“رعاية الموتى”.. معلومات تعرفها لاول مرة عن فرق انقاذ الزلازل

كأنها فوهة بركان ممتلئة بأكوام شاهقة من الحطام، هكذا يمكن وصف الصورة في مدينة قهرمان مرعش جنوبي تركيا، مركز الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مؤخرا.

وتعج المدينة بالناس، لكن الصمت يسود الأرجاء، حيث يأمل أحد الناجين من سماع صوت من أعماق أحد أكوام الخرسانة والذكريات التي باتت مشوهة بفعل الدمار.

وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

** الكلبة “تيا”
اخترق الصمت فجأة نباح متحمس عندما ظهر كلب، وبعدها امرأة ترتدي معدات إنقاذ خضراء مموهة.

“تيا” ليست كلبة عادية، ولكنها كلبة مدربة خصيصًا على شم أي علامة للحياة في مناطق الكوارث.

تقود الكلبة “تيا” مدربتها آنا، بعيدا عن الموقع بينما يبدأ رجال الإنقاذ بالتوجه إلى المنطقة التي حددتها “تيا” للتو بضغطة على مخلبها.

وقالت آنا، وهي ضمن مجموعة من 7 أعضاء من قيرغيزستان، للأناضول: “نحن هنا لمساعدة شعب تركيا”، ثم جلست لتأخذ قسطا من الراحة على رصيف على بعد أمتار قليلة من الموقع، لتنضم فيما بعد زميلتها إلينا التي تقود أيضا عدد من الكلاب المدربة.

وأضافت: “لقد تأثر عدد كبير جدًا من الأشخاص، وسنفعل كل ما في وسعنا”.

وشددت على أنها وزميلاتها جئن إلى تركيا “لأن الناس بحاجة إلى المساعدة، ومساعدة الشعب التركي أمر مهم بالنسبة لنا”.

** جثث الضحايا
على الجانب الآخر من نفس موقع الكارثة، كانت الحفارات تعمل على إزاحة الأنقاض، تزيلها شيئا فشيئا، بعد الإبلاغ عن احتمال وجود ضحية تحت الأنقاض.

ينتظر بصبر هذا الاحتمال فريق من أوروبا، لديه مهمة مروعة بشكل خاص تتمثل في التعامل مع جثث ضحايا الكوارث.

وقالت الألمانية كاي سيمان، قائدة الفريق إن مهمة مجموعتها هي “رعاية الموتى”.

وأوضحت أنها عملت سابقا في تركيا في أعقاب زلزال إزميت (شمال غرب) عام 1999، لكن الوضع بعد زلزال قهرمان مرعش “أكثر فظاعة”.

وأضافت أنه بمجرد وصولهم إلى إحدى الجثث، يبدأ الفريق في أخذ عينات لأغراض تتعلق بتحديد الهوية واستخدام مواد حافظة لدرء التحلل الفوري.

وتابعت: “أستطيع أن أحكم على حالة الجسد من الرائحة فقط”، مشيرة إلى أن عملها يعتمد بشكل رئيسي على الأنف.

** فريق “رعاية الموتى”
كما اعتبرت سيمان، أن فحص كل جثة وأخذ عينات الحمض النووي وعينات الأسنان “لا يستغرق سوى 10 دقائق”.

وقالت إن مهمة الفريق بعد هذا الوقت من الزلزال، أصبحت تتعلق بألا “نضيع مزيد من الوقت وننقل الجثث للدفن”.

ويضم فريق “رعاية الموتى” أعضاء من فرنسا وألمانيا وهولندا، ويتوقع أن تنضم إليهم مجموعة ثانية في وقت قريب.

وتم تشكيل فرق “رعاية الموتى” في تايوان أيضًا بعد زلزال عام 2005، بعد عام من انضمامهم إلى العمليات الضخمة التي تلت كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.