
كيف سيؤثر “نموذج تركيا الخالية من الإرهاب” على الأسواق؟
لا شك أن تحوّل تركيا إلى دولة خالية من الإرهاب سيترك أثرًا إيجابيًا مباشرًا على الاقتصاد التركي، خصوصًا في ظل الجهود المبذولة لإنهاء حقبة دامت 44 عامًا من الصراع. فإلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، من المتوقع أن يُحدث هذا التحول تأثيرًا كبيرًا على إعادة تشكيل النظام الإقليمي والدولي.
ورغم أن من السابق لأوانه الإدلاء بتوقعات شخصية دقيقة في هذه المرحلة، فإن المؤشرات الأولية توحي بأن بيئة خالية من التهديدات الإرهابية ستعزز ثقة المستثمرين، وستُسرّع وتيرة تدفقات رؤوس الأموال، خاصة إلى سوق الأسهم.
مؤشرات بورصة إسطنبول وتوصيات للمستثمرين
في الأسبوع الماضي، أكّدت في تحليلاتي أنني أتابع عن كثب مؤشر بورصة إسطنبول 100 ضمن نطاق يتراوح بين 9800 و10800 نقطة. ولا يزال هذا التقييم ساريًا. فعلى المدى القصير، يستمر المؤشر بالتذبذب ضمن هذا النطاق، لكن توقعاتي السابقة بوصوله إلى 11800 ثم 12000 نقطة بنهاية العام ما زالت قائمة. بل وربما نشهد تجاوزًا لهذا الحد أيضًا.
لذلك، أرى أن المستثمرين الذين تحلّوا بالصبر رغم الخسائر السابقة، وبدأوا الآن في جني الأرباح، من الخطأ أن يسرعوا في إغلاق مراكزهم. لقد تحمّلوا الخسائر وانتظروا طويلًا، والآن حان وقت الحصاد. التسرع في الخروج من السوق قد يعني تفويت المكاسب الحقيقية، خصوصًا في حال حدوث اختراقات سعرية جديدة.
من هنا، أرى أن مواصلة التريث حتى نهاية العام سيكون قرارًا أكثر صوابًا للمستثمرين في سوق الأسهم.
أسعار الصرف والتوقعات
أغلق سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية الأسبوع عند مستوى 40.17 ليرة، ما يعني أننا دخلنا فعليًا مرحلة استقرار فوق حاجز 40 ليرة منذ بداية يوليو. ومع ذلك، من المتوقع أن يشهد السعر على المدى القصير محاولات للانخفاض دون هذا المستوى في الأسواق الرسمية الحرة.
من الناحية الفنية، يُحتمل أن نشهد مستويات مثل 39.98، 39.85، أو حتى 39.80 ليرة، ولكن نظرًا لأن الهدف المتوقع بنهاية العام هو 45 ليرة، فإن أي انخفاض مؤقت ناجم عن موجات تفاؤل أو صعود في سوق الأسهم، سيقابله على الأرجح طلب قوي يدفع بالسعر مجددًا فوق 40 ليرة.
أما اليورو، فقد أغلق الأسبوع عند 47.07 ليرة تركية، لكنه في الأسواق الحرة سُجّل عند 46.87 ليرة، ما يشير إلى احتمال حدوث تراجع قصير المدى إلى ما دون 47 ليرة مجددًا. وعلى المدى المتوسط، يُتوقّع ارتفاع تدريجي يصل إلى 50 ليرة، مع إبقاء مستوى 55 ليرة هدفًا محتملًا على المدى الطويل.
العملات الرقمية والمعادن الثمينة: الفضة تسرق الأضواء
شهد الأسبوع الماضي أداءً قويًا لكل من البيتكوين والفضة، حيث سجلت الأخيرة مكاسب ملحوظة أدخلت البهجة على مستثمري المعادن والعملات الرقمية.
أنهت أونصة الفضة الأسبوع بارتفاع نسبته 3.78% لتبلغ 38.40 دولارًا، فيما وصل غرام الفضة إلى 49.63 ليرة تركية، أي قرابة 50 ليرة، منهية الأسبوع على مكاسب بلغت 4%.
وبالعودة إلى أبريل، حين كانت الأسواق تتحدث بإعجاب عن ارتفاعات الذهب، كنا نُذكّر بأن الفضة ليست فقط رخيصة، بل “مجانية” – خاصة عندما بلغت نسبة الذهب إلى الفضة 106. واليوم، تؤكد الفضة مجددًا أنها كانت فرصة ذهبية.
أولئك الذين قاموا بتحويل ذهبهم إلى فضة في أبريل، أو فضّلوا الاستثمار في الفضة خلال عام 2025، كانوا من أبرز الرابحين هذا الأسبوع. لقد فاجأهم هذا الارتفاع، ولم يكونوا يتوقعون هذه القفزة السريعة في الأسعار. وكما نقول دائمًا: النهاية السعيدة تأتي في نهاية الفيلم – ونحن من كتبناها هذا الأسبوع.
إلى مستثمري الفضة: لا تبالغوا في التخمين ولا تسرعوا بالبيع
لا يزال السعر المتوقع للأونصة يتجاوز 45 دولارًا. فما الذي سيحدث الأسبوع المقبل؟ من الطبيعي مع هذه الزيادات الكبيرة في المبيعات أن يحدث جني أرباح. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض السعر إلى ما دون 37.80 دولارًا، أو 37.50 دولارًا، أو حتى 37 دولارًا على المدى القصير. هذه الاحتمالات واردة من الناحية الفنية، إذ إن السعر ارتفع بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن جني الأرباح ضروري ومقبول.
