إمام أوغلو يشكو تركيا للغرب من داخل السجن! تصريحات مثيرة للجدل في صحيفة بريطانية

بعد أن سبق لرئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، أن اشتكى تركيا للصحافة الدولية، جاء الدور هذه المرة على أكرم إمام أوغلو، المحتجز في السجن على خلفية تحقيقات تتعلق بالفساد، حيث اتهم بدوره تركيا أمام وسائل الإعلام الأجنبية.

فقد كتب إمام أوغلو مقالًا لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، قال فيه:
“موجة التراجع الديمقراطي التي يشهدها العالم ربما بدأت من تركيا، لكنني أؤمن بأن الموجة المضادة لهذا التراجع ستبدأ أيضًا من هنا.”

وكان إمام أوغلو، الذي تم اعتقاله في إطار التحقيقات المتعلقة بملفات فساد في بلدية إسطنبول الكبرى، قد وجّه انتقادات لبلاده عبر الصحافة الأجنبية، مما أثار موجة واسعة من ردود الفعل.

يُذكر أن مكتب المدعي العام في إسطنبول يواصل تحقيقاته مع إمام أوغلو، الذي أُبعد عن رئاسة بلدية إسطنبول، إلى جانب 99 متهمًا آخرين، على خلفية اتهامات تشمل:
“قيادة تنظيم إجرامي”، و”الانتماء لتنظيم إجرامي”، و”الابتزاز”، و”الرشوة”، و”الاحتيال المنظم”، و”الحصول على بيانات شخصية بشكل غير قانوني”، و”التلاعب في المناقصات العامة.”

وفي خضم هذه التحقيقات، كتب إمام أوغلو، الذي يقبع خلف القضبان، مقالًا في صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، حمل فيه بلاده مسؤولية تراجع الديمقراطية وضمّن مقاله تصريحات مثيرة أثارت جدلًا واسعًا.

هذا ما كتبه أكرم إمام أوغلو في مقاله المنشور بصحيفة “فاينانشال تايمز”:

“استقرار تركيا لم يكن يومًا أمرًا يخص شعبها وحده. فباعتبارها صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، وبلد وقع على ميثاق مجلس أوروبا، وطالما سعى لعضوية الاتحاد الأوروبي، فإن توجهاتنا السياسية لها أهمية حيوية بالنسبة لأمن أوروبا، والتحالف عبر الأطلسي، ومحور الشرق الأوسط – القوقاز.

الحرب في أوكرانيا كشفت الحاجة الملحة للتنسيق المشترك في هذا المحور الجيوسياسي، بينما التطورات في سوريا والمأساة الجارية في غزة أظهرت مدى سرعة تجاوز عدم الاستقرار للحدود.

وفي كل هذه المناطق، فإن وجود تركيا ديمقراطية وعلمانية ليس مجرد مكسب بل ضرورة لا غنى عنها. وفي الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتعزيز نفسه ضد التهديدات المتزايدة، يصبح وجود تركيا ديمقراطية أمرًا لا بد منه. أما نظام يسكت شبابه، ويقمع المعارضة، ويحكم بالخوف، فإنه لا يؤدي سوى إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

ومع إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية، فإن موقع تركيا وبنيتها التحتية الصناعية يجعلان منها شريكًا طبيعيًا. لكن هذا الإمكان لا يتحقق إلا إذا أُديرت البلاد بسياسات شفافة، موثوقة، قائمة على القواعد. خلاف ذلك، ستفقد البلاد ثقة المستثمرين، وستتجه رؤوس الأموال إلى أماكن أخرى.

الشعب التركي يناضل منذ أكثر من قرنين من أجل نظام دستوري، وتمثيل شعبي، وعدالة. وهذا النضال يفند الأسطورة القائلة بأن الاستبداد هو قدر تركيا. واليوم، بات التضامن الديمقراطي على مستوى العالم أمرًا ضروريًا. ربما تكون موجة التراجع الديمقراطي قد بدأت من تركيا، لكنني مؤمن بأن موجة النهوض ضد هذا التراجع ستبدأ أيضًا من هنا.”

أوزغور أوزال زعيم حزب الشعب الجمهوري هو الآخر اشتكى تركيا للخارج

بعد اعتقال رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعب الجمهوري بتهم تتعلق بالفساد، قام رئيس الحزب أوزغور أوزال أيضًا بتقديم شكاوى ضد تركيا للمؤسسات والمنظمات الأجنبية. حيث كشف بنفسه في أحد تصريحاته أسماء وسائل الإعلام الأجنبية التي أجرى معها مقابلات.

وقد صرح أوزال قائلًا:
“اسمحوا لي أن أذكر بعضها: وكالة رويترز، صحيفة لوموند الفرنسية، دويتشه فيله الألمانية، صحيفة ذا تايمز البريطانية، شبكة CNN الدولية، صحيفة آشي اليابانية، فاينانشال تايمز، دير شبيغل الألمانية، وكالة الصحافة الفرنسية AFP، وصحيفة الغارديان البريطانية… لقد أجريت مقابلات مطولة وصفحات كاملة مع كل هذه الوسائل.”

أردوغان ينتقد بشدة

ومن جهة أخرى، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات أوزغور أوزال التي اشتكى فيها تركيا للغرب، قائلًا:

“الجبال التي وضعتم ثقتكم فيها قد غطاها الثلج منذ زمن بعيد. أما الممثلون الغربيون الذين راهنتم عليهم، فقد تخلوا عنكم منذ فترة طويلة. الأرقام التي كنتم تتصلون بها كأمل أخير، إما مغلقة، أو قامت بحظركم، أو باتت خارج نطاق التغطية. لا أحد يهتم بكم أو يعطيكم قيمة. لا أحد يصدق أكاذيبكم. أنتم غارقون في اليأس… لقد خسروا اعتبارهم خلال ثلاثة أسابيع فقط. وأصبحوا مثالًا للفضيحة والمهانة.”

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.