مقال لوزير تركي عن “كورونا” يخظى باهتمام أكثر من 80 مؤسسة إعلامية حول العالم

اهتمت ونشرت أكثر من 80 مؤسسة إعلامية في مختلف بلدان العالم، مقالاً لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن فيروس كورونا.

المقال الذي كتبه جاويش أوغلو تحت عنوان “ما نفعله اليوم يحدد ملامح الغد”، نُشر لأول مرة مطلع أبريل/نيسان الحالي، لدى صحيفة “ذا واشنطن تايمز” الأمريكية، لتتناقله لاحقاً 78 مؤسسة إعلامية وصحفية لدى كلّ من إيطاليا، وفرنسا، والبرتغال، ورومانيا وغيرها من البلدان في أمريكا الشمالية والجنوبية، وآسيا وإفريقيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء.

وكان الوزير التركي قد دعا في مقاله المذكور، المجتمع الدولي “إلى تنحية كافة النزاعات جانبًا، بما في ذلك تلك التي بمنطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الصراعات والسعي الجاد للحوار والمصالحة “.

الوزير ذكر كذلك أن “الناس عادة الناس ما يميلون إلى الاعتقاد بأن العالم لن يكون كسابق عهده بعد كل حدث مرعب”.

وأردف جاويش أوغلو قائلا: “وإنه لمن الصواب أن يتغير العالم من بعض النواحي هذه المرة. فالتاريخ العالمي ملئ بمثل هذه التحولات والأحداث المؤلمة”، مشيرًا إلى أنه سبق وأن سيقت تحذيرات منذ سنوات بأن جائحة ما من الممكن أن تكون مرعبة بهذا الشكل الذي عليه كورونا”.

وتابع “أولئك الذين يعيشون في حرب عنيفة وأوضاع كارثية ويشهدون انهيار دول، معذورون حينما يعتقدون أنه لا يمكن أن يعيشوا أسوأ مما هم فيه. أما من يعيشون في مناطق مسالمة مرفهة قد يعتقدون أنه لا يوجد هناك ما يمكنه إلحاق الضرر بهم، وشغلهم الشاغل مواصلة حياتهم السعيدة على نفس الشاكلة.”

واستطرد “لكن ما نشهده حاليًا من وباء قاتل وصل لدرجة أنه لم يعد هناك مجتمع يعتقد بأنه بعيد عنه وفي مأمن منه. وبتنا في ظل هذا الفيروس نبعد أنفسنا عن الآخرين وعن التفاعل الاجتماعي للحيلولة دون تفشي هذا المرض”.

وفي سياق متصل أوضح جاويش أوغلو أن فيروس كورونا تفشى في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأن عدد الإصابات والوفيات جرّاء الإصابة به آخذ في الازدياد.

الوزير أضاف قائلا: “يؤمر أكثر من ثلث البشرية بالبقاء في المنازل، ولسوء الحظ ، ستكون هناك وفيات جديدة تضاف إلى من فقدناهم بأعداد كبيرة حتى الآن”.

كما لفت إلى أن “التكلفة الاقتصادية لتفشي الفيروس مخيفة أيضًا. ومن المتوقع كذلك أن يكون لها آثار طويلة المدى”، مضيفًا “سيؤثر ذلك بالتأكيد على الحكومات في جميع أنحاء العالم”.

وأردف: “لم نر النور في نهاية النفق حتى الآن ، ولا ينبغي أن ننتظره. إنها لحظة تفكير ولحظة قيادة وعمل “.

وأوضح أنه “النظام العالمي كان يعاني قبل كورونا العديد من الصعوبات”، مشيرًا إلى أن “تركيا كثيرًا ما دأبت على القول بضرورة إصلاح ذلك النظام، وليس هذا فحسب بل وقالت إن طريقة تشكيل مجلس الأمن قد عفا عليها الزمن، إذا أن العالم أصبح أكبر من خمسة(في إشارة للدول دائمة العضوية بالمجلس)”.

