حكاية نيلز و العملة السويدية

يعد الجميع كبار وصغار متفقين حول أهمية مشاهده أفلام الكرتون “فنيلز”، هو مسلسل رسوم متحركة “أنمي” قد أنتج سنة 1980-1981 وكان هذا العمل هو أول إنتاج لشركة إستديو بيرو اليابانية والذي لم يكن في حسبانها أن يحقق الفيلم هذا النجاح ، المسلسل الكارتونى مكون من 52 حلقة ولكن عند متابعته تشعر أنه خمس دقائق، وفكرته تعد مأخوذة من الرواية العالمية مغامرات نيلز المدهشة للكاتبة القديرة الروائية السويدية الجنسية “سيلمى لاغرلوف”، والتي فازت بجائزة نوبل في الأدب.

كاتبة قصة نيلز وعملة السويد
إنها السويد بلد السحر والجمال ، وعملة السويد هيَ “الكرون”، الكثير يعرف شكلها ولكن البعض بل القليل يعرف قصة وضع نيلز والكاتبة علي عملة الكرون وهى عمله السويد وهذه العملة الورقية مِن فئة العشرين كرون، تمعنوا بالصورة جيداً، لكي تجدوا علي وجهها الأمامي والخلفي “مورتن مع نيلز”، ولم ينته الحدث هنا ، وجاء ذلك القرار بوضع صورتهما على عملة الدولة كرد وعرفان بالجميل للكاتبة فعلينا أن نتكلم عن سيرة الكاتبة، وسبب كتابتها لهذه القصة

من هي سيلمي ليكرلوف
الكاتبة هيَ سيلمى ليكرلوف ، سويدية ، حائِزة على جائزة نوبل للآداب عام 1909 ، وهيً أول امرأة سويدية كاتبة تحصل على هذه الجائزة ، وُلِدت الكاتبة عام 1858 في إحدى المحافظات السويدية، ولكن حظها أن تولد في بلدة نشيطة مفعمة بالروح والحيوية و عندما كانت “سيلمى”، صغيرة عانت من مرض في إحدي فخذيها مما حدّ من انطلاقها مع مَن في مِثل عمرها بالانطلاق والرقص وعَيش حياة الشباب مما جعلها أكثر جلوسًا تنطلق الحياة من حولها وهي جالسة بمكانها .

فكانت سيلمى خلال التجمعات بين الأهالي ، تفضِّل الجلوس مع كبار السن والاستماع إلى قِصصهم ورواياتهم وحكاياتهم هكذا فرض عليها القدر أن تكون هذه نشأتها ، بالإضافة إلى أنه في تلك الفترة في السويد كانت مزدهرة بالجالسين كثيرًا في تجمعات لكبار السن ، أي الذين يجلسون في المجالس و يروٌون القصص شفاهيًا في تلك التجمعات ، فكانت تجلس إليهم وتستمع بكل حواسها لِقصصهم وتدون ما تسمعه ، ومنذ تلك الفترة وهي تحلم أن تكون كاتبة تكتب حروفـًا سمعتها ليقرأها من لا يتحمل الجلوس لينصت .

وتمر الأيام وتتغيّر الظروف الاقتصادية للبلاد وتنسى “سيلمى”، حلمها وتدرس لتكون معلِمة تُدِّرس في المدارس المختلفة لِتساعد أهلها في معيشتهم وهي التي جاءت من عائلة ميسورة الحال تملك مزرعة فيها الحيوانات والدواجن المختلِفة، وبعد عشر سنوات قضتها بالتدريس والاستفادة من معايشتها للحياة اليومية للناس بمختلف شرائحهم ، بدأ الحلم يراودها بأن تكون كاتبة ، وكان لها ما أرادت، نشرت كتبها وبدأت تُعرَف وتشتهر بصدق وروعة كتاباتها.

سبب وضع كرتون نيلز على عملة السويد
كانت مميزة في كل مناحي حياتها سواء معلمة أو كاتبة أو جالسة تقص وتسمع من يتحدث فلاحظ المعنيون بشؤون المدارس والتربية والتعليم ، أن التلاميذ كانوا يكرهون درس الجغرافيا وكانوا يُدَّرِسون لهم جغرافية بلدهم التي هي “السويد”، وأن إقبال التلاميذ على فهم هذه المادة المهمة لبلدهم ضعيف مما أثار غضبهم وذلك يعد بمثابة عدم انتماء لهذا الوطن .

