تركيا توثق تجربتها الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا في هذا الكتاب

كشفت تركيا أنها أعدت كتابا توثق فيها تجربتها الدبلوماسية التي قادها الرئيس رجب طيب اردوغان لتحقيق السلام بين الدولتين المتصارعتين روسيا وأوكرانيا خلال الفترة الماضية؟

وقالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن الكتاب حمل عنوان “مساهمة تركيا في الاستقرار: دبلوماسية متعددة من أجل السلام”.

وأوضحت الدائرة أن أردوغان ذكر في مقدمة الكتاب أنّ العالم يمر في مرحلة تشهد توترات سياسية واقتصادية وحروبا ساخنة، ولما ينفض بعد عن كاهله تبعات جائحة كورونا التي أثرت على كافة مناحي الحياة.

ولفت أردوغان أن العالم وجد نفسه وجها لوجه أمام حرب مدمرة بين روسيا وأوكرانيا، بينما الأزمات في سوريا واليمن وأفغانستان وليبيا والعراق وأراكان، والمآسي الإنسانية الأخرى لم يتم حلها بعد.

وأكد على ضرورة أن تكون المؤسسات الدولية أكثر فاعلية في تحقيق السلم الدولي وقادرة على اتخاذ خطوات حاسمة، مشيرا إلى دور تركيا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) والإسهامات التي قدمتها في هذا الصعيد.

وبالعودة للكتاب فإنه يسرد الكتاب إسهامات تركيا الدبلوماسية تحت 4 عناوين، أولها: “الريادة العالمية في تأسيس السلام العالمي” وفيها يسلط الكتاب الضوء على حملة العلاقات الدبلوماسية التي أجراها الرئيس التركي.

والعنوان الثاني هو موقف تركيا المناهض للحروب، في حين كان العنوان الثالث مساعي تركيا للحيلولة دون اندلاع الحرب وتشديدها على وحدة الأراضي الأوكرانية.

أما العنوان الرابع فكان دعوات تركيا لوقف إطلاق النار.

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية كل الأنظار اتجهت نحو تركيا باعتبارها صديقة وجارة للدولتين، وازداد الاهتمام بها بعد أن رفضت العقوبات على روسيا ودعمت وحدة أراضي أوكرانيا، إضافة إلى تبنيها دبلوماسية للتوصل وقف الحرب.

ووفق مراقبين فإن تركيا كسبت من هذا الموقف أنها أثبتت صوابية وفعالية دبلوماسييها.

وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان صالح أن من أهم الحقائق التي أظهرتها الحرب أن تركيا امتلكت الرؤية لبناء سياسة خارجية تشكل أساسا لزيادة قوتها الصلبة والناعمة.

وأوضح الكاتب في مقال له أن عملية صنع القرار في النظام التركي الحديث تتم طبقا لدراسات علمية، وتكون نتيجة لعملية تفكير في البدائل المختلفة تقوم بها مراكز البحث، وهذا يعني أنها لا تكون ردود فعل على الأحداث.

اقرأ ايضا/ الناتو لن يدافع عن تركيا إذا اعتُدي عليها وأردوغان هو الحل

ولفت إلى أن أهم الأسس التي قامت عليها السياسة الخارجية التركية -خلال العقدين الماضيين- إدراك الأهمية الجيوإستراتيجية لتركيا، ومعرفة مصادر قوتها السياسية والاقتصادية والثقافية.

ولفت إلى أن موقع الدول ساهم في بناء مكانة دولية لتركيا تجعل جميع دول العالم تتطلع لدورها السياسي والدبلوماسي خاصة في هذه الأزمة التي تهدد بإشعال حرب عالمية ثالثة.
وأشار صالح إلى أنه في القرن الـ21 أصبح الجميع يدركون أن استقرار تركيا وأمنها مهم جدا للعالم كله، خاصة انها تسيطر على البحر الأسود، وأن حدودها تمتد مع الكثير من الدول من أهمها العراق وسوريا.

وأوضح أنه ليس من مصلحة أية دولة أن تخسر تركيا، وأصبح على أميركا أن تتعامل مع تركيا على أساس أنها شريك له كل حقوق الشراكة.

وفي المقابل فقد أدركت روسيا أنها لابد أن تعمل على تحسين علاقاتها مع تركيا على أسس براغماتية وليست أيديولوجية، وأنها يجب أن تتجنب استخدام القوة أو التهديد باستخدامها خاصة عقب أزمة إسقاط الطائرة الروسية عام 2015.

ولفت الكاتب إلى أن أزمة منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” أثبتت أن تركيا تتمتع بالقوة الكافية لتحقيق مصالحها وصياغة علاقاتها الدولية بإرادتها الحرة، وأنها لا تخوض صراعا من أجل أحد، وأنها لا تعادي دولة طبقا لأوامر الولايات المتحدة، وشكل ذلك صورة ذهنية لتركيا أصبحت من مصادر قوتها.

سبق أن أوضح محللون اقتصاديون أن ما يجري يعد لصالح تركيا حتى الآن، حيث إن تعثر روسيا في أوكرانيا، واضطرار  الغرب للتعامل معها، سيتحول إلى ميزة بالنسبة لتركيا طالما حافظت على موقفها الحالي.

وشددوا على أن الروس والأوكرانيين يرون أن تركيـا أقرب شريك لهما، كما أن الغرب يواجه صعوبات بالضغط على تركـيا، وعليه فإن تركيا قد تصبح بوابة روسيا إلى الغرب، لافتا إلى أنها قد تصبح سوقا كبيرة لروسيا بسبب العقوبات المفروضة عليها، والروس حاليا يرون أن تركيا هي الدولة الوحيدة الموثوق بها.

اقرأ أيضا/ الولايات المتحدة تنقل 5 آلاف شركة من روسيا إلى تركيا

وأكدوا أن العقوبات ضد روسيا تعد معادلة أكثر تعقيدا بالنسبة لأوروبا، وذلك يمنح تركـيا مساحة واسعة من المناورة، موضحا أن العديد من الجهات الفاعلة في شرق المتوسط بدأت بتغيير مواقفها تجاه تركيا، بما فيها الكيان الإسرائيلي، واليونان التي يزور رئيس وزرائها أنقرة.

وأشار إلى أن تركـيا قد تكون الرابط الوحيد لأوروبا لكل من الغاز الروسي وغاز شرق المتوسط.

أما الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في تقرير نشرته صحيفة “حرييت”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود طريقا ثالثا في حرب القوى الدولية بأوكرانيا.

وأشار سلفي إلى أن دول الغرب لا تتخذ خطوات لوقف الحرب، ولا أحد يسعى بعزيمة من أجل وقف نزيف الحرب إلا تركيا.

وأوضح أن موقف تركـيا القائم على رفض غزو أوكرانيا، مع تأكيد حساسيات روسيا بشأن أمن حدودها، جعلها محاورا موثوقا به بالنسبة للرئيسين الروسي والأوكراني.

وأصاف ان تركيا تعمل للحصول على نتائج من خلال الاجتماع بين وزيري أوكرانيا وروسيا، واتخاذ خطوات أخرى، مشيرا إلى أن هدفهم عقد اجتماع ثلاثي بين أردوغان وبوتين وزيلينسكي.

المصدر: تركيا الان

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.