نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية.. الجزائر وتركيا تعاون وثيق لتنويع مصادر الغاز

بعد دخول الحرب الأوكرانية الروسية شهرها الثاني تحاول تركيا أن تنوع من مصادر الطاقة لديها خاصة الغاز الطبيعي من خلال تعاون وثيق مع الجزائر.

يأتي ذلك بعد أكثر من شهر على أزمة تدفق الغاز الإيراني أكثر من عشرة أيام، ما دفع شركة “توساش”، المشغلة لخطوط الأنابيب الحكومية إلى إصدار أوامر لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز بخفض الاستهلاك.

وقالت مصادر إعلامية أن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب ورئيس شركة “كاليون إنرجي” التركية مرتضى عطا بحثا تعزيز التعاون في مجال الطاقة في العاصمة الجزائرية.

وناقش الطرفان الفرص التجارية والاستثمارية بين شركات قطاع الطاقة والمناجم (في الجزائر) والشركات التركية”.

وأعربت كاليون إنرجي عن “اهتمامها القوي بالسوق الجزائرية، ورغبتها في الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، وتصنيع الألواح الشمسية محليا، واستغلال السيليسيوم الذي يدخل في تصنيع الخلايا الكهروضوئية”، بحسب البيان.

فيما أعرب الوزير الجزائري عن “استعداد الجزائر لتوسيع التعاون مع تركيا ليشمل المجالات ذات الاهتمام المشترك”.

وفي وقت سابق ذكرت وزارة الطاقة الجزائرية إنها بحثت مع تركيا فرص التعاون الثنائي والاستثمار في مجال الطاقة والمناجم، إضافة لإمدادات الغاز المسال وشراكات مستقبلية لاستكشاف النفط، في الوقت الذي شهد فيه انقطاع في إمدادات الغاز الإيراني.

وقالت الوزارة إن الوزير محمد عرقاب،استقبل سفيرة أنقرة لدى بلاده، ماهينور أوزدمير غوكتاش بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك الحكومي.

وأوضحت أن الطرفين ناقشا العلاقات الثنائية في مجال الطاقة والمناجم، وفرص الاستثمار الناتجة عن أعمال الدورة الـ 11 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية التركية، المنعقدة في الجزائر العاصمة يومي 9 و10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

اقرأ أيضا/ ذعر يسود القطاع الصناعي في تركيا.. والسبب الغاز !

وعقدت الدورة الـ 11 للجنة المشتركة الجزائرية التركية في نوفمبر 2021 بحضور وزيري الطاقة للبلدين محمد عرقاب وفاتح دونمز، وتوجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات عدة.

ولفت البيان إلى أن اللقاء شهد استعراض المشاريع الجارية مع مجمع سوناطراك، في إشارة لمشروع البتروكمياويات بولاية أضنة جنوبي تركيا، بالشراكة مع شركة “رينيسانس هولدينغ” القابضة.

وتبلغ التكلفة المالية للمشروع 1.4 مليار دولار، بحصة 66 بالمئة لـ”رينيسانس هولدينغ” و34 بالمئة لـ”سوناطراك”، وسينتج مادة البيلوبروبيلان البلاستيكية، التي تدخل في عدة صناعات على غرار السيارات والنسيج.

كما تطرق الوزير والسفيرة للعلاقات التجارية بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال وفرص الاستثمار والشراكات المستقبلية في المنبع (نشاط البحث والاستكشاف والتنقيب والإنتاج عن المحروقات).

ومنذ عقود ترتبط سوناطراك الجزائرية باتفاقيات لإمداد تركيا بالغاز الطبيعي المسال عبر شريكها “بوتاش”.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن تركيا قد تلجا إلى أن مقاضاة إيران فيما يخص وقف توريد الغاز، وذلك لأن طهران لم تلبِّ شروط الاتفاق معها.

وأوضحت المصادر أن السلطات الإيرانية أوقفت تدفق الغاز إلى ما يصل إلى عشرة أيام، ما دفع شركة “توساش”، المشغلة لخطوط الأنابيب الحكومية، إلى إصدار أوامر لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز بخفض الاستهلاك.

كم أن “توساش” أرسلت وفدا من طواقمها لإجراء مباحثات مع الإيرانيين بسبب وقف إمدادات الغاز الطبيعي من إيران لمدة عشرة أيام.

وكشفت المصادر أن تركيا لات لديها اعتقاد بأن إيران قطعت الغاز عن تركيا لتلبية الطلبات الداخلية، وليس كما تزعم أنه بسبب “عطل فني”، وعليه فإن تركيا قد تضطر إلى اللجوء إلى التحكيم الدولي.

ولفتت إلى أن جزءا من الوفد الذي ذهب إلى المنطقة من الجانب الإيراني، عاد إلى تركيا فيما يجري جزء منه مفاوضات في إيران بهدف التوصل إلى حل واستئناف ضخ الغاز الطبيعي.

وأشارت إلى الوفد وجد أنه لا يوجد أي عطل فني، وأن إيران تستخدم الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، قد قال إن إيران فشلت في تلبية الشروط المنصوص عليها في عقد توريد الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن تركيا عرضت على إيران إجراء حلول مؤقتة وتأجيل عملية إصلاح الأعطال حتى انتهاء ظروف الطقس القاسية، لكن الإيرانيين رفضوا ذلك.

وبينت أنه وفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن إيران مطالبة بإرسال 28 مليون متر مكعب من الغـاز الطبيعي يوميا إلى تركيا وفقا للعقود، في حين أنها ترسل حاليا 1-2 مليون متر مكعب فقط من الغـاز الطبيعي يوميا.

وتابعت بأن إيران تواصل توفير الغاز ولكن بكميات صغيرة، بهدف التأكيد على أنها تمتثل للالتزامات المتفق عليها.

وذكر وزير الطاقة التركي أن “حوادث من هذا النوع حدثت في الماضي حيث نتزود مع أوروبا بالغاز من نفس المصادر (يقصد روسيا)، وقد نجم عنها زيادات كبيرة في الأسعار بسبب نقص العرض، ومن أجل عدم ترك المواطنين في الظلام والبرد، فقد قمنا بتجديد كافة العقود، وسددنا ما ينقصنا من خلال تأمينه من الأسواق”.

وزير الصناعة والتكنولجيا مصطفى ورانك، قال إن قطع مورد كبير مثل إيران الغـاز الطبيعي بشكل مفاجئ يجلب لنا المشاكل، وسنحاول تجاوز ذلك، ونعلم أنه سيكون هناك خسائر في عملية الإنتاج.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.