انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور أوزيل، ما وصفه بـ”الحملة الممنهجة” ضد رؤساء البلديات المعارضين، مؤكدًا أن حزبه سيواصل النضال من أجل حماية الإرادة الشعبية، ومشدّدًا على أن “المعركة اليوم هي معركة الديمقراطية ضد الاستبداد”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أوزيل في مقر الحزب بأنقرة، حيث علّق على اعتقال عدد من رؤساء البلديات ومسؤولي الحزب في عدة مدن، واصفًا ما حدث بأنه “ظلام جديد” و”محاولة لإلغاء صندوق الاقتراع، آخر ما تبقى في يد الأمة”، حسب تعبيره.
“احتُجزوا 108 أيام دون دليل”
أشار أوزيل إلى أن من بين المعتقلين مرشح الحزب الرئاسي الذي حصل على 15.5 مليون صوت، ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى، ورؤساء بلديات في أضنة وغيرها من المدن، مؤكدًا أن الاعتقالات جرت “دون أي أدلة ملموسة أو مؤشرات تُثبت التهم الموجهة إليهم”.
وأضاف:
“لقد قاومنا هذا الشرّ في الساحات طوال 108 أيام، وما زلنا. إنهم يعتقلون أناسًا خدموا بلادهم، ونالوا تقديرًا عالميًا لما قدّموه من خدمات بلدية وإنسانية”.
هجوم على المدّعين والمخبرين: “عزيز إحسان أكتاش ليس مخبرًا.. بل مفترٍ”
وزعم أوزيل أن جميع البلديات المستهدفة بالتحقيق، تمّ ذكرها سابقًا من قبل عزيز إحسان أكتاش، الذي وُصف بأنه زعيم منظمة إجرامية وفق ادعاءات الادعاء العام في إسطنبول، مضيفًا أن أكتاش “ليس مخبرًا، بل مُفترٍ”.
وتساءل أوزيل مستنكرًا:
“هل هناك أي دليل على دفعه رشاوى لرؤساء بلدياتنا؟ يقولون إنهم دفعوا أموالًا. أين هي؟ هل عُثر على قرش واحد؟! لقد فتشوا الأرض، والسماء، والهضاب، والحقول، والآبار… فوجدوا خزنتين، إحداهما مختومة بشعار البلدية، والأخرى تحتوي على 48 رصاصة مسدس”.
تحذير من “حكم الوصاية” والدعوة لحماية الديمقراطية
قال أوزيل إن تركيا تقف اليوم “عند مفترق طرق”، وإن المعارضة بأكملها، بما في ذلك “أوساط داخل حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية”، باتت مهددة، مشيرًا إلى وجود “قلّة مهووسة بإدارة البلاد بنظام الوصاية، تهدد تقاليد الدولة العريقة”.
وأضاف:
“هذا الصراع هو بين الديمقراطية والاستبداد. إذا لم تُنظّم الانتخابات في 2 نوفمبر، فسوف ننظمها نحن. سننقذ صندوق الاقتراع بالأيدي التي أنشأته: يد غازي مصطفى كمال أتاتورك، ويد عصمت إينونو”.
رسائل داخلية وخارجية: “من يتراجع خطوة فهو جبان”
وجّه أوزيل رسالة واضحة إلى أعضاء حزبه والمجتمع التركي بقوله:
“نحن لا نهدد أحدًا بالانقلاب أو بالقوة، لكن إن حاول أحدهم انتزاع صناديق الاقتراع من الأمة، فإن هذه الأمة ستعيدها بأيديها. من يتراجع خطوة واحدة فهو جبان”.
وأوضح أن الفعاليات الجارية حاليًا هي “تحركات ديمقراطية تُعلن مسبقًا وتتخذ فيها الإجراءات الأمنية”، مضيفًا:
“اليوم أكثر تصميمًا من الأمس، وغدًا سنكون أكثر. من لا يُعيد حساباته الآن، فليتحمل العواقب”.
ختامًا: “لسنا ضد المحاسبة.. بل ضد الافتراء”
أكد أوزيل في ختام كلمته أن حزب الشعب الجمهوري “لا يحمي المذنبين”، وقال:
“إذا وُجد في حزبنا من تورّط في الفساد أو الجريمة، فليُعاقبه الله، وسنُعاقبه نحن أيضًا. لكن ما يجري الآن هو تشهير سياسي، ومحاولة لقمع إرادة الناخب”.
وشدد على أن الهجمات التي طالت بلديات أديامان، أنطاليا، وأضنة لن تمر بصمت، قائلاً:
“إنه هجوم مباشر على ديمقراطيتنا.. لكننا لن نتراجع”.
ترجمة وتحرير تركيا الآن