ما سر رغبة الرئيس الفرنسي ماكرون في احتساء القهوة مع المطربة اللبنانية فيروز؟

ناقشت صحف عربية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان والتي يستهلها بزيارة المطربة فيروز واحتساء القهوة معها.

وستكون تلك هي ثاني زيارة يقوم بها ماكرون إلى لبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الجاري.

وقال فريق من الكتاب إن ماكرون “يريد توجيه رسالة ما” من خلال “تقديمه فيروز على كل كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين”.

بينما رأى فريق آخر أنه قد يكون هناك “بعض من الدعاية” في زيارة فيروز.

إقرأ إيضا : ما الذي أغضب ماكرون هذه المرة؟

“جسر فيروز”

يقول غسان شربل في جريدة الشرق الأوسط اللندنية إنه “جميل أن يدخل إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعل الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي

عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبق الكثير مما يجمع بين اللبنانيين”.

ويتابع شربل: “لا علاقة للسياسيين اللبنانيين بوطن فيروز والرحابنة. وطن الحلم والحب والأصالة والتلاقي. وطن قبول الآخر وحق الاختلاف والبحث الدائم عن الجسور. وطن القصائد والألحان والفرح والمواويل والقناديل. الوطن الرافض كل أشكال الظلم، سواء

جاءت على يد محتل من الخارج أو مشروع مستبد من الداخل”.

ويضيف: “من قيم الوطنية والجمال والفن والحرية شاء ماكرون أن يستهل رحلته الحاسمة إلى لبنان. من منزل الأيقونة التي يقرع

صوتها كالأجراس في ضمائر المكسورين والمعذبين. ولا غرابة في الأمر. هذا الرئيس اللامع يخفي تحت ثيابه كاتبا لامعا. لديه سلوك

يذكر بشجاعة أسلافه عند المنعطفات. أسلوبه يذكّر بفرنسا القيم الإنسانية”.

وفي السياق ذاته، يقول خيرالله خيرالله في جريدة العرب اللندنية: “شاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون، هذه المرة،

بيت السيدة فيروز محطته اللبنانية الأولى. أراد بذلك أن يقول إن هناك لبنان آخر لا يزال في الإمكان الرهان عليه في حال كان مطلوبا

‘إعادة تأسيس’ البلد”.

ويتابع: “ترمز فيروز، المطربة التي تجاوز عمرها الثمانين، إلى كل ما كان جميلا في لبنان. ترمز قبل كلّ شيء إلى ثقافة الحياة وإلى

تراث غنيّ ضاع بعضه بعد تفجير ميناء بيروت … من خلال تقديمه فيروز على كل كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين،

يبدو واضحا أن الرئيس الفرنسي يريد توجيه رسالة ما”.

ويتساءل الكاتب: “هل جاء إيمانويل ماكرون ذو الحس المرهف يودع لبنان ويعلن أن لا أمل في قيامته، أم جاء ليقول للبنانيين

إن هناك أملا وإن في الإمكان سد الفراغ السياسي القائم، وهو فراغ أفضل من يعبر عنه وجود رئيس للجمهورية اسمه ميشال عون

يرفض تحمّل مسؤولياته على أي صعيد كان، بما في ذلك الاستقالة”.

“بعض من الدعاية”

صورة فيروز على أطلال معبد بعلبك
Image captionصورة فيروز على أطلال معبد بعلبك

أما داني حداد، فيقول في موقع “إم تي في” اللبناني إنه “قد يكون في زيارة ماكرون إلى منزل السيدة فيروز بعض من الدعاية التي يبدو

أن فريق ماكرون يجيدها … هل يعلم ‘مسيو ماكرون’ أن بعضنا لم يكن هنا ليستقبله، في بيروت المدمرة والمنهكة، لولا فيروز وصوتها؟

هي ألصقتنا بهذه الأرض الدائمة الاهتزاز. وهي أبقت ذلك الحنين إلى هذه الأرض في نفوس اللبنانيين المنتشرين”.

ويتساءل حداد: “ماذا فعلت بنا فيروز؟ أبقتنا في مدينة حيث ‘كل فكرة تقطن منزلا’، كما كتبت يوما ناديا تويني، وبالفرنسية التي

كانت تجيدها أفضل من فرنسيّين كثيرين. السلاح هو الذي بات يقطن في منازل كثيرين”.

ويضيف الكاتب: “هل سيخرجنا ماكرون مما نحن فيه؟ نشكّ، ولا نفقد الأمل. يا لغبائنا. غني له يا سيدتي: ‘لبيروت، من قلبي

سلام لبيروت’، عله يدمع كما نفعل عند سماعها في هذه الأيام”.

إقرأ إيضا : غضب ماكرون الإجرامي الذي يحاول جعل ليبيا رواندا ثانية

وفي السياق ذاته، يقول طلعت شناعة في جريدة الدستور الأردنية: “لقاء كبير فرنسا بـ ‘سفيرتنا إلى النجوم’ و ‘جارة القمر’ يختلف

عن لقائه بباقي زعامات لبنان. وحتما سوف يستمع منها لكلام غير كلام الآخرين. الذين ‘خربوا’ بلدهم بالطائفية البغيضة والولاءات للأشخاص بالوراثة”.

ويتابع شناعة: “أتخيل ماكرون يطلب من فيروز أن تغني له مثلا ‘جايبلي سلام’ أو ‘حبيبي بده القمر’ أو يسرح وهو يحتسي القهوة

على خلفية إحدى أغنياتها في بيتها؟ أيها ‘الماكر…. ون’، رغم أنني أعرف نتيجة زيارتك إلى لبنان سلفا، لكنني ‘أحسدك’ على شيء

واحد فقط، أنك حققت ما لم أستطع وما زلت أحلم به، تناول فنجان قهوة مع فيروز”.

ويوجه الكاتب رسالة إلى فيروز، قائلا: “فيروز .. قولي لا لكل الزعامات و المليشيات. قولي له: نريد لبنان حرا بعيدا عن ‘دكاكين’ السياسيين.

نريده ملاذا للعصافير .. تبوح كما تشاء فوق بحره وجباله. نريده ملاذا للمثقفين والشعراء والعشاق ومحبي القهوة على مقاهي الرصيف”.

.

المصدر/ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.