أعضاء حزب الجيد الغاضبون وأعضاء حزب الشعب الجمهوري المتعجرفون..

كل الشخصيات التي تحدثت إليها من أوساط حزب العدالة والتنمية، كانت تقول لي إن الانتخابات الرئاسية ستجرى في 14 مايو/أيار وإن الرئيس أردوغان ليس لديه أية مقترحات خلاف ذلك. لدرجة أنه حتى تاريخ الانتخابات الرسمي 18 يونيو/حُزيران لم يتم طرحه على جدول الأعمال.

حاولت المعارضة الترويج لإشاعة أن الحكومة تريد تأجيل الانتخابات مستخدمة ذريعة الزلزال، لكنها لم تجد ردا. قالوا وتفاعلوا مع أنفسهم إزاء هذا الموضوع. ومنذ صباح يوم 6 فبراير/شباط، يوم وقوع الزلزال، لم يتحدث الرئيس أردوغان ولا حتى مسؤولو حزب العدالة والتنمية عن الانتخابات وتاريخها.

ميرال أكشنار هي أول من أشارت إلى أن الانتخابات لن تجرى في 14 مايو/أيار. حيث قالت في اليوم الرابع من الزلزال في غازي عنتاب: “لا أرى أن الانتخابات ستكون جاهزة يوم 14 مايو/أيار. لكنني أعتقد أن الانتخابات ستجري في 18 يونيو/حزيران. في الواقع هذه أمنية أكشنار وليست تنبؤات تقولها.

أخبرني مصدر مقرب من حزب الجيد أن أكشنار لا تؤيد إجراء الانتخابات في 14 مايو/أيار. كما علمت أن أكرم إمام أوغلو أيضا- الذي لم يخرج نفسه من بوتقة الترشح – مؤيدا لإجراء الانتخابات في شهر يونيو/حزيران.

فلماذا يريدون إجراء الانتخابات في يونيو/حزيران وليس في مايو/أيار؟ إذا نظرنا إلى الأمر من جهة أكشنار، فإن 14 مايو/أيار هو توقيت مربك بالنسبة لهم. لأن هناك 78 يوما تفصلنا عن 14 مايو/ايار و لا يوجد مرشح مشترك حتى الآن.

ستجتمع الطاولة السداسية في 2 مارس/أذار لمناقشة كيفية تحديد المرشح الرئاسي. أي سيتبقى لانتخابات 14 مايو/ايار 70 يوما فقط. إذا لم تتفكك

الطاولة السداسية فلن يكون هناك متسع من الوقت للإعلان عن اسم المرشح المشترك. وحذر محرم إينجه من هذا الأمر في تصريحات له جاء فيها: “51 يوما لم تكن كافية، ولم أستطع الذهاب إلى 13 ولاية”. هناك ضغط مماثل على المعارضة كما حصل في عام 2018.

هناك أسباب أخرى لعدم رغبة أكشنار وجبهة حزب الجيد في إجراء الانتخابات في 14 مايو/أيار. إنهم لا يريدون الذهاب إلى “المرشح المهيمن”. بعبارة أخرى، يريدون كسب الوقت حتى لا يضطروا إلى قبول اسم كمال كليجدار أوغلو. ومع ذلك، أحبط أردوغان أيضا هذه المخطط.

المرشح الأكثر استعدادا لأعضاء الطاولة السداسية هو بلا شك كمال كليجدار أوغلو. وهو يؤكد ذلك في عدة تصريحات. من ناحية أخرى، صرح كل من تمل كارامولا أوغلو وغولتكين أويسال، شريكان آخران على الطاولة السداسية، أن المرشح يجب أن يكون كليجدار أوغلو. ووفقا للانطباع الذي تم الحصول عليه من خلال تصريحاتهم نجد أن داود أوغلو وعلي باباجان يؤيدان أيضا ترشيح كليجدار أوغلو.

