في مفارقة اقتصادية لافتة، حققت تركيا أعلى إنتاج لزيتونها في التاريخ خلال موسم 2024-2025، حيث وصل الإنتاج إلى 3 ملايين و750 ألف طن، بحسب تقديرات معهد الإحصاء التركي (TÜİK).
ورغم هذا الرقم القياسي، شهدت أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز الطبيعي انخفاضًا حادًا، حيث تراجع سعر اللتر من 500–600 ليرة تركية في الموسم الماضي إلى 200–250 ليرة فقط هذا العام.
“عام بلا مزارع”.. تحذير مبكر من موسم قاحل
يحذّر خبراء وممثلون عن القطاع من أن هذا الانخفاض في الأسعار قد لا يدوم، إذ تُشير التقديرات إلى أن الموسم المقبل قد يشهد انخفاضًا بنسبة 40% في الإنتاج، ليهبط إلى مليونين و250 ألف طن فقط. هذا النقص المحتمل في الإمدادات قد يؤدي إلى قفزة جديدة في الأسعار، ويعيد أزمة الغلاء إلى الواجهة.
رئيس المجلس الوطني للزيتون وزيت الزيتون، مصطفى تان، أوضح أن “القيود المفروضة على التصدير العام الماضي منعت الاستفادة الكاملة من وفرة المحصول”، مضيفًا أن “انخفاض الإنتاج في كل من إسبانيا وتونس قد يزيد من الطلب على الزيت التركي، ما قد يرفع الأسعار مجددًا”.
الأسعار تُرضي المستهلك وتُنهك المنتج
ورغم أن انخفاض الأسعار أسعد المستهلكين، إلا أن المنتجين يعيشون حالة من القلق. يقول تان:
“يبيع المنتجون اللتر بسعر يعادل تكلفة الإنتاج نفسها، وفي حال ارتفاع التكاليف واستمرار انخفاض العوائد، قد يتخلّى كثير منهم عن الزراعة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا على مستقبل القطاع”.
من المرتبة الثانية عالميًا إلى حافة الخطر
وبينما ارتقت تركيا إلى المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، شدد تان على أن الحفاظ على هذا الإنجاز يتطلب تعزيز الاستهلاك المحلي، حيث لا يزال متوسط استهلاك الفرد في تركيا لا يتجاوز لترين سنويًا، مقارنة بـ4-5 كيلوغرامات في دول أخرى.
كما دعا إلى الاستمرار في السياسات الداعمة من قبل القطاعين العام والخاص، ورفع الوعي بأهمية زيت الزيتون غذائيًا واقتصاديًا، لمنع القطاع من الدخول في دوامة الإنتاج المتقلب والعوائد غير المستقرة.
المصدر: تركيا الآن