تقرير أمريكي يثير جدلا.. هل تركيا على أبواب انقلاب جديد؟!

أثار تقرير صادر عن مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أشار فيه إلى أن تركيا على أبواب انقلاب جديد من الجيش، جدلا واسعا كبيرا في تركيا.

وعلقت مؤسسة “راند” الأمريكية، على قرارات السلطات التركية، باعتقال واستبعاد عدد كبير من الضباط الأتراك بسبب انتمائهم لمنظمة “غولن” المتهمة بمحاولة الانقلاب في البلاد في 15 تموز/ يوليو 2016، غضبا داخل صفوف الجيش التركي.

وأشارت المؤسسة إلى أن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، على علاقة جيدة بقيادة الجيش الأمريكي، وأنه حلقة الوصل بالنسبة للجيش التركي، والجيوش الأخرى وخاصة الأمريكية.

يذكر أن أكار، كان رئيسا لهيئة الأركان عندما اندلعت محاولة الانقلاب في البلاد، وعين وزيرا للدفاع في تموز/ يوليو 2018، ويلعب دورا فعالا في السياسة الخارجية العسكرية التركية، وخاصة في الملف السوري والليبي بالآونة الأخيرة.

 

الأذرع السياسية لغولن

وفي ظل النقاشات التي أحدثها التقرير الأمريكي بالبلاد، والذي جاء بالتزامن مع الاتهامات المتبادلة بين أحزاب المعارضة التركية والحكومة، وصلت لاتهام متبادل ما بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، بشأن الأذرع السياسية لمنظمة الخدمة “غولن”.

 

ومع هذه التطورات، أثار رئيس هيئة الأركان السابق إيلكر باشبوغ، جدلا جديدا، اتهم فيها نواب حزب العدالة والتنمية، الذين صاغوا مشروع قانون يسمح بمحاكمة العسكريين في المحاكم الميدانية، بأنهم من الذراع السياسية لجماعة الخدمة التابعة لـ”غولن”.

 

أردوغان يعلق

وقبل أيام، علق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الجدل الدائر بالبلاد، قائلا: “إن عزيمة الشعب في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 درس للجميع”، مضيفا: “والشعب الذي نزل بالشوارع لن يتردد بالنزول مرة أخرى”.

 

واليوم الأربعاء، قال أردوغان، إنها ليست سوى حملات ضد البلاد، “دعونا أن لا نلتفت إليها.. هذا البلد شهد محاولة انقلاب في 15 تموز/ يوليو (2016)، والأمة التركية أعطت الجواب اللازم”.

 

إثارة أجندة تهدف لحرف تركيا عن أهدافها الحقيقية

 

من جهته علق المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر اتشليك، قائلا: “إثارة أجندة حول التحضير للانقلاب، ليس إلا مقاربات هدفها حرف تركيا عن أهدافها الحقيقية، ويريدون إلهاءنا.. وضباط وعناصر الجيش التركي اتخذوا الموقف الواضح ضد الانقلابيين”.

 

وأشار إلى أن الحديث عن انقلاب ليست سوى شائعات، ولا يوجد شيء من هذا القبيل.

 

أكار يعلق

 

وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، علق على ذكر اسمه في التقرير الأمريكي، وعبر عن أسفه بأن يزج اسمه في ذلك.

 

وقال أكار، في حوار أجراه معه الكاتب في صحيفة حرييت، فاتح اتشيكرجي: “يؤسفني العبارات الواردة في التقرير، عني وعن القوات التركية، جامعة الدفاع الوطني”.

 

وتابع قائلا: “لقد تم صياغة التقرير بشكل ماكر، لإثارة الفتنة في البلاد، وما فيه من تلميحات مصطنعة لا تعكس الحقائق”.

 

جدل بين الكتاب الأتراك

 

وأثار التقرير جدلا كبيرا بين الكتاب الأتراك، المؤيدين للحكومة والمعارضين لها، فيما رأى البعض بضرورة التعامل بجدية مع التقرير الأمريكي.

 

نظرية المؤامرة

 

وشدد الكاتب التركي، حسن بصري يلتشين، أن التقرير لا يمكن التعامل معه باستهتار، لافتا إلى أن “راند” ليست مؤسسة بحثية عادية، بل تتبع مباشرة لوزارة الدفاع الأمريكية، وتعكس خطط وتوقعاتها.

 

وأضاف في مقال، أن “محاولة الانقلاب الماضية كانت درسا لنا، وعلينا أن نكون منتبهين جيدا”.

 

وأشار إلى أن الظروف الحالية، مليئة ببث الأكاذيب عبر وسائل الإعلام والذي يهدف لبث الكراهية والخوف بين أفراد المجتمع، مشددا على أهمية الاستقرار الاجتماعي بالبلاد.

 

إلى جانب ذلك، لفت الكاتب إلى أن هناك جبهة تتشكل من أحزاب المعارضة ضد الحكومة التركية، موضحا أن محاولة الانقلاب الماضي فشلت لأنها تفتقر لبعد اجتماعي.

 

وحذر الكاتب التركي من نجاح الانقلاب إذا حدث، وعدم التعامل مع الأمر وفق “نظرية المؤامرة”.

 

سيناريوهات أمريكية

 

بدوره قال الكاتب التركي، محرم سريكايا، إن الولايات المتحدة تقوم كالمعتاد بوضع مثل هذه السيناريوهات، وفقا لأهدافها الخاصة.

 

وأشار في مقال ، إلى أن بعض الشخصيات التي ترغب بحدوث تعديل حكومي بالبلاد، يتساوق مع مثل هذا الطرح، من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.

وأضاف أن الحكومة والمعارضة قرأتها التقرير بالشكل الذي يريدونه، فمن وجهة نظر المعارضة تقول بأن الحكومة تعد مخططا، ومثل هذه التقارير تعد وسيلة لتوطيد قواعدها في داخل الحزب الحاكم.

 

أما الحكومة بحسب الكاتب، أن القطاعات التي تريد بالقيام بمؤامرة اقتصادية بالبلاد، تنتج مثل هذه السيناريوهات.

 

غرض أمريكي

 

الكاتبة التركية سيفلاي يلمان، قالت إن التقرير المكون من 276 صفحة، غرضه الأساسي البحث عن سبل لتوطيد العلاقة بين واشنطن وأنقرة، والتي أصبحت “باردة”.

 

وأشارت في مقال على “خبر ترك”، إن الولايات المتحدة طغت لديها المخاوف من تركيا التي تكتسب أهمية استراتيجية مؤخرا، بالوقت الذي يمر فيه “الناتو” حالة صعبة.

 

ولفتت إلى أن التقرير يشير إلى أن الحزب الحاكم بتركيا قد يكون غير قادر على الحفاظ على سلطته كثيرا، لذلك “دعونا نبدأ بالتحرك في بناء علاقات ودية مع المعارضة”.

 

وأضافت أن التقرير يزعم أن “الضباط في المستوى المتوسط، يشعرون بخيبة أمل من قياداتهم العسكرية، ويشعرون بالقلق من معبة أن يطالهم عملية التطهير الجارية بعد محاولة الانقلاب الماضية”.

 

وأوضحت أن التقرير يشير إلى أن حالة السخط داخل القوات التركية قد تقود إلى انقلاب جديد، وأن أردوغان يأخذ ذلك على محمل الجد.

 

وأشارت إلى أنه لا يمكن قبول الشيطنة الأمريكية للقوات التركية، الذين يقاتلون الآن في إدلب.

 

 

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.