طالبان تقطع شوطا كبيرا في طريق تشكيل الحكومة وتهديدات بعزلها دوليًا

بدأت المباحثات السياسية في أفغانستان تأخذ منحًى جديًّا حول تشكيل الحكومة والسياسات العامة للدولة بعد سيطرة حركة طالبان والانسحاب الأمريكي من البلاد، في الوقت الذي هدد فيه زعماء غربيون بعزلها دوليا ما لم تلتزم بتعهداتها.

فقد ذكرت وسائل الإعلام أن رئيس المكتب السياسي لحركة “طالبان”، الملا عبد الغني برادر، العاصمة الأفغانية، كابل، تمهيدًا لبدء محادثات تشكيل حكومة جديدة.

وأوضحت أن زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني، قلب الدين حكمتيار، قد أشار إلى بدء مباحثات تشكيل حكومة جديدة مع وصول قادة طالبان إلى كابل، مؤكدًا أن المحادثات الرسمية بين القادة السياسيين الأفغان وطالبان، بغرض تشكيل.

وقالت التقارير إنه منذ مايو/ أيار الماضي، بدأت “طالبان” بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.

تهديد بعزل طالبان دوليًا

بدورهم فقد هدد حلف الناتو بفرض عزلة دولية على طالبان ما لم تلتزم بتعهداتها بعدم توفير أي دعم لتنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية.

ودعا وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) قادة حركة طالبان في أفغانستان بالحفاظ على ما سموها “المكتسبات السياسية والاجتماعية التي حصل عليها الأفغان خلال العقدين الماضيين”، وضرورة “منع تحول البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب”.

وحذر وزراء الناتو من أن أي “أعمال إرهابية” سيتم التعامل معها، كما نادوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الأطراف، بما فيها الفئات المختلفة من الأقليات والنساء.

اقرأ أيضًا/ كيف ستدير طالبان الحالة الاقتصادية..وما مصير 80% من أفيون العالم في ظل الحصار؟

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ: إن الاعتراف الدبلوماسي بأي حكومة أفغانية يجب أن يكون مشروطا بسلوكها، وأضاف أن أي حكومة تسعى لوضع حد للمكتسبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حصل عليها الشعب الأفغاني قد تواجه عزلة دولية.

وشكر ستولتنبرغ تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا على جهودها جميعا لحفظ الأمن في مطار كابل، وحث طالبان مجددا على السماح بالمرور الآمن لجميع الرعايا الأجانب والأفغان الساعين إلى مغادرة البلاد.

الشرعية الدولية

أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فوصف شروط حصول طالبان على الشرعية الدولية بأنها ستكون “قاسية وصعبة”، موضحًا أن ذلك سيعتمد على كيفية تعامل الحركة مع الشعب الأفغاني.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده ستعمل مع طالبان إذا اقتضت الضرورة ذلك، حيث سيطرت الحركة على أفغانستان بعد معارك سريعة في الأسبوعين الماضيين.

وأشار جونسون إلى أن الأوضاع تتحسن ببطء في مطار كابل، وأن حكومته تعمل على مدار الساعة للمساعدة في إجلاء المواطنين من أفغانستان.

ودافع جونسون عن وزير خارجيته دومينيك راب الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب تعامله مع الوضع في أفغانستان، وقال إنه ما يزال يثق فيه.

وقال جونسون لوسائل الإعلام “ما أريده هو طمأنة الناس على أن جهودنا السياسية والدبلوماسية للتوصل إلى حل في أفغانستان ستستمر، وبالطبع إذا اقتضت الحاجة العمل مع طالبان”.

وعلى الطرف الشرقي فقد حذرت روسيا من تفتت أفغانستان وانتشار الإرهاب إلى دول الجوار الأفغاني، مطالبًا المجتمع الدولي بمراعاة خصوصية المجتمع الأفغاني، وعدم فرض أفكار خارجية لبناء الديمقراطية في أفغانستان.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قال فيه: “حركة طالبان أصبحت تسيطر عمليا على كامل أراضي أفغانستان، بما فيها العاصمة كابل، هذا واقع يجب الانطلاق منه، يجب أن نمنع تفكك الدولة الأفغانية”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.