عادة غريبة مخصصة للأزواج الجدد فقط شرق تركيا!

تركيا ـ في قرية “أشاجي غوتشميز” بولاية آغري شرقي تركيا، يتجدد كل صيف طقسٌ تقليدي يأخذ العرائس في رحلة إلى الماضي. هناك، لا يُغسل صوف الوسائد واللحف التي سترافق الأزواج الجدد في بيوتهم عبر الغسالات الحديثة، بل يُنقَل إلى سد باتنوس، حيث تبدأ طقوس التنظيف والتحضير وسط مشاهد زاهية تعكس عمق الذاكرة الشعبية.

 

“سد لا يُشرب منه.. بل تُغسل فيه أحلام الزفاف”

مع أولى ساعات الصباح، يجمع سكان القرية صوف الأغنام المخصص لمهور العرائس. وبعد نقله إلى ضفاف السد، يُغمر في مياهه الغزيرة ويُغسل بعناية، ثم يُدقّ بمطارق خشبية تقليدية لإزالة الأتربة والشوائب، قبل أن يُعاد غسله بالصابون وتُترك قطع الصوف لتجف تحت أشعة الشمس.

 

الماء الجاري من الذاكرة

هذا التقليد العريق يعود إلى عقود مضت، عندما لم يكن الماء متاحًا في المنازل، فكان السد مصدرًا رئيسيًا للتنظيف. ورغم توفر البنية التحتية اليوم، لا يزال أبناء القرية يفضلون “ماء السد” لما يعتقدونه من قدرة أكبر على تنظيف الصوف ومنح الفراش نعومة ولمعانًا طبيعيًا.

 

حماية للتراث وتشبث بالقيم

يرى القرويون أن ما يفعلونه يتجاوز النظافة، فهو شكل من أشكال الوفاء لثقافة الأجداد وحفاظ على طقوس محلية بدأت تتلاشى في أماكن أخرى. وبين ضحكات النساء والأطفال ووقع المطارق على الصوف، يستحضر أهالي آغري قصة زواج تبدأ ليس من قاعة الحفل، بل من مياه السد.

 

ترجمة وتحرير تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.