بعد بنجشير.. طالبان تنهي الحرب رسميا في أفغانستان وتستعد لإعلان الحكومة

بعد أسبوعين من رفض المقاتلين في ولاية بنجشير الأفغانية آخر معاقل المناوئين لطالبان، أعلنت الحركة فرض سيطرتها على كل الولايات، وبهذا تكون قد أنهت الحرب في أفغانستان رسميا، وتستعد للإعلان عن الحكومة.

يأتي ذلك بعد أن أقر زعيم المقاتلين في بنجشير إحكام سيطرة الحركة على الولاية في تسجيل صوتي بسيطرة طالبان على الولاية.

في حين أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد صباح اليوم : إن الحركة بسطت سيطرتها على الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، لتكتمل بذلك سيطرتها على كل أراضي أفغانستان في الوقت الذي تستعد فيه لإعلان حكومتها.

وخلال المؤتمر أعلن مجاهد أن “الحرب انتهت رسميا في أفغانستان”، مؤكدا أن حركته تسعى لطمأنة سكان الولاية بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم.

وأوضح أن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا ولاية بنجشير إلى الخارج، لافتا إلى أن بعضهم لجأوا إلى الولاية بهدف مواصلة المقاومة.

اقرأ أيضا/ طالبان أصبحت قاب قوسين من الحسم في بنجشير.. وتركيا ترتقب الإعلان الرسمي للحكومة

واشار مجاهد إلى أنه لا مبرر لاستمرار الحرب في أفغانستان و”حان الوقت لبناء الوطن”، مضيفا ان الحركة حاولت بصورة جدية حل مشكلة بانجشير سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره.

وأكد أن من خرجوا من بانجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت.

كما بثت طالبان صورا ومقاطع فيديو تظهر قادة ومقاتلين من الحركة وهم يدخلون إلى مدينة بازاراك مركز بنجشير، وقد وقف بعضهم أمام بوابة مقر حاكم الولاية، ورفعوا علم الحركة فوق سارية.

من جانب آخر أوضح مصدر بالحكومة الأفغانية المنصرفة للجزيرة أن أمر الله صالح نائب الرئيس المنصرف أشرف غني -والذي كان يدعم القوات المناوئة للحركة- غادر بنجشير إلى طاجيكستان، بعد أن أعلن أنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد مغادرة غني إلى أبو ظبي إثر دخول طالبان إلى كابل منتصف الشهر الماضي.

وأشار إلى أن عناصر من القوات المناوئة سلمت نفسها للحركة لكن آخرين لجؤوا إلى الجبال في هذه الولاية التي تشتهر بتضاريسها الوعرة.

وساد المنطقة هدوء متوتر، في الوقت الذي سيطرت فيه حركة طالبان على مراكز المديريات الرئيسية في الولاية، ومن المحتمل أن تكون قوات تابعة لمسعود مازالت تتحصن داخل الوادي المعروف بوعورته وجباله الشاهقة.

يذكر أن حركة طالبان رفضت عرضا من الزعيم المحلي أحمد مسعود بوقف القتال وإجراء محادثات إذا انسحبت الحركة من الولاية، وذلك مع سيطرة طالبان على جميع مديريات الولاية السبع.

وردا على عرض مسعود، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان إنه “لم يبق ما نتفاوض عليه مع أحمد مسعود بعد رفضه عرضنا للسلام قبل أسبوعين”.

الحكومة الجديدة

من ناحية أخرى، قال مسؤول بطالبان للجزيرة إن الحركة أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة.

وأضاف المسؤول أن الحركة ستعلن نظاما يحظى بقبول المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، مشيرا إلى توجيه دعوة لكل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر للمشاركة في يوم إعلان الحكومة.

ذبيح الله مجاهد قال إن العلاقة مع الصين قوية ونريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد (الجزيرة)

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده، قال ذبيح الله مجاهد إن الحركة ستشكل حكومة تصريف أعمال كي تكون هناك فرصة لتعديلها وتحسين أدائها.

وأوضح أن علاقة الحركة مع الصين قوية، وتريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد، وقال إنهم يتوقعون أن تعترف الصين بالحكومة الأفغانية الجديدة.

وعن مطار كابل، قال متحدث طالبان إن تشغيل الرادار في المطار يحتاج إلى وقت لأن القوات الأميركية عطلته قبل انسحابها.

وأضاف أن “أصدقاءنا القطريين والأتراك يعملون على إعادة استئناف الرحلات الدولية من مطار كابل”، مجددا دعوة حركته للدول الصديقة لإعادة بناء أفغانستان.

المصد: تركيا الان+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.