بعد قرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، توجهت الأنظار نحو تركيا التي تحتل مكانة استراتيجية حيوية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد الاهتمام بمنظومات الدفاع الجوي التركية المتطورة، لا سيما منظومة S-400 الروسية والقبة الفولاذية الإسرائيلية، فضلاً عن الأنظمة المحلية الصنع التي تعزز القدرات الدفاعية التركية.
منظومة S-400: جاهزية مضمونة وسط تكتم تشغيلي
تثير منظومة S-400 التي تسلمتها تركيا من روسيا عام 2019 جدلاً واسعًا حول مدى جاهزيتها التشغيلية. رغم الخضوع لاختبارات مكثفة وامتلاكها تقنيات متقدمة، لا تزال تركيا تتحفظ على تشغيلها بشكل دائم في الأجواء، ما أثار تساؤلات بشأن دورها الفعلي في منظومة الدفاع الوطنية.
وكان وزير الدفاع الوطني السابق خلوصي آكار قد أكد جاهزية S-400 قائلاً إن المنظومة ستكون فعالة خلال ساعة من تفعيلها، مشيرًا إلى وجود فترة انتقالية تحضيرية. أما وزير الدفاع الحالي يشار غولر، فقد أوضح أن تشغيل النظام مرتبط بالاحتياج الفعلي: “لا يمكننا تركها في الزاوية، وسنفعلها عندما تستدعي الحاجة”، مؤكدًا أن المنظومة لم تُلغَ أو تؤجل، بل هي جاهزة ومستمرة ضمن الاستراتيجية الدفاعية.
تحديثات الدفاع الجوي التركي: تعزيز القدرات المحلية
شهدت القدرات الدفاعية الجوية التركية تعزيزًا كبيرًا في الأعوام الأخيرة بفضل منظومات محلية متقدمة. فعلى المستوى القريب، تستخدم القوات التركية أنظمة مثل KORKUT وSUNGUR التي تغطي التهديدات على ارتفاعات منخفضة، وتُعززها منظومة HİSAR O+ الفعالة على ارتفاعات متوسطة، بينما تُعنى منظومة SİPER بالدفاع على ارتفاعات عالية، ما يمنح تركيا طبقة دفاع جوي متكاملة من صنع محلي.
التكامل مع أنظمة حلف شمال الأطلسي
بالإضافة إلى الأنظمة المحلية، تعتمد تركيا على أنظمة دفاع جوي متطورة من حلف شمال الأطلسي مثل باتريوت وسامب-تي المنتشرة على الحدود الجنوبية، والتي تلعب دورًا حيويًا في حماية الأجواء من التهديدات الإقليمية العابرة. هذا التكامل بين الأنظمة المحلية وحلف الناتو يعزز من القدرة الدفاعية الشاملة لأنقرة، ويجعلها لاعبًا فاعلًا في معادلات الأمن الإقليمي.
ترجمة وتحرير تركيا الآن
