وصلت رسائل واضحة من موسكو إلى أنقرة تعكس رغبة روسيا في تعميق أواصر التعاون مع تركيا، خاصة في مجال الطاقة.
جاء ذلك خلال الاجتماع التاسع عشر للجنة الحكومية المشتركة التركية-الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي التي عقدت في موسكو، حيث أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن دراسة جدوى لمشروع محطة طاقة نووية جديدة تتوافق مع مصالح تركيا.
وأكد نوفاك في تصريح صحفي على عمق العلاقات بين البلدين قائلاً:
“رغم الصعوبات والاضطرابات العالمية، تبقى تركيا شريكًا صديقًا لروسيا. حجم التبادل التجاري بيننا ينمو ويشهد تطورًا ملحوظًا”.
هدف طموح: 100 مليار دولار تجارة بين البلدين
بلغ حجم التجارة الثنائية بين روسيا وتركيا نحو 60 مليار دولار في العام الماضي، مسجلاً زيادة بنسبة 6.7% عن العام السابق، وفق ما ذكر نوفاك. وأكد أن القمة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين تستهدف رفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، وهو هدف يعمل الطرفان على تحقيقه.
وأضاف نوفاك أن هناك جهودًا لإزالة العوائق الإدارية والتشريعية لتعزيز التعاون، مشيراً إلى التنسيق الوثيق مع وزير التجارة التركي عمر بولات.
تعزيز التعاون في الطاقة والسياحة والصناعة
أشار نوفاك إلى تميز التعاون الروسي التركي في مجالات الطاقة، الصناعة، النقل، الزراعة، السياحة، والخدمات الاجتماعية، مشيرًا إلى المشاريع الاستثمارية التي تخلق فرص عمل جديدة وتزيد إيرادات الضرائب.
ولفت إلى ارتفاع عدد السياح الروس إلى تركيا، حيث تجاوز العدد 6 ملايين سائح العام الماضي، مع توقع تسجيل رقم قياسي جديد في 2024. كما أكد اتخاذ تدابير مشتركة لتسهيل رحلات السياح الروس وضمان سلامتهم، إلى جانب تسهيل طرق الدفع داخل تركيا.
مشاريع طاقة استراتيجية: الغاز والنفط والمحطات النووية
سلط نوفاك الضوء على تصدير روسيا كميات كبيرة من النفط والفحم والمنتجات البترولية إلى تركيا، التي تعد أيضًا دولة عبور مهمة للشحنات المتجهة إلى جنوب شرق أوروبا. كما أكد نجاح خطي أنابيب الغاز الطبيعي “السيل الأزرق” و”السيل التركي” في دعم السوق المحلية والأوروبية.
أما في مجال الطاقة النووية، فأكد نوفاك أن محطة أكويو النووية التابعة لشركة روساتوم تعد مشروعًا رائدًا ومهمًا لتركيا، مع توقع بدء تشغيل الوحدة الأولى خلال العام القادم. وأشار إلى دراسة جدوى محطة نووية ثانية، تعكس استعداد موسكو للمشاركة في تنفيذها بما يتوافق مع مصالح الطرفين.
مواجهة الاضطرابات العالمية بالتعاون
وصف نوفاك المشهد العالمي الحالي بأنه مليء بالتحديات، منها النزاعات العسكرية، الحروب الاقتصادية، وتقلبات أسواق السلع والطاقة، وقال:
“نحن نؤمن بأهمية التعاون والاستقرار، ونعمل مع شركائنا، خاصة تركيا، على تطوير علاقات تجارية واقتصادية متينة ومستدامة، تساهم في تجاوز هذه التحديات”.
المصدر: تركيا الآن