تركيا “تنتفض” استنكارا لحرق نسخة من المصحف في السويد

عقب إقدام زعيم حزب متشدد على حرق نسخة من القرآن الكريم تحت حماية الشرطة في السويد، انتفض المسؤولون في تركيا دفاعا عن المصحف الشريف.

واستنكر رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، بشدة حادثة إحراق نسخة من القرآن الكريم داعيا إلى إنهاء أنشطة الهياكل المعادية للإسلام في أسرع وقت ممكن.

وأشار إلى أن عدم عدم اتخاذ السلطات المعنية الإجراءات اللازمة ضد الهجمات التي تطال المسلمين والقرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، وتجاهلها الهياكل التي ترتكب جرائم كراهية علانية “أمر غير مقبول”.

بدوره أدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، حادثة الحرق.

وقال جليك إن إقدام يميني متطرف معادي للإسلام على إحراق نسخة من القرآن الكريم “استفزاز وليس حرية تعبير”.

وشدد جليك على أنه من الواضح أن ما حدث هو جريمة كراهية، داعيا الدول المعنية ألا تسمح بكل هذه الكراهية والعداء.

وأشار متحدث الحزب إلى أن ما حدث يدل على أن اليمين المتطرف يهدد السلام الاجتماعي والاستقرار في أوروبا.

أما وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو فقال: “إننا، أتراكا ومسلمين، نعتبر معاداة المسيحية والسامية والإسلام جريمة ضد الإنسانية، ويجب الوقوف ضد كافة أشكال الاعتداءات من هذ القبيل”.

وأضاف أن الاعتداءات العنصرية ومعاداة الإسلام ازدادت في الغرب خلال شهر رمضان.

وتابع: “سياسي من النازيين الجدد في السويد أحرق القرآن الكريم تحت نظر الشرطة أيضا، ومن جانب آخر، تعرض أحد مواطنينا لاعتداء عنصري في مدينة نيويورك الأمريكية في 15 أبريل (نيسان الجاري)، وبعدها بيوم وصلت رسالة تهديد بداخلها صور خنزير لمسجد يتبع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في مدينة دورتموند الألمانية”.

وأشار تشاووش أوغلو إلى تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية والمسجد الأقصى 18 شخصا، إضافة إلى أكثر من 400 جريح، حيث أصيب أكثر من 200 فلسطيني في المسجد الأقصى وحده فقط.

اقرأ أيضا/ شنطوب: ينتقد سياسات أوروبا بشأن الهجرة والإسلاموفوبيا

وأردف: “نرى أن تيارات النازيين الجدد بما في ذلك أحزاب سياسية، زادت اعتداءاتها العنصرية والمعادية للإسلام، والأحزاب العنصرية التي فقدت دعمها خلال الانتخابات بدأت بالتطرف”.

وأقدم زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة.

وإثر إحراق نسخة من القرآن الكريم، قطع عدد من الحاضرين طريقا في المنطقة، وأضرموا النيران في مركبات الشرطة السويدية، كما رموا عناصر الشرطة بالحجارة.

وفي وقت سابق أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحرب الروسية الأوكرانية فضحت الأبعاد الخطيرة للإسلاموفوبيا والعنصرية الثقافية.

وقال أردوغان إن الاسلاموفوبيا تواصل الانتشار مثل وباء الطاعون خاصة في الدول الغربية، وتسمم جميع شرائح المجتمعات ابتداءً من الشارع وصولًا إلى طبقة السياسيين والعاملين والمسؤولين الحكوميين.

وأضاف في كلمة مصورة بعثها الرئيس أردوغان إلى منتدى الإعلام الدولي والإسلاموفوبيا بنسخته الثانية المنعقد في العاصمة التركية أنقرة: “مناخ الكراهية الذي تشجعه وسائل الإعلام غير المسؤولة يؤثر سلبًا على المسلمين والملايين من مختلف اللغات والأديان والأصول والثقافات”.

وأبدى الرئيس سروره لتنظيم المنتدى بنسخته الثانية بمشاركة أوسع وأشمل، لافتا إلى أن الجدل المخجل القائم في سياق الأزمة الأوكرانية يكشف عن الأبعاد الخطيرة للإسلاموفوبيا والعنصرية الثقافية.

وأكد أنه : “بصفتنا أشخاص ينتمون لحضارة تقول إن الإنسان أشرف المخلوقات وبوجوب إحياء الإنسان لتحيا الدولة، فإننا نرفض قطعيًا التمييز بين المظلومين والضحايا”.

وأوضح أردوغان أن محاربة الإسلاموفوبيا المتصاعدة ليست مسألة تخص المسلمين فقط بل الإنسانية جمعاء، مستدركًا بأنه خلاف ذلك سيكون من غير الممكن منع الهجمات المعادية للإسلام كالتي وقعت في نيوزيلندا عام 2019 وفي كندا عام 2021.

ولفت إلى أن المسؤولية الأكبر بهذا الخصوص تقع على عاتق العالم الإسلامي ومؤسساته إلى جانب السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية.

وفي وقت سابق كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن فيروس أكثر فتكا وخبثًا من فيروس كورونا، في الوقت الذي أكد فيه أن تركيا وأمريكا دولتان صديقتان على الرغم من بعض خلافات الرأي في بعض القضايا.

اقرأ أيضا/ هل عادت تركيا لسياسة “تصفير المشاكل”؟

وقال الرئيس خلال كلمة له في مدينة نيويورك ضمن ندوة نظمتها اللجنة الوطنية التوجيهية الأمريكية التركية وحملت عنوان “من الممكن إقامة عالم أكثر عدلًا”.

وأضاف أردوغان أن أزمة كورونا كشفت بوضوح الظلم والتشوه وعدم المساواة في النظام العالمي،مشيرا الى ان “العالم خلال العامين الماضيين مر بمرحلة مخاض بسببه”.

وأوضح أن كل دول العالم عانت صعوبات ومشاكل كبيرة في كل المجالات من التعليم إلى الصحة والتجارة والتوظيف، وخاصة في مجالات إنتاج الكمامات وأجهزة التنفس الاصطناعي والأدوية خلال فترة انتشار الوباء.

وشدد على انه لا يزال مئات الملايين من الناس في قارتي آسيا وإفريقيا لم يستطيعوا تلقي الجرعات المضادة لفيروس كورونا سواء كانت الأولى أو الثانية.

من جانب آخر لفت الرئيس أردوغان إلى ان بلاده تكافح فيروسا أكثر فتكًا وخبثاً من كورونا يتمثل في معاداة الإسلام، موضحا أن ذاك الفيروس انتشر بسرعة فائقة لسنوات عديدة في البلدان التي تعد مثالًا باعتبارها مهدا للديمقراطيات والحريات.

وتابع: “السياسة اليوم باتت حبيسة معاداة الإسلام والأجانب وتحولت إلى توجه هدام يصعّب الحياة اليومية للمسلمين ويهدد السلم الاجتماعي ويوجه سياسات الدولة”.

وأكد أردوغان أن قضية تهميش المسلمين بسبب عقيدتهم أو لغتهم أو اسمهم أو لباسهم أصبح أمرًا شائعًا الآن في العديد من البلدان، لافتا الى ان تركيا تلعب دورًا رياديًا في مكافحة معاداة الإسلام والتعصب في المنابر الدولية.

وشدد على أن بلاده تدعم كل مبادرة من شأنها أن ترفع التهديدات ضد الإسلام والمسلمين، وتبذل الجهود من أجل إبقاء مكافحة معاداة الإسلام على أجندة المنظمات الدولية بأسرها وعلى رأسها الأمم المتحدة.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.