في تصريح أثار انتقادات واسعة، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري جيمس ريش، أنه قام شخصيًا بمنع تسليم 6 طائرات مقاتلة من طراز F-35A كانت تركيا قد دفعت ثمنها مسبقًا.
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ خُصصت لمناقشة ترشيح كيمبرلي غيلفويل لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى اليونان، قال ريش، المعروف بدعمه العلني لمنظمة HALC المؤيدة لليونان، إنه يعرقل منذ سنوات تسليم الطائرات لتركيا، مؤكدًا:
“أنا من أبقى طائرات F-35 قيد الاحتجاز، وسأستمر في ذلك”.
“لن نسلم الطائرات.. لأسباب سياسية”
وأضاف ريش أن قرار حجب الطائرات هو قرار سياسي، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على أنقرة بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، قائلًا:
“لقد كنت أؤجل هذه المسألة لأسباب مختلفة، وسوف أستمر في القيام بذلك”.
وأوضح أن الطائرات الست مكتملة الصنع وتحتجز حاليًا داخل الأراضي الأميركية رغم أن أنقرة دفعت تكلفتها بالفعل.
أنقرة: لم نتخلَ عن البرنامج
وجاءت تصريحات ريش بعد أسابيع قليلة من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد أن بلاده لم تتخلَّ عن مشروع طائرات F-35، وأنها تواصل النقاش مع الشركاء الأميركيين للعودة إلى البرنامج.
وفي ختام قمة الناتو في 26 يونيو/حزيران الماضي، قال أردوغان:
“لم نتخلَّ عن طائرات F-35. ناقشنا هذه المسألة مع السيد ترامب، وبدأت المحادثات الفنية. إن شاء الله، سنحرز تقدمًا”.
الخلفية: عقوبات ومقاطعة
وكانت الولايات المتحدة قد أخرجت تركيا رسميًا من برنامج F-35 في عام 2019، بعد أن تسلمت أنقرة منظومة الدفاع الروسية إس-400، في خطوة اعتبرتها واشنطن خرقًا لتحالفات الناتو وتهديدًا لأمن طائراتها المتطورة.
وجاء هذا الإجراء ضمن العقوبات التي نصّ عليها قانون “مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات” (CAATSA)، بالإضافة إلى المادة 1245 من قانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي للعام 2020.
وقبل استبعادها، كانت تركيا من أبرز الشركاء الصناعيين في برنامج المقاتلات الشبح، وأسهمت بشكل محوري في سلسلة الإمداد والتجميع، كما طلبت سابقًا شراء 100 طائرة من طراز F-35A.
السفيرة المرشحة: تركيا اختارت روسيا
من جهتها، أيدت كيمبرلي غيلفويل – المرشحة لمنصب السفيرة الأميركية لدى أثينا – قرار حظر تسليم الطائرات، معتبرة أن أنقرة “اتخذت قرارها” بالتعاون مع موسكو.
وقالت خلال الجلسة:
“الناس في مختلف الدول لديهم خيارات، وتركيا اختارت العمل مع روسيا بشأن منظومة S-400، وهو قرار له تبعات”.
المصدر: تركيا الآن