واستطرد قائلا “نحن نعرف أن ذلك النظام لا يعمل كما ينبغي، ندرك ذلك بحكم كوننا دولة أجبرتها الظروف المحيطة أن تصبح وجهًا لوجه مع صراعات لا تنتهي بالمناطق المجاورة، ومع بؤس بشري، وبحكم كوننا دولة تعتبر الأكثر استضافة للاجئين والمهاجرين حول العالم”.

وذكر جاويش أوغلو أن العالم سبق وأن اهتزت أركانه عام 2008 بسبب “الجائحة الاقتصادية” مشيرًا إلى أن “مجموعة العشرين قدمت آنذاك شعورا بالاستقرار للاقتصاد العالمي المترنح”.

وأضاف قائلا: “النظام العالمي عمل آنذاك، لكن علينا الآن تقديم الدعم اللازم من أجل التخفيف من التأثير الاقتصادي للأزمة الراهنة والتأكد من أن النظام يعمل حتى عند إجراء التصحيحات والتغييرات اللازمة “.

ولفت جاويش أوغلو إلى أن “الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في حماية صحة وسلامة الناس من فيروس كورونا”، مضيفًا “نحن نؤيد البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الأخيرة(انعقدت افتراضيًا يوم 26 مارس/آذار) الذي جاء في الوقت المناسب، حيث التزم القادة بالتضامن في مكافحة هذا الوباء وحماية الاقتصاد العالمي وإزالة القيود التجارية”.

الوزير التركي في سياق متصل أشار إلى أن “أحد الإجراءات الهامة التي اتفقت عليها مجموعة العشرين هو توسيع اتفاقيات المبادلة.”

جاويش أوغلو شدد كذلك على أن العديد من الدول وعلى رأسهم تركيا اتخذت العديد من التدابير القوية في ظل هذه الأزمة، مضيفًا “لكن الجهود الفردية لن تكون كافية. فهذا الاختبار العالمي يقتضي تدخلًا عالميًا فيما يتعلق بالصحة العامة ثم الاقتصاد”.

وتابع “وفي عملية التدخل هذه، سيقتضي الأمر على المدى الطويل إعادة تشكيل الدعم الذي تقدمه الدول والمؤسسات الدولية في هذا الصدد. فعلى المؤسسات الدولية المعنية الاضطلاع بدور فعّال بخصوص الدعم المالي ودعم المعدات الطبية”.

وبيّن أن “حماية المجتمعات الهشة والمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين ودعم البلدان المضيفة، أصبحت أكثر أهمية الآن عن ذي قبل.إذ يجب أن تعمل شبكات التوريد العالمية ونقل البضائع دون حواجز”.

وتابع “كما يجب إعادة تقييم العقوبات التي باتت أداة سياسية يتم استخدامها بشكل صارخ من منظور إنساني. إن العديد من العقوبات ، بما فيها تلك التي تستهدف إيران، لا تضر الإيرانيين فحسب ، بل تضر جيرانهم أيضًا”.

وأشار جاويش أوغلو إلى أن “القضية التي تهم الجميع وتتطلب استجابة عالمية الآن هي إنهاء الصراعات التي تجعل الناس، والأنظمة البيئية، والاقتصاد، والضمير، يدفعون الثمن باهظًا”.

وأضاف “وبالتالي فإن هذا يقتضي تنحية المجتمع الدولي جميع النزاعات الدولية جانبًا، بما في ذلك تلك التي في الشرق الأوسط، ومن ثم ندعو إلى إنهاء الصراعات والسعي الجاد للحوار والمصالحة”.

وتابع “ففي الوقت الذي نعلم فيه أن الجميع يعانون ويكافحون من أجل صحة العالم، تصبح المنافسة الجيوسياسية والخلافات السياسية لا معنى لها”.

.

مقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو 

.

turkpress

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.