تصريحات مثيرة لإمام أوغلو عن كورونا.. ما تأثيرها الاقتصادي؟

هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها رئيس بلدية إسطنبول بتصريحات معاكسة لرؤية وتوجهات الحكومة التركية- جيتي

أثارت دعوة رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. إلى فرض عزل عام فوري لمدة أسبوعين أو ثلاثة لاحتواء زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا. تساؤلات في الأوساط الاقتصادية والاستثمارية حول مدى جدية هذه الدعوة التي تتزامن مع إصلاحات اقتصادية أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، خلال مشاركته عبر اتصال مرئي في المؤتمر العام السابع لحزب العدالة والتنمية المنعقد في فرعي الحزب بولايتي قارص وقرامان: “قمنا بإعادة هيكلة الإدارة الاقتصادية. ومصممون على التنفيذ السريع للخطوات والحملات التي من شأنها حل المشكلات القائمة وإيصالنا لأهدافنا”.

وبالرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها رئيس بلدية إسطنبول، الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض. بتصريحات معاكسة لرؤية وتوجهات الحكومة التركية، إلا أن دعوته لفرض عزل عام فوري لمدة أسبوعين على الأقل تأتي قبل أيام من استضافة إسطنبول منتدى الأعمال الدولي. وأحد أكبر المعارض التجارية على مستوى العالم “موصياد إكسبو 2020”.

 

والأسبوع الماضي، أعلنت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد”. عن تنظيم معرض “موصياد إكسبو 2020″، الأربعاء المقبل، على مدار أربعة أيام متتالية، مع مراعاة تدابير الوقاية من فيروس كورونا.

أردوغان يعلن عن أنظمة تركية متطورة لخوض الحروب الإلكترونية

وقالت “موصياد” في بيان، إن الرئيس أردوغان سيشارك في افتتاح المعرض التجاري الأشمل. الذي سيقام في ظروف استثنائية أثبتت فيها تركيا إمكانات ونجاحات تخطت بها العديد من الدول. مشددة على مراعاة تدابير الوقاية التي نصت عليها وزارة الصحة العالمية من فيروس كورونا بأقصى الاعتبارات والجاهزية.

ويقدم “موصياد إكسبو 2020” تجربة “المعرض المختلط”، الجامع بين مزايا الحضور الفعلي والافتراضي. ويستعد لاستضافة نحو 100 ألف زائر يمثلون أكثر من 40 ألف شركة .

ومن المقرر أن يعقد على هامش فعاليات المعرض أكثر من 8 آلاف جلسة عمل ثنائية، داخل 6 صالات كبرى. تبلغ مساحتها 60 ألف متر مربع، وفق مسؤولي الجمعية، وعقد شراكات عمل وتبادل تجاري.

 

وأكد رئيس المعرض، حفظي صوي دمير، في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، أن نسخة العام الجاري ستكون مميزة. قائلا: “نظمنا معرضا يتوق إليه العديد من أعضائنا وتسعد به تركيا”.

وأردف: “ضمن جهود الجمعية لجمع رجال الأعمال، يتم عقد المعرض هذا العام فيزيائيا وافتراضيا. مراعيا جميع التدابير المتخذة، وتوياب للمعارض هي أول شركة لديها شهادة أمان في ظل الوباء بتركيا”.

وأضاف: “سيكون هناك اهتمام بالمسافة الآمنة، وأجهزة قياس الحرارة بشكل تلقائي. كما سيكون المعرض من دون اتصال مباشر بين المشاركين”. متوقعا أن تشهد نسخة العام الجاري مشاركة كبيرة نتيجة رغبة الناس في زيارة المعارض.

واعتبر اقتصاديون، أن دعوة إمام أوغلو لفرض عزل عام قبل نحو ثلاثة أيام من “موصياد إكسبو 2020”. استغلالا سياسيا لأزمة كورونا التي يعاني منها العالم كله وليس تركيا فقط لإثارة البلبلة في الأوساط التجارية والاستثمارية بتركيا. التي تشهد حالة من التفاؤل دفع سعر صرف الليرة التركية إلى الصعود أمام الدولار بنحو 5 بالمئة في أقل من أسبوع.

