سي إن إن: قادة أقوياء كأردوغان وبوتين تفوقوا بالمحادثات على ترامب

كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الثلاثاء، أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مستعد دائما لمناقشة القضايا الخطيرة، وغالبا ما تفوق عليه في المحادثات قادة أقوياء مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب أردوغان”.

ونقلت “سي إن إن” عن مصادر مسؤولة بالبيت الأبيض والاستخبارات الأمريكية (لم تسمّها) قولها إن “المئات من المكالمات الهاتفية السرية للغاية مع رؤساء الدول الأجنبية، أظهرت أن ترامب كان مسيئًا جدًا لقادة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة”.

ودفعت المكالمات كبار مسؤولي إدارة ترامب السابقين، بمن فيهم مستشارا الأمن القومي إتش آر ماكماستر وجون بولتون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ورئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، وكذلك مسؤولي المخابرات إلى استنتاج أن ترامب غالبًا ما كان “موهوما” في تعاملاته مع القادة الأجانب، بحسب المصدر نفسه.

وأكدت المصادر أن “المكالمات ساعدت في إقناع بعض كبار المسؤولين الأمريكيين بأن الرئيس نفسه يشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة”.

ولا يوجد دليل يذكر على أن الرئيس ترامب أصبح أكثر مهارة أو كفاءة في محادثاته الهاتفية مع معظم رؤساء الدول بمرور الوقت، بحسب “سي إن إن”.

وبدلاً من ذلك، استمر في الاعتقاد – تتابع المصادر – أنه يمكنه إما أن يسحر، أو يضغط بالقوة، أو يتنمر تقريبًا على أي زعيم أجنبي للاستسلام لإرادته، وغالبًا ما يسعى إلى تحقيق أهداف أكثر انسجاما مع أجندته الخاصة.

وتكتسب مخاوف هؤلاء المسؤولين بشأن المكالمات، ولا سيما إذعان ترامب لبوتين، صدى جديدا مع التقارير التي أفادت بأن الرئيس الأمريكي ربما علم منذ مارس/ آذار الماضي أن روسيا عرضت مكافآت على حركة طالبان لقتل القوات الأمريكية في أفغانستان، ولم يتخذ أي إجراء حتى الآن.

وبهذا الخصوص، قالت المصادر: “هناك مكالمات بين بوتين وترامب بشأن رغبة ترامب في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، لكنها لم تذكر أي نقاشات حول مكافآت طالبان المزعومة”.

وإلى حد بعيد، كان أكبر عدد من محادثات ترامب الهاتفية مع رئيس دولة من نصيب أردوغان، الذي اتصل أحيانًا بالبيت الأبيض مرتين على الأقل في الأسبوع، وتم نقله مباشرة إلى الرئيس بناء على أوامر دائمة من ترامب، وفقًا للمصادر.

كما قام ترامب بانتظام بمضايقة وإهانة قادة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، وخاصة امرأتين إذ قال لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي إنها “ضعيفة وتفتقر إلى الشجاعة”، كما قال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها “غبية”.

وقالت المصادر إن ترامب تفاخر باستمرار أمام نظرائه من قادة الدول، بما في ذلك ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بشأن “ثروته الخاصة وعبقريته وإنجازاته العظيمة كرئيس”، منتقدا ما وصفها بـ”حماقة” أسلافه في البيت الأبيض.

وفي محادثاته مع كل من بوتين وأردوغان، استغل ترامب الفرصة في الهجوم على الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، معتبرا أن التعامل معه مباشرة سيكون أكثر فائدة بكثير مما كان عليه الوضع خلال الإدارات السابقة.

وقال ترامب عن بوش وأوباما: “لم يعرفا أي شيء”، وهي واحدة من الجمل الساخرة المفضلة لديه عند الحديث عن أسلافه مع الرئيسين التركي والروسي.

وتتوافق الصورة الكاملة والمفصلة التي رسمتها المصادر الأمريكية لاتصالات ترامب الهاتفية بالقادة الأجانب، مع الفكرة الأساسية وبعض العناصر الأساسية لعدد محدود من المكالمات التي وصفها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه “الغرفة حيث حدث ذلك”.

واشتركت مصادر “سي إن إن” وكتاب بولتون برأي واحد وهو أن “الرئيس بدا وكأنه يخلط باستمرار بين مصالحه الشخصية، خاصة لأغراض إعادة الانتخاب والانتقام من منتقديه وأعدائه السياسيين، مع المصلحة الوطنية”.

ولحماية هوية المصادر التي كشفت تفاصيل المكالمات، لن تكشف “سي إن إن” عن وظائفهم ولم تقتبس جملا مطولة من تصريحاتهم بشكل مباشر، وأكثر من 10 أشخاص من المصادر المسؤولة إما استمعوا إلى مكالمات الرئيس الهاتفية في وقتها أو تم تزويدهم بملخصات تفصيلية ونسخ مكتوبة للمكالمات بعد انتهائها.

وأجرت” سي إن إن ” مقابلات مع المصادر مرارا وتكرارا على مدى 4 أشهر حتى يونيو/ حزيران الجاري.

وتواصلت الشبكة الأمريكية مع كيلي وماكماستر وتيلرسون للتعليق ولم تتلق أي رد منهم بعد، فيما رفض ماتيس التعليق.

ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق قبل نشر هذا التقرير.

وبعد النشر، قالت نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ماثيوز إن “الرئيس ترامب مفاوض من الطراز العالمي، حيث أنه عزز باستمرار مصالح الولايات المتحدة على المسرح العالمي”.

وأضافت أن “ترامب أظهر قدرته على تعزيز مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية”.

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.