هذه الاتفاقية تاريخ من السخافة

تواجه شركة بلغارغاز البلغارية خطر الإفلاس بسبب الديون الضخمة المستحقة لشركة بوتاش التركية. وقد تم توقيع اتفاقية التعاون في مجال الغاز الطبيعي بين تركيا وبلغاريا في يناير 2023، إلا أن وزير الطاقة البلغاري السابق، ألكسندر نيكولوف، أكد أن الاتفاقية بين الطرفين قد تسببت في مشاكل كبيرة، مشيرًا إلى أن الجانب التركي، ممثلًا في بوتاش، قد نفذ التزاماته بشكل كامل ودقيق.

وفي سياق آخر، كشف نيكولوف أن شركة بلغارغاز ستقوم بتقييم إمكانية تحسين مواقف الأطراف في الاتفاقية مع بوتاش حتى 2 مايو المقبل.

“هذه الاتفاقية تاريخ من السخافة”

وصف نيكولوف الاتفاقية بأنها “تاريخ من السخافة”، قائلاً: “من النادر أن نشهد توقيع اتفاقية تسببت في هذه الخسائر الكبيرة”. وأضاف أن التقارير المالية لشركة بلغارغاز لعام 2023 توضح بجلاء ما إذا كانت الاتفاقية قد تم استخدامها على النحو المطلوب. ووفقًا له، منذ سبتمبر 2022، بدأت الشركة في فقدان حصتها في السوق بسرعة، وسجلت خسائر كبيرة، ما دفعها إلى حالة إفلاس فعلي.

توقيع اتفاقية غير مبرر

انتقد نيكولوف توقيع الاتفاقية، قائلاً: “من غير المفهوم كيف يمكن لشخص ذو أفق سياسي يمتد لثلاثة أشهر فقط أن يوقع اتفاقية تمتد لـ169 شهراً دون استشارة البرلمان”. وأضاف أن في النظام البرلماني، يجب أن تُتخذ القرارات على مدار فترة زمنية طويلة، مشيرًا إلى أنه مستعد للعودة إلى البرلمان في أي وقت لشرح التفاصيل التي تركها وراءه خلال فترة عمله.

كما تساءل نيكولوف عن كيفية تأثير الخسائر المترتبة على اتفاقية بوتاش على بند الخدمات الخارجية في البيانات المالية لشركة بلغارغاز.

“الجانب التركي نفذ التزاماته بشكل مثالي”

أكد نيكولوف أن الاتفاقية سيكون لها تأثيرات طويلة المدى، مشيرًا إلى أن “إذا تسببت في ضرر لبلغاريا، فإن ذلك يضر أيضًا بأوروبا”. وأضاف أن المؤسسات الأوروبية قد تدخلت عندما فشلت المؤسسات البلغارية، وطرحت الأسئلة التي لم يجرؤ أحد على طرحها. كما أشار إلى أن التغييرات في توسيع منشأة تخزين الغاز الطبيعي في “تشيرين” كانت خطوة مدروسة، وليست صدفة، في نهاية عام 2022 وبداية عام 2023.

بلغاريا كانت نموذجًا للطاقة في أوروبا رغم التحديات

وفي عام 2022، رغم الحرب والمشاكل الموروثة، اعتبر نيكولوف أن بلغاريا كانت مثالًا يحتذى به في مجال الطاقة في أوروبا. وأضاف: “كنا في مقدمة النمو الصناعي، وكان قطاع الطاقة جزءًا من هذا النمو، وقمنا بتصدير الطاقة إلى جميع الدول المحيطة بنا، مما ساعد في توازن المنطقة”.

وأكد نيكولوف أن كل اتفاقية لها طرفان، موضحًا أن الجانب التركي، المتمثل في بوتاش، قد نفذ التزاماته بشكل مثالي. وأشار إلى أن “نخسر مليارات كل عام في قطاع الطاقة، لكن كان هناك استثناء واحد فقط، ولأجل ذلك أشكر فريقي”. وأضاف نيكولوف أن البعض لم ير النتائج المالية في السنوات الثلاث الماضية، حيث كان الكثيرون يعتقدون أنه يمكن تجديد مفاوضات اتفاقية بوتاش، ولكن لم يتم التوصل إلى نتائج.

واختتم نيكولوف تصريحاته بقوله: “الخطأ ليس في الجانب التركي. إن حماية المصالح الوطنية هي مسؤولية الجانب البلغاري”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.