لذلك، لن يكون تراجع سعر الفضة الأسبوع المقبل مفاجئًا، لكننا، كوننا فتحنا مراكز سنوية طويلة الأجل، نتابع مستويات 55 ليرة تركية ثم 45 دولارًا للأونصة. من المتوقع حدوث جني أرباح في هذه الفترة، لكن أصدقاءنا الذين يحتفظون بالفضة، مثلنا، يواصلون الصبر وعدم التسرع في البيع.
الذهب واستراتيجيات الاستثمار
أغلقت أونصة الذهب عند 3,356 دولارًا، بارتفاع نسبته 1% في الأسواق العالمية، بعدما هبطت إلى 3,248 دولارًا قبل أسبوعين. كنا نرصد مستوى 3,500 دولار، ونتوقع الحفاظ على هذا السعر حتى نوفمبر المقبل.
الذين اشتروا الذهب قبل أسبوعين كانوا محظوظين، ونعتقد أن فترة التراجع والانتعاش الحالية قد انتهت، ولذلك سنواصل الاحتفاظ بهذه الأصول حتى نوفمبر، مع الاستعداد لإجراء عمليات شراء جديدة حينها. هناك المزيد من الفرص في الطريق، ولكننا نرى أن مرحلة التعافي الحالية قد انتهت.
أسعار الذهب في تركيا
أغلق سعر غرام الذهب بالليرة التركية في سوق البازار الكبير عند 4,331 ليرة تركية، بعد أن كان الأدنى قبل أسبوعين 4,185 ليرة. كانت فرصة شراء ممتازة للمنتظرين.
سنبقى في وضع الانتظار حتى نوفمبر، مع توقع جني أرباح طفيف بسبب تراجع الدولار، لكننا نركز على الاتجاه الرئيسي الذي يتمثل في وصول سعر غرام الذهب إلى 4,500 ليرة، وأونصة الذهب إلى 3,500 دولار حتى نوفمبر.
التطورات الجيوسياسية وتأثيرها
يوم الاثنين المقبل يُعد يومًا مهمًا للغاية على الصعيد الجيوسياسي. فقد ذكرت الأسبوع الماضي احتمالية دخول روسيا على خط الأحداث. وفي تصريحات هامة، قال دونالد ترامب: “روسيا تُزعجني وتُحبطني، وسأدلي بتصريح مهم عنها يوم الاثنين”.
نتابع عن كثب البيان الروسي المتوقع يوم الاثنين، بالإضافة إلى تطورات العلاقات بين روسيا وتركيا.
أسواق النفط والطاقة
من ناحية أخرى، أكدت أن انخفاض أسعار النفط ليس بالأمر الدائم. أغلق خام برنت عند 70.16 دولارًا أمريكيًا، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 2.57% عند الإغلاق الأسبوعي. سنستمر في مراقبة نطاق السعر بين 68 و72 دولارًا للبرميل، وبالرغم من التذبذبات، أعتقد أن الانخفاضات الحالية ليست دائمة.
صناديق الاستثمار ومعدلات الاستقطاع الضريبي
أُعلن الأسبوع الماضي عن زيادة معدل الاستقطاع الضريبي على صناديق الاستثمار والودائع بالليرة التركية إلى 17.5%. أمتنع عن التعليق تفاديًا لخلاف الآراء أو تعطيل العملية، لكن يمكن القول إن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة. المفاجآت الحقيقية ستكون في أمور قد تبدو غير متوقعة، لذلك زيادة الضريبة بهذا المعدل ليست تطورًا كبيرًا في نظري.
تواريخ مهمة ومتابعة بيانات الأسواق
يوم الثلاثاء، 15 يوليو، عطلة رسمية في تركيا، حيث ستكون بورصة إسطنبول 100 مغلقة. يُرجى من الراغبين في إجراء معاملات في الدوائر الحكومية أو التداول في البورصة أو البنوك أخذ العلم بأن الأسواق ستكون مغلقة، في حين تبقى الأسواق الحرة مفتوحة.
سيشهد الأسبوع المقبل تدفقًا مكثفًا للبيانات الاقتصادية العالمية، أبرزها بيانات التضخم الأمريكية. ستصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الثلاثاء الساعة 3:00 مساءً، وبيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الأربعاء الساعة 3:30 مساءً. لذلك يُفضل تقسيم السوق إلى فترتين: قبل الثلاثاء وبعده.
وبما أن الثلاثاء عطلة رسمية في تركيا مع إغلاق البنوك، من المتوقع أن تكون فروق الأسعار واسعة في تطبيقات الخدمات المصرفية. لذا، يُنصح المتداولون بفتح مراكزهم يوم الاثنين أو اتخاذ قراراتهم يوم الأربعاء. عندما تُحدث بيانات التضخم الأمريكية تقلبات حادة، لا يُنصح باتخاذ إجراءات فورية سواء شراءً أو بيعًا، نظرًا لاتساع فروق الأسعار وعدم الاستقرار في بيئة التداول.
كما سيصدر بيان الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الساعة التاسعة مساءً، وسنستمر في متابعة تأثيره عن كثب.
صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير تركيا الان
قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة ضد ممارسات…
أعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط تسجيل صادرات البلاد من السلع في آخر 12 شهرًا…
حذّر نائب وزير الزراعة والغابات التركي، أبو بكر غيزلي غيدر، الاثنين، من احتمال اندلاع أزمات…
تتحول منطقة "أولو كيشلا" في ولاية أقسراي، وسط تركيا إلى محطة لافتة لعشّاق الطبيعة وهواة…
حقق الاقتصاد التركي نموًا بنسبة 3.7 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع الثالث من العام…
سلطت وسائل إعلام عالمية على نجاح المسيرة "بيرقدار قزل ألما" التركية في إصابة هدف جوي.…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.