في هذه الحالة، تصارع ميرال أكشنار وحدها وتفرض أسماء أخرى على حزب الشعب الجمهوري. ومؤخرا قدمت أكشنار رسالة أخيرة لقادة الطاولة السداسية الآخرين على قناة فوكس تي في قائلة : “لم نجلس على تلك الطاولة لنكون كاتبي عدل”.

وفي الوقت نفسه، ركز الجميع في ذلك البث على إهانات أكشنار لموظفي كليجدار أوغلو ووصفوها بأنها “غبية” و”متخلفة”. ومع ذلك ، أطلقت أكشنار أيضا تحذيرات بمثابة تهديد طفيف حول مستقبل الطاولة، حيث قالت:”من خلال التحليل المستمر لحزب الجيد نحن حريصون للغاية على درء أمور كثيرة (بيننا وبين الأحزاب الأخرى) ومخاوفي تكمن في أن الغضب المتراكم (لدينا) هنا، والغطرسة المتراكمة هناك (عند بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري) ستظهر لنا مباراة العودة عندما نخسرها غدا”

يجب تحليل هذه الكلمات بشكل جيد من قبل الجمهور وخاصة من قبل المنتمين لحزب الشعب الجمهوري. عندما تقول أكشنار “الغضب المتراكم”، فإنها تلمح إلى أن حزب الجيد قد تحمل بعض القضايا.

ما تسميه “متعجرفا” هو جبهة حزب الشعب الجمهوري. وكانت قد ذكرت ذلك بالفعل في تصريحات مختلفة من قبل.

ذكرت أكشنار مرة أخرى أنه كان هناك معسكر في أحزاب الطاولة السداسية ينقسم إلى “يمينيين ويساريين”

أعضاء حزب الجيد الغاضبون، وأعضاء حزب الشعب الجمهوري المتعجرفون وإمكانية طرح “مباراة العودة” …

تشير أكشنار إلى ما بعد 14 مايو/أيار وتحذر من أنه إذا دخلت الطاولة السداسية في الانتخابات الرئاسية بالمرشح الخطأ وخسرت، فستكون هناك مواجهة كبيرة.

لا تستطيع أكشنار أن تقول في كل تصريح لها : “إذا دخلنا الانتخابات الرئاسية باسم كليجدار أوغلو وخسرنا، فإن الضرر سيكون كبيرا والفاتورة ستكون ثقيلة للغاية” لكنها تتمنى لو أنها تقول ذلك وهي تصرخ.

ويعد مقطع الفيديو الذي نشره كمال كليجدار أوغلو على حسابه الرسمي في تويتر مؤشرا على أن الأزمة بين الزعيمين لم تنته بعد، بل إنها تشتعل.

في الفيديو الذي تبلغ مدته 7 دقائق و 13 ثانية ، ألقى كليجدار أوغلو باللوم على الحكومة بشأن بناء مساكن مباشرة بعد وقوع الزلزال.

وقال “سنشفي الجراح” لكنه لم يشر إلى الطاولة السداسية أو إلى تحالف الأمة. وحول زياراته إلى بريطانيا، قال: “لقد جمعت طاقما من مئات الخبراء”.

كانت جملته الأخيرة مثيرة جدا للاهتمام. وأنهى الفيديو بالقول: “ليس لدي وقت للقيل والقال والمجلات”.

أية مجلات؟ ما القيل والقال؟ من الواضح أن كمال كليجدار أوغلو يريد تقديم بعض الرسائل لشخص ما. ويبدو أن هناك شائعات متداولة بأنه ستكون هناك مواد مجلة. هل تهديدات يشار أوكويان بأنه يمتلك “ملف خاص عن أكشنار” ثم اجتماع أوكويان مع كليجدار أوغلو له علاقة بتلك الجملة الأخيرة في الفيديو؟ علينا أن ننتظر ونرى .

أرسين جليك بواسطة / أرسين جليك

التعليقات مغلقة.