أردوغان: أطلقنا حملة إصلاحات متعددة

وقال إمام أوغلو، لدى افتتاح محطة لمعالجة المياه. إنه أيد اقتراحا للجنة محلية بفرض عزل فوري لمدة تتراوح من أسبوعين لثلاثة أسابيع يليها فتح بضوابط وفترة لتتبع المخالطين.

 

 

 

وشكك رئيس بلدية إسطنبول في الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة عن عدد الإصابات بفيروس كورونا. قائلا: “كانت حالات الوفيات في إسطنبول خاصة في الأسبوع الماضي أزيد بخمسين وفاة على الأقل عن العدد المسجل في تركيا بأكملها”.

وقال في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مساء السبت: “إن عدد الوفيات بسبب الأمراض المعدية والتي رصدتها إدارة المقابر بلغت 164 حالة. وهو أعلى رقم تم الإبلاغ عنه في فترة الوباء بأكملها”.. في حين أن وزارة الصحة التركية كانت أعلنت السبت تسجيل 3,045 إصابة جديدة بفيروس كورونا و93 حالة وفاة و2010 حالات شفاء في الـ24 ساعة الماضية.

وأضاف إمام أوغلو: “السيطرة على الوباء لا يمكن أن تكون إلا بالتزام القناع والمحافظة على المسافة الاجتماعية”. لافتا إلى أن بعض المستشفيات بدأت تواجه صعوبات بسبب تفشي الوباء.

 

 

 

وفي حزيران/ يونيو الماضي، رفعت تركيا العزل العام الجزئي وكذلك حظر السفر الشامل بين المدن. والشهر الماضي قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، إن تصاعدا خطيرا في تفشي فيروس كورونا بدأ في الظهور في إسطنبول لكن لم يتم النظر في فرض عزل عام آخر في ذلك الوقت.

أردوغان: هذا مصير من يحاول النيل من وطننا

وفي تعليقه على تداعيات دعوة إمام أوغلو إلى فرض عزل عام فوري في إسطنبول، قال رئيس قسم الدراسات الاقتصادية بأكاديمية العلاقات الدولية في تركيا، أحمد ذكر الله. إن هناك حالة من الرفض الشعبي الكبير لحالة الإغلاق الاقتصادي أو العزل العام مرة أخرى التي كبدت المواطنين قبل التجار والمستثمرين خسائر جمة وهائلة.

ورجح ذكر الله، في حديثه لـ”عربي21″ أن تكون تصريحات إمام أوغلو في سياق التغطية على إخفاقاته المتتالية في إدارة بلدية إسطنبول والملفات التي لم يستطع أن يفعل بها شيئا. معتبرا أن هذه الدعوة تعد استغلالا سياسيا لأزمة كورونا من شخص خيب آمال ناخبيه حتى من أعضاء وقيادات الحزب المعارض الذي ينتمي إليه.

وأضاف: “هذه الدعوة قد تحدث أثرا سلبيا على المستوى الاقتصادي، ولكن سيكون مؤقتا وسرعان ما ستعود الأوضاع الاقتصادية لطبيعتها مرة أخرى. خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي أعلن عنها الرئيس أردوغان وقبوله استقالة صهره وزير المالية براءات ألبيرق، والتي أدت إلى تحسن كبير في قيمة الليرة التركية ودفعتها للصعود بنحو 5 بالمئة من قيمة الليرة في أقل من أسبوع”.

 

وأشار ذكر الله إلى أن تأخر الإعلان عن هذه الإصلاحات تسبب في سلسلة تراجعات في سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار خلال الأسابيع الأخيرة أحدثت انزعاجا كبيرا للمستثمرين وشركات الأعمال في الداخل والخارج التركي. وأعطت انطباعا غير صحيح عن أداء الاقتصاد التركي خلال العامين الماضيين في مختلف المؤشرات الاقتصادية الكلية.

وأردف: “كما أن انخفاض الليرة كان انعكاسا لمجموعة من الأمور على رأسها عجز الميزان التجاري والذي يرجع في الأساس إلى واردات الطاقة .بالإضافة إلى الديون الكبيرة على الشركات التركية التي تضافرت مع تداعيات أزمة كورونا وأثرت بشكل كبير على قيمة العملة المحلية .التي هي مقومة حاليا بأقل من قيمتها في سوق الصرف، وفقا لبعض التقديرات”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.