قبيلة القذاذفة تنسحب من صفوف حفتر وتتوعده في سرت

دعت قبيلة القذاذفة الليبية، الخميس، أبناءها للانسحاب من صفوف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتوعدت بمواجهته ما لم يستجب لمطالبها.

 

وفي بيان تناقلته وسائل إعلام محلية وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالب “المجلس الاجتماعي” للقبيلة بإبعاد مرتزقة

حفتر عن مناطقها بمدينة سرت.

إقرأ إيضا: عملية اصطياد أردوغان في ليبيا !

وشدد البيان على ضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين من أبناء سرت، وتسليم من اقتحموا البيوت من “المجرمين والمرتزقة”،

والمتورطين بقتل مواطن يدعى “ناصر عويدات”، دهسا بإحدى العربات.

وحذرت القبيلة من مغبة عدم الاستجابة لهذه المطالب فورا، مشددة على أن “الأمور ستؤول إلى ما لا تحمد عقباه، وسنعتبر

عملية الكرامة (قوات حفتر) عدوا وجب قتاله”.

 

و”القذاذفة” قبيلة ينتمي لها الرئيس الراحل معمر القذافي، ومنتشرة في مدينتي سرت (شمالا) وسبها (جنوبا).

وفي وقت سابق الخميس، حذرت الحكومة الليبية، مليشيات الانقلابي حفتر، من استمرار الاعتداءات والجرائم في مدينتي سرت

(شمالا) وتراغن (جنوب غرب البلاد).

وقالت الحكومة في بيان إنها “لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تفرط في واجباتها تجاه حماية الشعب الليبي والسعي للانتقال به سلميًا

إلى مرحلة أكثر استقرارًا”.

ومنذ الجمعة، يسود في ليبيا وقف لإطلاق النار، بحسب بيانين متزامنين للمجلس الرئاسي للحكومة الليبية، ومجلس نواب طبرق

(شرقا) الداعم لحفتر، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

والتقى البيانان في نقاط مشتركة، أبرزها وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما أنه لاقى ترحيبا دوليا وعربيا واسعا،

في حين هاجم أحمد المسماري، المتحدث باسم حفتر، مبادرة وقف إطلاق النار.

 

إقرأ إيضا: عمليات تجسس بالأقمار الصناعية الخاصة.. مراقبة الجيش التركي في ليبيا

على الرغم من ترحيب العديد من الدول الفاعلة بالملف الليبي بالإعلان المُزامن لحكومة الوفاق الليبية، ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، إلا أن تركيا بقيت صامتة ولم تصدر أي بيان يعبر عن موقفها من مبادرة وقف إطلاق النار .

 

وقالت صحيفة “ملييت” التركية في تقرير ، إن تركيا ترصد التطورات الميدانية في ليبيا عقب مبادرة حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار،

متوقعة بالوقت ذاته أن يتقلص الدعم المقدم للواء المتقاعد خليفة حفتر من داعميه.

 

وأشارت إلى أنه بالوقت الذي تتابع فيه تركيا عن كثب العملية بعد إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار، أحرزت تقدما مهما في

خطة “عزل حفتر”.

 

وأضافت أن أنقرة، مع قبول رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح مبادرة وقف إطلاق النار، وانتقاد حقتر لها، ستبدأ بالحديث بشكل

أقوى في تصدير موقف يتبنى إبعاد حفتر عن أي مفاوضات مرتقبة.

 

ولفتت إلى أن أنقرة جراء هذه العملية (وقف إطلاق النار)، ترى أن دعم حفتر من داعميه سيتقلّص، في حين أن حكومة السراج

ستزيد من تعزيز شرعيتها.

إقرأ إيضا: تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. وموقف “السيسي” منه

وذكرت الصحيفة، أن ليبيا كانت أحد البنود على جدول أعمال مجلس الوزراء التركي الذي عقد أول أمس برئاسة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وأوضحت، أنه خلال الاجتماع، حيث تمت دراسة مفصلة لوقف إطلاق النار في ليبيا، تبين أن تركيا التي مهدت الطريق

بنجاح للمبادرة راضية بشكل كامل عنها.

 

وأشارت إلى أنه عقب إعلان السراج وقف إطلاق النار في ليبيا، لم تعرب تركيا عن موقفها وبدأت عملية هادئة ولكنها نشطة.

 

وأوضحت الصحيفة أن أنقرة التي كانت على اتصال مع روسيا وإيطاليا وألمانيا خلال هذه الفترة، تنتظر كيف سينعكس

وقف إطلاق النار في المنطقة.

 

ولفتت إلى أن أنقرة بعد إعلان وقف إطلاق النار، درست كافة التفاصيل والخيارات والسيناريوهات الممكنة والبديلة، إلى

جانب الخطوات التي من الممكن اتخاذها.

 

وأكدت الصحيفة، أن السلطات التركية، رفضت الإدلاء بأي موقف بشأن وقف إطلاق النار بليبيا تكتيكيا.

 

وأشارت إلى أن موقف مليشيات حفتر من مبادرة وقف إطلاق النار، ووصفها بـ”ذر للرماد في العيون”، كان تطورا متوقعا

في أنقرة.

إقرأ إيضا: عملية اصطياد أردوغان في ليبيا !

وكشفت أن أنقرة أعربت عن ترحيبها بالتواصل بين السراج وعقيلة صالح قبل وبعد مبادرة وقف إطلاق النار، بهدف جلب

عقيلة إلى الطاولة وتعزيز شرعيته.

 

وأوضحت أن المباحثات التي يشارك فيها عقيلة صالح، ولم يتمكن حفتر من المشاركة، تقيّم على أنه تم تشكيل طاولة

مفاوضات من دونه.

 

وذكرت الصحيفة، أن أنقرة أبلغت الدول المعنية في مقدمتهم روسيا، أن حفتر غير ملتزم بقرارات وقف إطلاق النار في

موسكو وبرلين، ومازال على موقفه.

إقرأ إيضا: لماذا تصمت تركيا عن مبادرة وقف إطلاق النار بليبيا؟

ولفتت إلى أن أنقرة تنظر لموافقة فرنسا التباحث مع السراج، على أن أوروبا بدأت بتقبل وجهة النظر التركية في الملف الليبي.

 

وأكدت الصحيفة، أن تركيا تدعم مطالب حكومة الوفاق بإعلان سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح، واستئناف إنتاج النفط،

وإجراء انتخابات في أذار/ مارس 2021، ورحيل المرتزقة من البلاد.

 

وتابعت، أن هذه المطالب مهمة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ومقدمة لإنهاء الصراع في ليبيا، لذلك، وعلى الرغم من الإعلان،

فإن المحادثات في ليبيا مازالت جارية، ولذلك فتركيا مازالت صامتة لتجنب الإضرار بالعملية، وستبقى كذلك لفترة أطول.

.

المصدر/  وكالات

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.