدينة سراقب التي يحاول النظام السوري التقدم اتجاهها.

ولفت إلى أن قوات الأسد اقتربت كثيرا من نقاط المراقبة 6 و7، على شرق الطريق السريع “M5″، كما أصبحت النقطة 10 و11 على مرأى أهداف النظام السوري.

وأكد على أنه في سياق الأزمة المخفوفة بالمخاطر في إدلب، فإن التواجد العسكري التركي هناك سيكون أكثر المواضيع الحساسة في الفترة المقبلة.

بدوره قال الكاتب التركي، محمد أجيد، إن مجلس الأمن القومي التركي الأسبوع الماضي، شدد على أن ضرورة مواجهة التهديدات التي تحدق بتركيا في إدلب.

وأشار في مقال له على صحيفة “يني شفق”، إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي انتقد فيها مسار أستانا، والتلويح بالتدخل العسكري المباشر بإدلب.

ولفت إلى أنه بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، وتصريحات أردوغان، بدأت القوات العسكرية من يوم الجمعة الماضية، فقد تم إرسال تعزيزات كبيرة من منطقة هاتاي نحو إدلب.

وأضاف أنه بعد الهجوم على القافلة التركية في محيط سراقب، فإن أنقرة قررت وقف أي تقدم جديد لقوات الأسد المدعوم من روسيا في إدلب.

ولفت إلى أن التطورات المتزايدة في إدلب، من الواضح أنها تشكل مشكلة أمنية كبيرة بالنسبة لأنقرة بعد نزوح نحو 700 ألف سوري بسبب الهجمات المتصاعدة من النظام السوري وروسيا تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

 

النزوح ليس المشكلة الوحيدة

ولفت الكاتب التركي، إلى أن مسألة النزوح ليست المشكلة الوحيدة بالنسبة لتركيا في شمال سوريا، موضحا أن هناك انطباع لدى أنقرة بأن إدلب إذا وقعت بيد النظام السوري، فسيضع تصب عينيه كما فعل بعد استيلائه على حلب، نحو منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون التي تقع تحت سيطرة القوات التركية.

وأضاف أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2016، تم إجلاء المعارضين من حلب إلى إدلب، وكان الحديث عن اتفاق ضمني “حلب مقابل إدلب”، ولكن الأمور الآن لا تسير على هذا النحو بعد تقدم النظام نحو منطقة خفض التصعيد، وسيطرته على بعض البلدات.

وأكد على أن النظام السوري المدعوم من موسكو، بعد سيطرته على إدلب لن يتوانى من أجل السطيرة على منطقة عفرين ودرع الفراتن لذلك فإن الأمر يجب أن تتوقف أنقرة أمامه بجدية.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.