تركيا الان

الدولة العثمانية نجحت في تطبيق الحجر الصحي منذ قرنين

دخل العالم بأسره، في حجر صحي، عقب تفشي جائحة كورونا، مما أعاد إلى الأذهان، محطات تاريخية، طُبّقت فيه إجراءات العزل المنزلي وتم تقييد حركة السكّان، للسيطرة على الوباء.

وأظهر الأرشيف العثماني، قيام الدولة العثمانية بتطبيق الحجر الصحي للسيطرة على وباء الكوليرا الذي تفشى في القرن التاسع عشر.

واتخذت الدولة العثمانية عقب ظهور الكوليرا، تدابير صارمة، مثل حظر دخول المدن ومنع رحلات الحج للسيطرة على الوباء.

ووفقا للوثائق، فإن وباء الكوليرا، الذي وصل إلى عاصمة الدولة العثمانية إسطنبول وولايات أخرى في الأعوام ما بين 1847-1848 إلى 1892-1895، أدى إلى حالة ذعر بين السكّان.

وشملت التدابير المتخذة آنذاك، منع الدخول والخروج إلى المدن وتطبيق الحجر الصحي في مناطق عدة أبرزها إسطنبول والقدس وبيروت وبغداد ومكة المكرمة.

كما تم تطبيق الحجر الصحي على سفراء الدولة العثمانية المعينين حديثاً.

– منع الزيارات إلى بيت المقدس

وقال محمد جليك، عضو هيئة التدريس وخبير تاريخ الشرق الأوسط في قسم التاريخ بجامعة “قرمان أوغلو محمد بك” التركية، إن “الإمبراطورية العثمانية كافحت عددًا من الأوبئة في فترات مختلفة واتخذت إجراءات صارمة لمنع انتشارها”.

وفي حديثه عن تلك الإجراءات، أضاف جليك لمراسل الأناضول: “الدولة العثمانية منعت آنذاك رحلات الحج للمسلمين المسافرين من البصرة وسامراء وإيران باتجاه الأراضي المقدسة، لمنع وصول العدوى إلى تلك المناطق”.

ولفت إلى أن الدولة “حظرت أيضًا زيارة بيت المقدس في القدس الشريف، وجرى نشر القرارات ذات الصلة في الصحف ووسائل الإعلام المطبوعة بتاريخ 18 أغسطس/ آب 1891”.

ونوه جليك إلى أن القرارات والتدابير التي اتخذتها الدولة العثمانية، نجحت في منع انتشار وباء الكوليرا الذي اجتاح العالم وأدى إلى وفاة مئات آلاف.

– تطبيق الحجر الصحيعلى السفراء

وأضاف: في تلك الفترة، فرضت الدولة العثمانية الحجر الصحي على جميع السفراء المعيّنين حديثا والقادمين إلى إسطنبول مع عائلاتهم.

وتابع: في 24 سبتمبر/ أيلول 1893، جرى فرض الحجر الصحي على أعضاء السفارة الألمانية في منازل جرى تخصيصها من قبل الدولة لأفراد البعثة الدبلوماسية.

وفي وثيقة مؤرخة في 25 سبتمبر/ أيلول 1892، تم تطبيق الحجر أيضا على السفير الروسي ألكسندر نيليدوف وعائلته، بمدينة “فيشيفجه” (جنوبي صربيا) والتي كانت تتبع ولاية كوسوفو العثمانية آنذاك، بحسب جليك.

وأشار إلى أن “وثيقة أخرى صادرة بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1894، ذكرت أن سفير فرنسا مسيو كامبون، اضطر إلى البقاء في الحجر الصحي، في إطار التدابير التي اتخذتها الدولة العثمانية لمكافحة وباء الكوليرا”.

ولفت جليك إلى أن “تطبيق إجراءات الحجر الصحي شمل الأمانات المقدسة ومحمل الحج العثماني، وجميع العاملين في قصر طوب قابي”.

.

المصدر/ A.A

أحدث الأخبار

أنقرة: على المجتمع الدولي التحرك بحزم ضد عدوان إسرائيل بالمنطقة

قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة ضد ممارسات…

04/12/2025

270.6 مليار دولار.. صادرات تركيا السنوية تسجل رقما قياسيا

أعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط تسجيل صادرات البلاد من السلع في آخر 12 شهرًا…

04/12/2025

مسؤول تركي يحذر: أزمة المياه تهدد بحروب وهجرات كبرى وأزمات عالمية

حذّر نائب وزير الزراعة والغابات التركي، أبو بكر غيزلي غيدر، الاثنين، من احتمال اندلاع أزمات…

02/12/2025

رقصة الماء والغاز في قلب تركيا.. فوارة باردة تخطف الأنظار

تتحول منطقة "أولو كيشلا" في ولاية أقسراي، وسط تركيا إلى محطة لافتة لعشّاق الطبيعة وهواة…

01/12/2025

الاقتصاد التركي ينمو 3.7 بالمئة في الربع الثالث

حقق الاقتصاد التركي نموًا بنسبة 3.7 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع الثالث من العام…

01/12/2025

إعلام عالمي يسلط الضوء على نجاح المسيرة “قزل ألما” في إصابة هدف جوي

سلطت وسائل إعلام عالمية على نجاح المسيرة "بيرقدار قزل ألما" التركية في إصابة هدف جوي.…

01/12/2025