في خضم موجة غضب شعبي واسعة أثارها رسم كاريكاتوري نُشر في مجلة ليمان، دافع رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، عن محتوى الرسم، نافياً أن يكون فيه أي إساءة للنبي محمد ﷺ.
وقال أوزيل في تصريح مثير للجدل:
“عندما أنظر إلى الرسم، أرى ملاكًا فقد حياته تحت قصف غزة، وقد مُنح أجنحة، يلتقي بطفل آخر في السماء. الطفل الأول يُدعى محمد، وهو ليس النبي، بل طفل مسلم قُتل في غزة، والآخر يُدعى موسى. الرسم يُصوّر مشهدًا رمزيًا للأطفال الذين يحملون أسماء الأنبياء ويلقون حتفهم في الحروب”.
نائب من الحزب نفسه يرفض تفسير أوزيل ويدين المجلة
ردّ عضو حزب الشعب الجمهوري عن ولاية إلازيغ، غورسيل إرول، بقوة على تصريحات رئيس حزبه، معربًا عن رفضه القاطع للرسم ومحتواه.
وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للبرلمان التركي، قال إرول:
“أدين بشدة الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته مجلة ليمان عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لا يمكن لأي جهة أن تسيء لقيمنا ومعتقداتنا الدينية المقدسة بهذه الطريقة. هذه القيم تنتمي إلى الجميع، وهي ما يوحّد هذا المجتمع”.
احتجاجات واعتقالات على خلفية النشر
تسبّب الرسم في موجة غضب واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودفع مجموعات من المواطنين إلى التوجه لمقر المجلة في منطقة بيوغلو بإسطنبول للاحتجاج.
وقد أعلنت السلطات الأمنية اعتقال أربعة موظفين من مجلة ليمان في إطار التحقيقات الجارية بشأن الواقعة، التي تُصنّف تحت بند “تحريض على الكراهية وإهانة القيم الدينية”.
ماذا حدث في مجلة ليمان؟
نشرت مجلة ليمان الساخرة في عددها الأخير رسمًا كاريكاتيريًا يظهر فيه شخصان يحملان اسمي النبيين محمد وموسى عليهما السلام، على خلفية مدينتين تعرضتا للقصف. وعلى الفور، انتشر الرسم على نطاق واسع، وأثار استنكارًا شعبيًا كبيرًا، واعتُبر إساءة مباشرة للأنبياء والمقدسات الدينية.
مجلة ليمان.. تاريخ من الجدل
تُعرف ليمان بأنها واحدة من أقدم وأشهر المجلات الساخرة في تركيا، وقد تأسست عام 1991. ورغم شعبيتها، فقد واجهت المجلة انتقادات وملاحقات قانونية متكررة بسبب رسومها الجريئة التي طالت شخصيات سياسية ودينية، وكان آخرها هذه القضية التي أعادت الجدل حول حدود حرية التعبير في الإعلام التركي.
المصدر: تركيا الآن
