العلاقات التركية المصرية تعود إلى سابق عهدها في هذه الحالة فقط

لا تزال القيادتان المصرية والتركية عاقدتي العزم على تحسين العلاقات الثنائية بينهما على غرار تحسين العلاقات التي طرأت بين تركيا وكل من الإمارات والسعودية والبحرين، في الوقت الذي يحاول فيه البلدان إزالة العوائق بينهما.

وانتهت الجولة الاستكشافية الثانية من الحوار التركي المصري بعدما خاض الوفدان يومين من المباحثات في أنقرة.

وزار وفد مصري العاصمة التركية الأسبوع الماضي برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، بعد الجولة الأولى التي أجريت في القاهرة في أيار/ مايو الفائت.

اقرأ أيضا/ عقب المحادثات الاستكشافية.. متى يكتمل تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا؟

وعقب المحادثات أصدر البلدان بيانًا ثنائيًا أكدا فيه أنهما أجريا نقاشا ثنائيا مطولا فضلا عن المواضيع الإقليمية مثل ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط.

وقال البيان إن الوفدين “اتفقا على مواصلة تلك المشاورات، وتأكيد رغبتهما في تحقيق تقدم بالموضوعات محل النقاش، والحاجة لاتخاذ خطوات إضافية لتيسير تطبيع العلاقات البينية”.

وعلى الرغم من هذه الأمور الإيجابية إلا أن محللين أشاروا غلى ان الشهور الأربعة التي فصلت بين الجولتين الاستكشافيتين  لم تشهد اختراقاً مهماً على صعيد العلاقة بين الجانبين، إلا أنهما قطعا طريقاً طويلة ضمت مراحل عديدة في طريق ترميم العلاقات شبه المقطوعة – دبلوماسياً – بينهما منذ ثماني سنوات.

وأوضح المحللون أن هذه الطريق انحو تحسين العلاقة بدأت ببعض الإشارات في ليبيا وشرق المتوسط، حيث صدّرت أنقرة رسائل تتعلق باحترامها حساسيات الأمن القومي المصري في ليبيا ورسّمت القاهرة حدودها البحرية مع اليونان في المتوسط بما لا يضر بمصالح تركيا، بل يدعم سرديتها.

وفي مقال له، أشار الكاتب والباحث السياسي في الشأن التركي سعيد الحاج إلى أن الطرفين تجنبا الإضرار ببعضهما على الساحة الدولية خاصة بعد خطوة “تأطير” الإعلام المصري المعارض في تركيا مقابل وقف الحملات الإعلامية المصرية ضد تركيا، كبادرة حسن نية من الجانبين.

وقال الحاج إن تركيا أشارت إلى انه من الممكن أن تتحسن العلاقة إلى درجة تبادل السفراء بعد الجولة الاستكشافية الثانية، غير أن مصر لم تُبدِ تفاؤلا مماثلا وقالت على لسان سامح شكري وزير الخارجية: ” إن هناك “المزيد من العمل الذي يتعين القيام به”.

مصر تتوقع تحسن العلاقات التركية المصرية

من جانبه، توقع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في لقاء قبل أيام مع شبكة بلومبيرغ، عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هذا العام في حال “تغلبت الدولتان على القضايا العالقة بينهما”، مؤكداً على أن القضية الأهم بالنسبة لبلاده هي ليبيا.

وتعقيبا على تصريح مدبولي يقول الباحث السياسي أن تصريحاته هي الأقرب لتوصيف الآفاق المستقبلية بين الجانبين، فمقدار التحسن في العلاقات مرهون بمدى توافق البلدين في القضايا العالقة، وفي مقدمتها الأزمة الليبية. وهو ما يعني أن ليبيا قد تكون مفتاح التقارب بين الجانبين، وقد تكون اللغم الذي يفجر المسار برمته.

وأوضح أن تركيا حريصة على إبداء حسن النوايا تجاه مصر في ليبيا، وقد كانت أعلنت على لسان الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين عن احترامها للأمن القومي المصري في ليبيا، متوقعا بعض المقاربات التي يمكن أن تجمع الطرفين في ليبيا قبل الانتخابات وبعدها، إذا ما كان ذلك مرضياً للقاهرة.

كما أن الأخيرة لا تملك أن تفرض على أنقرة شيئاً في ليبيا بعد التحولات الأخيرة في المشهد بعد التدخل التركي، أما ما يتعلق بالعلاقات البينية فليس هناك الكثير مما قد يشغب عليها، فالعلاقات التجارية لم تنقطع يوماً وثمة توقعات بنموّها وازديادها.

وأوضح الحاج  أن موضوع المعارضة المصرية لن يشكل عقبة كبيرة في ظل الملفات الأكثر أهمية والتي يمكن للجانبين التفاهم حولها، وفي ظل إجراءات “حسن النوايا” التي سبق ذكرها، واستعداد الطرفين فيما يبدو للمزيد في هذا الصدد.

وختم الباحث بأن  المسار القائم بين البلدين ما زال مستمراً في نفس الطريق الإيجابي، وإن أخذت كل خطوة بينهما وقتاً طويلاً نسبياً، ولعل من إشارات ذلك صدور بيان مشترك للطرفين بصياغات تختلف عما صدر بعد الجولة الأولى.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.