تركيا ـ تحول حفل زفاف في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا إلى مأساة، بعد أن أُصيب نحو 60 ضيفًا بتسمم غذائي إثر تناولهم كعكة قُدّمت خلال الحفل، في حادثة أثارت استياء واسعًا ودعوات لمحاسبة المسؤولين.
“رقص وهالاي.. ثم تسمم جماعي”
في منطقة سوروج التابعة لشانلي أورفا، اجتمع الأصدقاء والأقارب للاحتفال بزفاف خليل إبراهيم إلماس وألينا أكدنيز، وسط أجواء من الفرح والرقص على أنغام “الهالاي”. ولم يشمل الحفل تقديم أي طعام، بل اكتفى المنظمون بتقديم كعكة ضخمة مكونة من عشر طبقات للعروسين وضيوفهم.
لكن ما إن انتهى الحفل حتى بدأت الأعراض تظهر تدريجيًا على المدعوين. فبعد عودتهم إلى منازلهم، اشتكى العديد من آلام في البطن، وغثيان، وتقيؤ متكرر.
العروس والعريس لم يعجبهما طعم الكعكة
بحسب مصادر محلية، فإن العروسين تذوقا الكعكة أمام المدعوين، لكنهما لم يُكملا تناولها، حيث أفادا لاحقًا بعدم إعجابهما بطعمها. أما الضيوف، فكانوا قد تناولوا منها على نطاق واسع.
“شعرت بالخجل الشديد”.. والد العريس يعتذر ويتقدم بشكوى
وقال عباس إلماس، والد العريس، في تصريحات للصحافة:
“كنا نقيم حفل زفاف. لم أقدّم طعامًا، فاخترت الكعكة. لكن حوالي 40 إلى 50 شخصًا تسمموا. شعرت بخجل شديد، شديد جدًا. تمنيت لو أن هذا لم يحدث قط”.
وأكد إلماس أنه تقدّم بشكوى رسمية ضد القائمين على قاعة الزفاف، وتم تسليم عينة من الكعكة للشرطة لإرسالها إلى التحليل، مضيفًا:
“سيُحدد التحقيق من هو المخطئ. ويجب أن يُعاقب. حياة الناس ليست لعبة”.
“الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأت الكارثة”
من جهته، قال متين لاشين، أحد الضيوف الذين تعرضوا للتسمم، إن 12 فردًا من عائلته أصيبوا، بينهم أطفال، مؤكدًا أن “ما حدث لم يكن بسيطًا”.
وأضاف:
“تزوج ابن عمي الليلة الماضية. لم يُطبخ شيء، فقط كعكة. عندما عدنا إلى المنزل وبدأت ابنتي بالتقيؤ، ظننت أن الأمر عرضي، لكنها لم تكن وحدها. بدأت الأعراض على الجميع تدريجيًا، وعلمنا لاحقًا أن أمي نُقلت إلى المستشفى. فهرعنا إليها، وهناك وضعونا جميعًا على محاليل وريدية. بقينا حتى الساعة التاسعة صباحًا. أقولها بوضوح: حياة الإنسان ليست رخيصة”.
وبينما غادر المصابون المستشفى بعد تلقي العلاج، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد مصدر التلوث في الكعكة، والمسؤول عن الحادثة التي طغت على “أسعد يوم” للعروسين.
ترجمة وتحرير تركيا الآن
