تركيا تهاجم أوروبا: لا تتجاهلوا مسؤولياتكم!

هاجمت تركيا أوروبا على خلفية تقرير أصدره الاتحاد الأوروبي ينتقد فيه سياسياتها فيما يخص مكافحة الإرهاب، معربة عن رفضها لما تضمنه التقرير الخاص بالدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها: إن تقرير المفوضية الأوروبية بشأن تركيا أغفل التزامات الاتحاد الأوروبي تجاهها باعتبارها دولة مرشحة لنيل العضوية، واتسم بازدواجية معايير مجددا.

وأكدت الوزارة أن هذا التقرير يحتوي على ازدواجية معايير ويتجاهل مسؤوليات الاتحاد، لافتة إلى أنه يأتي في وقت تحرص فيه تركيا على تشكيل أجندة سياسية إيجابية مع الجانب الأوروبي واحياء الحوار رفيع المستوى بين الطرفين.

اقرأ ايضا/ تركيا تفرص نفسها على أجندة الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية

وأوضحت في بيانها أن التقرير لم يراعِ التحديات التي تواجهها تركيا، والتهديدات التي تشكلها تنظيمات إرهابية مثل “بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك”، و”غولن” و”داعش”، مؤكدة أن هذه المقاربة لا تخدم سوى الجهات المتطرفة المناهضة للاتحاد الأوروبي وتركيا، في أوروبا.

وجددت الوزارة رفضها تضمين التقرير قضايا لا تدخل في اختصاص الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بقضايا شرقي المتوسط وإيجه وقبرص، طرحتها اليونان وقبرص الرومية.

وأشارت الى أن تقرير الاتحاد تناول فقط جانب الهجرة من الاتفاق (الجوانب الأخرى تتعلق بقضايا مثل إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك)، ولم يتطرق  إلى مسؤوليات الاتحاد.

وشددت تركيا على أنه لا يمكن القبول برغبة الاتحاد في تطوير علاقات قائمة على مصالح آنية مع تركيا في مجالات معينة، تخدم مصالح الجانب الأوروبي فقط، لافتة إلى أنها التمسك بخيارها الاستراتيجي الرامي للعضوية في الاتحاد الأوروبي.

ونوهت إلى استراتيجية الإصلاح القضائي، وخطة عمل حقوق الانسان، وخطة العمل الوطنية من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، والمصادقة على اتفاق باريس للمناخ، كأمثلة ملموسة على رغبة تركيا في المضي قدما على طريق عضوية الاتحاد.

كما جددت دعوتها للاتحاد الأوروبي بعدم النظر إلى تركيا من منظور المصلحة الآنية، ومراعاة المصالح المشتركة العامة بين الجانبين، مطالب إياه باعتبارها دولة مرشحة مفاوضة للانضمام إلى الاتحاد، والايفاء بتعهداته، مؤكدة أن ذلك سيكون لمصلحة الجميع.

اقرأ أيضا/ افتتاح قنصلية تركية جديدة في أوروبا ومسؤول السياسة الخارجية يلتقي تشاووش أوغلو

وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية أن الاتحاد الأوروبي عانى كثيرا خلال الفترة الأخيرة من مشاكل كثيرة سواء على المستوى المؤسساتي أو العلاقات بين الدول الأعضاء بسبب الأزمة التي تسبب بها وباء كورونا، في حين يرى في تركيا حلا مثاليا لحل أزماته.

وفق التقارير يتوقع الكثير من الخبراء تفكك الاتحاد على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز قوة التكتل في مواجهة الأزمات المحتملة.

وفي هذا الصدد عكف الاتحاد الأوروبي على إعداد تقارير الاستشراف الاستراتيجي والتي أعلن عنها أول مرة في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتهدف إلى تجهيز الاتحاد الأوروبي للصدمات المقبلة والمساعدة على رسم المستقبل الذي يريده.

اقرأ أيضا /الاتحاد الأوروبي يسعى لتأسيس تعاون أوثق مع تركيا

وحمل التقرير الأول عنوان “رسم المسار نحو أوروبا أكثر مرونة”، (بمعنى القدرة على الصمود وتحمل الضغوط)، في حين أنه يعتمد في طريقة عمله على مجرد التكهنات والتخمينات، بل القدرة على حساب تداعيات وأضرار وفوائد الأزمات التي يمكن أن تظهر، وإمكانية وضع سناريوهات مستقبلية مختلفة.

وأعلن في تقرير 2020 استشرافات في أربع مجالات أساسية مرتبطة ببعضها هي المرونة الاجتماعية والاقتصادية، والمرونة الجيوستراتيجية، والمرونة الخضراء، والمرونة الرقمية. وكان من ضمن النتائج الهامة التي توصل لها التقرير أن مركز الثقل بالسياسة العالمية اتجه إلى الشرق والجنوب.

أما التقرير الثاني الذي أعلن قبل ايام فحمل عنوان “إمكانات الاتحاد الأوروبي وحريته في التحرك”، وبحث عن إجابات أسئلة بخصوص كيفية إعادة الاتحاد هيكلة نفسه في مواجهة القضايا، والتوجهات السياسية العالمية في المستقبل.

ويدور التقرير حول أربعة اتجاهات عالمية أساسية للسياسة الدولية هي: التغير المناخي والتحديات البيئية الأخرى، والاتصال الرقمي الفائق والتحولات التكنولوجية، والضغوط التي تتعرض لها الديمقراطية والقيم، والنظام العالمي والتغيرات الديموغرافية.

وأوضحت التقارير أن لتركيا أهمية خاصة بتقرير الاستشراف الاستراتيجي الأوروبي من ناحية الموضوعات التي تم تناولها في سياقها.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.