تعرف على حكاية أول تركي كفيف يعمل مهندسا للبرمجيات في “فيسبوك” 

يفتخر مهندس البرمجيات التركي بوراك كوراي بولات، الذي فقد حاسة البصر في صغره، بالعمل في مقر شركة “فيسبوك” في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ليكون أول تركي كفيف يعمل في الشركة مالكة موقع التواصل الاجتماعي الشهير.

وفقد بوراك كوراي بولات (23 عاماً) حاسة البصر وهو في السادسة من عمره، وأكمل دراسته في العاصمة أنقرة حتى الصف الثالث الثانوي، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته في إطار مشروع “الطلاب الضيوف” ونجح حينها بالحصول على منحة لدراسة هندسة البرمجيات في جامعة ميامي.

وأثناء دراسته بالصف الأخير من الجامعة تقدم للعمل في شركة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وعقب تلقيه رداً إيجابياً من إدارة الشركة سافر بولات بمفرده من شرق الولايات المتحدة إلى غربها.

وعقب نجاحه في تجاوز الاختبارات الشفهية والتحريرية التي خاضها مع عشرات الآلاف من المتقدمين بدأ بولات العمل في “فيسبوك” ليصبح أول تركي كفيف يعمل مهندس برمجيات في مقر الشركة الأمريكية الشهيرة.

وقاد بولات مجموعة عمل لتطوير برنامج لتحديد المواقع لمساعدة الطلاب المكفوفين في الجامعة التي درس بها، على الوصول إلى أي مكان يرغبون في الذهاب إليه دون الحاجة إلى مساعدة.

كما يهدف بولات إلى تطوير منصة تجمع كل الطلاب الفاقدين لحاسة البصر في تركيا الراغبين في إحراز تقدم في المجال العلمي.

– “الفضل لأمي”

وفي مقابلة مع الأناضول، قال المهندس التركي الكفيف، إن الفضل الأكبر في نجاحه يعود إلى والدته.

وقال: “عندما حضرت والدتي لمراسم حفل تخرجي من الجامعة، ذهبتُ لاستقبالها وأنا أرتدي سترة عليها الشعارات الخاصة بشركة فيسبوك، وأخبرتها للمرة الأولى أننى قد حصلتُ على وظيفة بالشركة، فهي حتى ذلك الوقت كانت تظن أنني لازلتُ أبحثُ عن عمل”

وأشار بولات إلى أنه تزوج الشهر الماضي، بالدكتورة منصوره بولات، التي تعرف عليها خلال دورة تعليمية خاصة بالعزف على الناي.

وذكر بولات أنه لاقى ردود فعل متنوعة من المحيطين به بسبب زواجه بفتاة مُبصرة.

وقال: “لعل هدم الصورة المترسخة في أذهان الناس عن المكفوفين يعتبر أحد أصعب الأشياء بالنسبة لنا، فعلى الرغم من زواجي بمنصوره إلا أن علاقتي بعائلتها لا تُعد جيدة، وذلك لأن رد فعلهم الأول عند طلبي الزواج بابنتهم كان رفضي بسبب إعاقتي البصرية وذلك قبل أن يتعرفوا على شخصيتي ويحكموا على تصرفاتي وسلوكياتي”.

وأضاف: “أتمنى أن يفهموا ذلك الخطأ الذي ارتكبوه كلما ازدادت معرفتهم بي في المستقبل وكلما رأوني ناجحاً كأي إنسان عادي”.

وتابع: “إحدى المشاكل التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة هي عدم الثقة في النفس، وفي الحقيقة فإن أفضل نصيحة يمكن أن أقدمها لأشقائي وإخوتي وأخواتي الكبار المعاقين بصريًا هي؛ كلما قمتم بتطوير أنفسكم كلما كان من السهل عليكم التخلص من أزمة الثقة بالنفس التي تسببها لكم الإعاقة البصرية”.

– اجتياز الصعب

زينب نور بولات والدة المهندس بوراك قالت، إنها كانت حزينة للغاية بسبب فقد ابنها لحاسة البصر ولكنها تفتخر بالنجاح الذي حققه طوال حياته التعليمية.

ووصفت زينب بولات ابنها بأنه “مصدر فخر للعائلة”، مضيفة: ” لقد كنت واثقة من أنه سينجح في حياته، وقمت بتنشئته كما تقوم الأمهات العاديات بتنشئة أبنائها، ولقد بذل بوراك جهداً كبيراً للسفر إلى الخارج وقد استطاع اجتياز الصعب”.

في حين أكد والده أوغون بوراك بولات، أن ابنه تغلب على كافة المشاكل التي واجهها في حياته ولم يعكس هذه المشاكل بأي شكلٍ على أفراد عائلته.

واعتبر أوغون أن “الشخصية العنيدة” التي يتمتع بها ابنه ساعدته في الحصول على ما يريده.

ودعا العائلات التي لديها أطفال مكفوفون إلى التخلص من الأحكام المسبقة بحق أطفالهم؛ وذلك إذا ما رغبوا في أن يحقق أبنائهم النجاح في حياتهم.

ورأى أوغون بولات أن ابنه بوراك نعمة كبيرة أنعم الله بها عليه.

وأشار إلى أن ابنه قال له كلمة تلخص حكايته بأكملها وهي: “والدي العزيز لا تحزن لأجلي؛ فأنا يمكنني أن أقوم بكافة الأعمال التي تقوم أنت بها فيما عدا قيادة سيارة”.

.

المصدر/A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.