اس 400 الجديدة تؤجج الصراع الخفي بين تركيا والولايات المتحدة.. ما علاقة طالبان؟

بعد أن انتقدت الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترمب صفقة اس 400، واصل بايدن نفس النهج وأقر استبعاد أنقرة من مشروع مقالات اف 35 ولوّح بعقوبات إضافية، ما زاد من حدة التوتر في العلاقة بين تركيا وأمركيا.

وما زاد الطين بلة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شديدة اللهجة التي انتقدت بشكل مباشر بعض المواقف الأمريكة، الأمر الذي وضع علامات استفهام حول مستقبل العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضا/ وزير الخارجية التركي: لماذا على تركيا الاختيار بين روسيا والولايات المتحدة؟

أما الموضوع الأكثر حساسية والذي أجج الصراع الخفي أكثر هو الدعم الأمريكي المستمر لقوات سوريا الديمقراطية التي تراها أمريكا حليفا محليا موثوقا في مكافحة “داعش” ، في حين تعدُّها أنقرة منظمة انفصالية وواجهة سورية لحزب العمال الكردستاني.

ورأت أمريكا في أنقرة الطرف الأجدى والأجدر أن يبقى في كابل لإدارة وتأمين مطارها الدولي وبالتالي استمرار دور الناتو ونفوذه بشكل غير مباشر، وهو ما ردّت عليه أنقرة بالإيجاب كاستعداد مبدئي إن توفرت له الشروط اللازمة.
وبعدها، خرج الزعيمان أردوغان وبايدن من اللقاء الذي جمعهما على هامش قمة الناتو في يونيو الماضي برؤية إيجابية في العلاقات، وتغيرت اللهجة الأميركية تجاه أنقرة، والإشادة بالأدوار التي لعبتها وتلعبها في أفغانستان.
وزد على ذلك فقد امتنعت أمريكا عن التنديد بعملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا في دلالة لا تخفى، إلا أن شيئا جوهريا في العلاقات بين الجانبين لم يتغير.
وفي هذا السياق يقول الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج في مقال له: “إن الولايات المتحدة لم تقدم موقفا مختلفا من صفقة “إس-400″، ولم تتعاطَ بإيجابية مع المقترحات التركية بخصوصها ومن بينها تشكيل لجنة مشتركة لتقييم تأثيراتها المحتملة على الأسلحة الأميركية، ولم تتراجعت عن قرارها بخصوص مشاركة تركيا في مشروع “إف-35″، ولم تبدل موقفها من أزمة شرق المتوسط”.

اقرأ أيضا/ العلاقات الأمريكية التركية تعيش أسوأ مراحلها.. أردوغان: أمريكا ستدفع الثمن

واضاف: يبدو أن التطورات المتسارعة في الملف الأفغاني قد أعادت عقارب الساعة لما قبل لقاء أردوغان بايدن والاتفاق بخصوص المطار، في إشارة إلى اضطرار تركيا لسحب قواتها هي أيضا من كابل والتخلي مرحليا عن فكرة البقاء لإدارة المطار بانتظار اتفاق ما مع طالبان، ما يعني دورًا تركيًّا بالتنسيق مع الحركة لا مع واشنطن.

وأشار الحاج إلى أن التوترات عادت من جديد بعد تصريحات أردوغان في لقاء مع صحفيين في “البيت التركي” الذي افتتحه مقابل مبنى الأمم المتحدة في نيويورك: إن “أميركا هي من عليها دفع الثمن هنا”، وإنه من غير المتصور أن تفتح تركيا أبوابها وتستقبل لاجئين جدد.

وأوضح الباحث السياسي أنه يمكن ربط تصريحات أردوغان السلبية تجاه الولايات المتحدة بسببين رئيسين. الأول التعبير عن الانزعاج من الإصرار الأميركي على المواقف السابقة وعدم إبداء المرونة في أي من الملفات، رغم ما قدمته أنقرة خلال الفترة السابقة من خطاب وتوجهات ومواقف.

والسبب الثاني هو القمة التي جرت بين أردوغان وبوتين في سوتشي، وبذلك تكون انتقادات أردوغان لإدارة بايدن -وحديثه عن صفقة إضافية محتملة من “إس-400” وإمكانية التفكير -ضمنا- بمقاتلات “سوخوي” كبديل عن مقاتلات “إف-35”- استثمارا تركيا لإنجاح القمة وتمتين العلاقات مع موسكو، خصوصا أنها شهدت مؤخرا تراجعات غير معلنة.

وختم: يبدو أن المساعي التركية لترطيب الأجواء مع واشنطن على مدى الأشهر السابقة قد وصلت لطريق مسدود، وأن أنقرة لا ترغب في الاستمرار بها بلا طائل، وإنما ستحاول إعادة الدفء للعلاقات الفاترة مؤخرا مع روسيا، لتجنب سيناريوهات غير مفضّلة في شمال سوريا.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.