ماذا يعني كسر الدولار حاجز 9 ليرات تركية.. وما تأثيره على الاقتصاد التركي؟

على وجه متوقع، كسر الدولار الأمريكي حاجز ال9 ليرات تركية في تداولات اليوم في مستوى قياسي هو الأكبر على الإطلاق، في الوقت الذي يشهد فيه الدولار صعودا قياسيا هو الأعلى مقابل سلة العملات الرئيسية.

ومنذ أكثر من أسبوع تتحرك الليرة التركية خلال الأسبوع في نطاق ضيق قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق والذي تم تسجيله نهاية سبتمبر الماضي.

وتزامنا مع بيانات البطالة الأمريكية كانت الليرة التركية تتداول قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق عند مستويات 8.9 ليرة/دولار.

كما أظهرت بيانات للبنك المركزي التركي أن الأتراك العاملين خارج البلاد حولوا 35 مليون دولار إلى البلاد في أغسطس/ آب بانخفاض بنسبة 27% عن العام السابق و7.9% عن تموز/ يوليو.

ووفقا لما نقلته وكالة “بلومبرج” للأنباء فقد بلغ إجمالي التحويلات إلى تركيا منذ بداية العام 326 مليون دولار، بتراجع نسبته 24% عن نفس الفترة من عام 2020.

اقرأ أيضا/ الليرة التركية تنخفض مقابل الدولار إلى أدنى مستوياتها

وتمثل التحويلات نحو 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

الدولار قوي

وذكرت التقارير الإخبارية أن مؤشر الدولار وصل خلال تعاملات الأسبوع إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من عام بعد تجاوز مستويات الــ 94 مقابل سلة العملات الرئيسية.

وشهد هذا الأسبوع فقط  اتجاهًا عرضيًّا لمؤشر الدولار الذي حافظ على مستوياته المرتفعة، إلا أنه بدأ تداولات الشهر الجاري عند مستويات 94.23 نقطة.

بينما سجل هبوطا هامشيا بحلول تعاملات الخميس نزولا إلى مستويات 94.15.، فيما تراجع الأسبوع الماضي بعد البيانات السلبية لسوق العمل الأمريكي والتي أشارت لاحتمالية إبقاء الفيدرالي على سياسته النقدية الميسرة لفترة أطول.

كما بينت أن عائدات سندات الخزانة الأمريكية قد انخفضت يوم الخميس، إلا أن معدل 10 سنوات بقي فوق علامة 1.5%، حيث ظل المستثمرون يركزون على بيانات الوظائف.

وانخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لمدة 10 سنوات أقل من نقطة أساس إلى 1.516%، وتخلى العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عاما عن أقل من نقطة الأساس، وانخفض إلى 2.069%.

الليرة التركية متذبذبة منذ فترة

وفي هذا السياق  قال شهاب قاوجي أوغلو، محافظ البنك المركزي التركي، خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في اجتماع المستثمرين الذي يعقده المركزي التركي، بأنه يتوقع تراجع مؤشرات التضخم الرئيسية، على المدى القصير.

وأوضح أوغلو  أن البنك سيستمر في تحديد السياسات النقدية ودرجة تشديدها، بما يضمن انخفاض التضخم بأقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن إدارته تأخذ بعين الاعتبار العديد من التحليلات حول العوامل التي تؤثر على هذه السياسات، مثل عناصر الطلب، والتضخم الأساسي والصدمات الناتجة عن العرض.

اقرأ أيضا/ “فيتش” ترفع توقعات نمو الاقتصاد التركي إلى نسبة غير مسبوقة في 2021

وكشف أن احتياطاته الأجنبية وصلت إلى 122 مليار دولار، بعد أن كانت حوالي 85 مليار دولار، وأكد أنهم يواصلون بعزم، العمل على زيادة احتياطيات “المركزي”.

ولفت إلى أنه من المقرر أن يعقد البنك المركزي، الاجتماع التالي للمستثمرين، في الثاني من ديسمبر المقبل.

المستفيدون من خسارة قيمة الليرة

وبناء على هذا الانخفاض المتوقع لليرة هناك أطراف ستخسر من هذه الأزمة وآخرون سيحققون مكاسب، الذين سيكسبون هم الشركات التركية المصدرة إلى الخارج، حيث إن انخفاض الليرة يمنحها قدرة تنافسية أكبر وفرصة لبيع السلع بوتيرة أفضل.

كما سيكسب المستثمرون الأجانب، لكون تراجع الليرة يحفزهم على دخول السوق التركية لاقتناص الفرص الاستثمارية بأقل كلفة، إضافة إلى السياح الأجانب، لأن تراجع الليرة أمام العملات الصعبة يجعل السياحة في تركيا أقل كلفة.

في حين هناك خاسرون جراء تراجع الليرة التركية أبرزهم الشركات المستوردة من الخارج، لأنها تدفع مبالغ أكبر مقابل استيراد السلع والخدمات.

المستهلكون بالداخل، لكون انخفاض الليرة يدفع إلى ارتفاع الأسعار بالداخل ومن ثم زيادة معدلات التضخم.

المصدر: تركيا الان+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.