في نجاح لافت أثار اهتمام الإعلام الإقليمي، تصدّرت تركيا عناوين الصحافة اليونانية بعد أن أعلنت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن تركيا استقبلت 56.7 مليون سائح خلال عام 2024، لتتبوأ المرتبة الرابعة عالميًا في عدد الزوار، متقدمة على إيطاليا، أحد عمالقة السياحة الكلاسيكيين.
ووصفت صحيفة تورنوس نيوز اليونانية هذه القفزة بـ”الاختراق السياحي”، مشيرة إلى أن أنقرة باتت تُعرف كـ”قوة سياحية عالمية” بفضل استراتيجيات ترويجية متعددة الأبعاد، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية.
استثمار في التراث وسهولة الوصول
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام اليونانية عن تصريحات وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرصوي في 23 يونيو/حزيران، فإن هذه النتائج ليست وليدة الصدفة، بل ثمرة جهود مدروسة لتعزيز صورة تركيا السياحية، قائلاً:
“هذا نجاح كبير، وهو ثمرة جهودنا المستهدفة في مجال الترويج وتطوير البنية التحتية.”
وتركّز تركيا في حملاتها الترويجية على عناصر الجذب التي تمتلكها مثل ثرائها الثقافي، وتنوعها الطبيعي، وسهولة الوصول إليها على مدار العام، وهي عوامل أسهمت في رفع مكانتها بين أكثر الوجهات السياحية تفضيلًا في العالم.
أهداف طموحة لعام 2025: 65 مليون سائح
لم تكتف تركيا بما تحقق، بل رفعت سقف تطلعاتها للعام المقبل، إذ تهدف إلى جذب 65 مليون زائر وتحقيق إيرادات سياحية تصل إلى 64 مليار دولار، مقارنة بـ61.1 مليار دولار سجلتها في 2023، مع أكثر من 62 مليون سائح.
تحديات في الأسواق التقليدية
لكن هذا النجاح لم يكن دون منغصات، إذ أظهرت الأرقام الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في اثنين من أكبر أسواق تركيا السياحية؛ السوق الألمانية التي انخفضت بنسبة 6% لتسجل 1.74 مليون سائح بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، والسوق الروسية التي تراجعت بنسبة 5.2% إلى 1.72 مليون زائر.
وفي المقابل، شهدت السوق البريطانية نموًا طفيفًا بنسبة 1.3% خلال الفترة ذاتها، لتصل إلى 1.22 مليون سائح، مع أداء مستقر خصوصًا على سواحل بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط.
توترات إقليمية.. واستراتيجيات احترازية
ورغم هذا التقدم، حذّر تقرير لمنظمة السياحة العالمية في مايو/أيار 2025 من تأثير التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتقلّبات الاقتصاد العالمي على ثقة المسافرين.
وتسعى تركيا إلى تعزيز حضورها في الأسواق الناشئة، مع مراقبة دقيقة للركود في الأسواق التقليدية، وهو ما يفسّر استمرارها في ضخ الاستثمارات الترويجية على مستوى عالمي.
شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص
واعتبرت الصحافة اليونانية أن صعود تركيا إلى مصافّ القوى السياحية الكبرى هو انعكاس لسياسات حكومية نشطة وتعاون وثيق مع القطاع الخاص، الأمر الذي يجعل من التجربة التركية نموذجًا جديرًا بالملاحظة في المنطقة.
المصدر: تركيا الآن
