منتدى الشرق: كورونا سيغير العالم والمستقبل لصالح تركيا

قال رئيس “منتدى الشرق”، وضاح خنفر، إن جائحة فيروس كورونا ستغير موازين القوى بالعالم، وتركيا ستستفيد من ذلك إقليميا.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها الأحد، عبر منصة إلكترونية بدعوة من اتحاد الإعلاميين الأجانب في تركيا، بعنوان “حرب كورونا العالمية، هل سينجو العالم من تداعيات الهزيمة”.

وأوضح خنفر أن “تركيا تتصرف كدولة من منطق مصلحتها الاستراتيجية بما يجعلها تستفيد من الأزمة العالمية الحالية”.

وأشار إلى أنه “ستكون هناك معركة قادمة في المنطقة العربية لكن هذه المرة بين الأنظمة والشارع بفقرائه ومهمشيه المتضررين اقتصاديا”.

وأبرز أن “العالم يشهد تغيرات في ظل جائحة كورونا قد تظهر نتائجها بعد 10-20 عاما، نشهد فيها سيطرة صينية على العولمة العالمية وتراجعا أمريكيا”.

وذهب خنفر إلى أن “هذه الأزمة جزء من الحرب التي استمرت حتى اليوم منذ بداية القرن الماضي، فالحرب العالمية الأولى وما تلاها من اختلال في ميزان القوى وانفجار الاقتصاد أدى للكساد”.

وأكمل: “حاليا يمر الاقتصاد بمرحلة صعبة ويخاف الجميع أن تصل لمرحلة الكساد، ولا يتحدث عنه، تماما كما حصل في العام 1939 بداية الحرب العالمية الثانية،.. والعالم يسير بخطوات حثيثة نحو كساد عظيم”.

وأردف: “أمريكا رأت أنها استغنت عن العالم فأصيبت بالغطرسة فدخلت بتصرفات غير معقولة، باستخدام أدوات الغطرسة وهي السلاح”.

ولكن الصين، وفق خنفر، “استخدمت العولمة بطريقة لم تتوقعها أمريكا، وتحاشت أن تظهر كقطب وقدمت نفسها بالصانع المتواضع، من يقدم الخدمات بسرعة وثمن بخس، ولم يخشاها أحد، وأمريكا نظرت لها كمصنع رخيص لمنتجاتها”.

وتنبأ رئيس “منتدى الشرق” بـ”تحالف روسي صيني على المدى المتوسط لأنه ستحصل خلافات على طريق الحرير مستقبلا”.

وحول موقع المنطقة والدول العربية، قال خنفر: “المعركة القادمة بين الأنظمة العربية والشارع ستكون مع الناس البسطاء بسبب الآثار الاقتصادية الكبرى، فسيكون هناك تضافر بين الممنهجين سياسيا والفقراء المهمشين الذين يعانون من البطش والفساد، وهو ما يعني أن الدول العربية ستواجه تحديا جديدا، فإما أن تبدأ مصالحة، أو يستمر القمع، وأتنبأ بالثاني”.

وزاد: “هناك تغير بموازين القوى الإقليمية، أمريكا تسحب قواتها وهو أمر جيد ومفيد إقليميا، وتركيا ستستفيد لأنها تقارب الأمور بشكل مختلف عن إيران، وتعمل بتكتيك الاستفادة من القوى السياسية وتتصرف كدولة، وهو ما يعني أن ما يحدد تصرفات تركيا هي المصلحة الاستراتيجية”.

وبين أن “هذا التوجه بدأ ينمو بالسنوات الأخيرة، فبدأت تركيا تطور الإمكانيات العسكرية، وطورت إمكانياتها الاقتصادية والاعتماد على نحو معقول على التكنولوجيا، ومحاولة امتلاك التقنيات العالية، وهي وضعها جيد، وفي الصراع الإقليمي الحاصل ستكون أحد المستفيدين”.

 

وختم خنفر بالقول: “الدخول في ليبيا لمصلحة تركية، وليس فقط للدفاع عن الربيع العربي، وهو من مظاهر النضج السياسي للتدخل، فيما إيران فيها ضعف أكثر، ضعف اقتصادي وضعف الجبهة الداخلية، كما أن اعتمادها على حروب الوكالة أرهقها”.

و”منتدى الشرق”، مؤسسة عالمية مستقلة تأسست عام 2012، بهدف ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، عبر تنمية الوعي السياسي وتبادل الخبرات، حسب ما يعرف نفسه.

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.