“رصاص” صنارات الصيد يهدد مضيق البوسفور في اسطنبول

ترتبط صورة الصيادين الهواة، الذين يقذفون بصناراتهم قبالة شواطئ مضيق البوسفور، بشكل وثيق في مدينة إسطنبول، لكن معظمهم يلوثون دون قصد هذا الممر المائي الشهير.

ويحذر الخبراء من أن ثقالات الرصاص المستخدمة في الصنارات يمكن أن تؤدي إلى التسمم عند التخلص منها في الماء.

وقال البروفيسور جولشين ألتوج من قسم العلوم البحرية بجامعة إسطنبول إن الرصاص مادة سامة، وبمجرد أن يتم إلقاؤه في البحر وخلطه بالمياه المالحة، فإنه سيكون ضارًا بالبيئة على المدى الطويل.

وحذر من أن الوجود المتزايد للرصاص في مضيق البوسفور يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، من التأثير على موائل الأسماك، ودخول يرقات الأسماك، وينتهي به الأمر في النهاية داخل الأسماك، وهو أمر قد يضر في النهاية بأولئك الذين يستهلكون الأسماك.

ولا يقع اللوم على الصيادين وحدهم، لأن النفايات الصناعية التي يتم التخلص منها بشكل عشوائي تحتوي أيضًا على مستويات عالية من الرصاص.

لكن ألتوج يقول إن زيادة الوعي بين الصيادين بشأن هذه القضية قد يساعد في حلها.

ويضيف “يمكن أن يكون هناك حل آخر يتمثل في إنشاء نظام تجميع منتظم في المواقع التي يتركز فيها نفايات الرصاص”.

ويشيع استخدام الرصاص كمواد في صنع الأحواض حيث أنه رخيص الثمن ويمكن إنتاجه بسهولة. كما أنه يقاوم التآكل. ومع ذلك ، فإن المخاوف بشأن التلوث الناجم عن الغطاسات المفقودة في البحر أجبرت بعض البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة وكندا، على حظر غاطسات الرصاص فوق أوزان معينة.

ويقول ألتوج إن للرصاص تأثيرًا آخر وهو زيادة مناعة البكتيريا الموجودة في البحر، ومع وجود مثل هذه المواد السامة في بيئتها، تطور البكتيريا استجابة مناعية أقوى.

وحذر بقوله: “نحن نواجه كورونا اليوم، لكننا قد نواجه غدًا بكتيريا فائقة القوة مقاومة للمعادن الثقيلة والملوثات الأخرى”.

أما سيركان إيسر، الذي يدير متجراً لبيع مواد الصيد على ساحل ساريير على مضيق البوسفور، فقال إنه يبيع أكثر من 100 كيلوغرام من غاطسات الرصاص شهريًا.

وأوضح إيسر، وهو غواص هاوٍ أيضًا، “أنه عنصر أساسي للصيادين. أرى أحيانًا غطاسات في القاع. هنا في المناطق القريبة من ساحل ساريير وحده، يمكنك العثور على أطنان من الغطاسات في الأسفل. أعتقد أن هناك المزيد بعيدًا. يمكن أن تصل لمسافة 100 متر بعيدًا عن الشاطئ”.

وقال موسى أوزدمير، وهو صياد، إن “فقدان الغطاسات أمر لا مفر منه بالنسبة لمعظم الصيادين الهواة. لقد كنت أفعل هذا منذ سنوات ولكنني أفقد أحيانًا الغطاسات”.

وأوضح أنه يشتري حوالي كيلو واحد من غاطسات الرصاص كل شهر، وكان يفضلها معظم الصيادين لأنها رخيصة الثمن.

المصدر: تركيا الآن

 

اقرأ أيضًا/

توزيع مساعدات نقدية على آلاف المتضررين من فيضانات إزمير

زيادة الحجز المبكر من أوروبا.. توقعات بانتعاش القطاع السياحي في تركيا

استخدمت فيها الطائرات.. حملة كبيرة ضد تجار المخدرات في اسطنبول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.