ومن خلال بحثهم لهذه الظاهرة، وجدوا أن كتاب الجغرافية المقرر للتلاميذ ممل وكئيب ولا شغف بين سطوره لهؤلاء الصغار ومملوء بالمعلومات التي لا تجذب التلاميذ لِذا فكروا بأن يوكلون المهمة لهذه المعلمة الكاتبة المدهشة بكتابة كتاب الجغرافية بمستوى وبطريقة تجذب التلاميذ وتجذبنا لدراسة جغرافية بلدهم بل لديها القدرة أن تجعلهم يحبون هذا البلد بشكل كبير .

فوافقت الكاتبة “سيلمى”، على هذا التحدي ولكنْ أنّى لها هذا العمل إن لم تفكر بطريقة تحاكي عقول الصغار وتشوقهم إلى المتابعة والاستمرار في المعرِفة ثم ماذا عن جغرافية البلاد نفسها ، فهي كاتبة وليس لها إلمام بجغرافية البلاد ؟ فما العمل ؟ كيف لها أن تجتاز هذه المخاطرة ربما تعلمهم شيئا خطأً أو يحدث بلبلة في أفكارهم ؟، لقد كُلِفت بالمهمة سنة 1900 وأخذت هذه المهمة منها “6 سنوات”، فكرة ودراسة وسفر حول طول البلاد وعرضها، لتنتهي من المهمة بصدور كتابها لجغرافية السويد بعنوان “نيلز هولكرسونس ورحلته الرائعة عبر السويد”.

وكانت من هنا الانطلاقة نحو التخليد لاسمها الذي عاش لوقتنا هذا، حيث كان ذلك في سنة 1906، فقرأ الكتاب الكبار قبل الصغار ، ونجح في جذب التلاميذ إلى درس الجغرافية فلم يكن الشغف فقط لدى أهل السويد بل للبلدان الأخرى الذين بسببهم تم تُرجمة الكتاب إلى 12 لغة وبعد ذلك تم عمل وتجسيد الكتاب فلماً كارتونياً ذو عِبرة ومعنى رائعين .الكثير أشاد بذلك العمل العظيم .

إلى هنا انتهت القصة، وإذا كان البعض يتساءل لماذا نروي كل هذا؟ فالإجابه لأنه تم وضع صورة هذة الكاتبة وقصتها الرائعة على عملة البلد تخليداً لذكرى عمل عظيم سيُذكر لِحُقَب زمنية مديدة وإلى وقتنا هذا.

شخصيات فيلم نيلز
فيلم الكارتون “نيلز” نال إعجاب دول العالم التي سمعته بعد أن تم ترجمته إلى عدة لغات ، نيلز فتى شقي وكسول لا يقوم بعمل أي شيء بل يلعب ويلهو فقط ، مما يجعله يشاغب فيما حوله حتى يذهب بنفسه ويتعرض للقزم العجوز فيغضب منه، ويثور بدرجة كبيرة ويغضب فيحوله إلى قزم صغير بحجم الكف يصبح نيلز بعدها قادرًا على فهم لغة الحيوانات والتواصل معهم، بعد أن أصبح قزمًا ويتعرض للكثير من المواقف خلال رحلته تغير منه وتجعله فتىً طيبًا ومحبًا للخير وللآخرين.

الشخصية الثانية في فيلم “نيلز”: هي رات أقداد، صديق نيلز والمرافق له في جميع مواقفه صغرحجمه هو أيضا عندما كان مختبئا داخل قبعة نيلز، مؤدي هذه الشخصية الفنان غسان المشيني ساهم في نجاحها فهو معروف بخفة ظله وروحه الخفيفة في إلقاء الكلمات ،لذلك قدم هذه الشخصية بشكل جميل ولطيف جدًا.

الشخصية الثالثة في فيلم “نيلز”، هي مورتون إوزة المزرعة التي تربت في مزرعة والد نيلز، يواجه مشاكل في بداية الرحلة فهو لم يعتد على الطيران جيدًا لكنه يعتاد على ذلك بعد وقت قصير، يحمل نيلز ورات على ظهره طوال الرحلة تقريبًا صديق وفي لنيلز رغم حدوث اختلاف بينهم أحيانا. الشخصية الرابعة هي القائد أكسا قائد السرب، سرعان ما يتقبل نيلز فردًا ضمن السرب ويحبه ويطيع جميع السرب أوامره بحكم كبره في السن وحكمته. الشخصية الخامسة والأخيرة في فيلم “نيلز”، هي انجريد الإوزة السريعة واللطيفة، تتزوج بنائب القائد جينر، تتعرض خلال المسلسل للكثير من المغامرات الشيقة والطريفة في هذا الفيلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.