تستعد المملكة المتحدة وتركيا لمرحلة جديدة من التعاون التاريخي لا يقتصر على التجارة فقط، بل يشمل أيضاً مجالات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا. وأكد القنصل البريطاني العام في إسطنبول، كنان بولو، أن تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين سيربط طرفي أوروبا ببعضهما البعض، قائلاً: “لا نعترف بالحدود”. كما فتحت بريطانيا الباب أمام الشركات التركية للاستفادة من صندوق تمويل بقيمة 80 مليار جنيه إسترليني، ودعت تركيا إلى شراكة في مجالي الطاقة النووية وطاقة الرياح.
وفي تصريح من إسطنبول، قال بولو إن اتفاقية التجارة الحرة الجديدة بين تركيا والمملكة المتحدة ستكون “مثالاً رائعاً” لكيفية بناء اتفاقيات تجارية حديثة بين الدول.
وأضاف بولو أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 27 مليار جنيه إسترليني، قائلاً: “هذا رقم كبير، ويجعل من تركيا أحد أهم شركائنا التجاريين”.
اتفاقية Eurofighter: نموذج للتعاون الدفاعي
وأشار بولو إلى أن مذكرة التفاهم التي تتيح لتركيا استخدام مقاتلات Eurofighter Typhoon تُعد مثالاً ناجحاً للتعاون، لما لها من أهمية في مجالي الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة:
“اتفاق Eurofighter دليل واضح على مدى قرب تعاوننا مع شريكنا الأساسي في الناتو، تركيا. ثلث هذه الطائرات ستُصنع في المملكة المتحدة”.
شراكة في الطاقة النظيفة والتمويل
وأوضح بولو أن المملكة المتحدة تعمل وفقاً لاستراتيجيتها الصناعية على تعميق التعاون مع تركيا في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة، مشيراً إلى مشاركة شركة “إنكا” التركية في مشاريع الهيدروجين منخفض الكربون والطاقة النووية في بريطانيا.
كما أشار إلى دعم مشاريع كبرى مثل محطة كارابينار للطاقة الشمسية من خلال مؤسسة تمويل الصادرات البريطانية (UKEF)، قائلاً:
“تم رفع قدرة التمويل لدى UKEF إلى 80 مليار جنيه إسترليني، ويجب على الشركات التركية الاستفادة من هذه الفرصة”.
دعوة إلى الشراكة في طاقة الرياح والتكنولوجيا النووية
ودعا بولو الشركات التركية إلى الانضمام إلى مركز الطاقة المتجددة الذي أُسس في شمال إنجلترا، قائلاً:
“بشراكة بين الشركات التركية والبريطانية، يمكننا تنفيذ مشاريع تحدث تأثيراً عالمياً”.
وأضاف أن هناك إمكانيات للتعاون مع تركيا في تنظيم الأطر القانونية للتكنولوجيا النووية المبتكرة، مشيراً إلى أن التواصل بين الشركات هو الجانب الأقوى في العلاقات الثنائية.
بدء مفاوضات الاتفاق الجديد: الأولوية للاستدامة والخدمات
وأوضح بولو أن الجولة الأولى من المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة الجديدة عُقدت في أنقرة، حيث تم التركيز مبدئياً على التجارة في السلع والاستدامة:
“الاتفاقية الجديدة تمثل فرصة لبناء نموذج يحتذى به عالمياً بين قوتين في طرفي الاتحاد الأوروبي”.
وأشار إلى أن الجولة الثانية ستركز على قطاع الخدمات وتوسيع فرص الدخول إلى الأسواق أمام الشركات المبتكرة، مؤكداً:
“في ظل عمق علاقاتنا، لا توجد حدود فعلاً”.
إسطنبول: مدينة الأحلام
وكشف بولو، المولود في لندن لعائلة من أصول تركية قبرصية، عن استعداده لمغادرة إسطنبول في مطلع عام 2026 بعد أن قضى فيها 4.5 سنوات، قائلاً:
“كنت أحلم منذ زمن بالعمل هنا، وشرف كبير لي أن أكون شاهداً على فترة تعاون مثمرة بهذا الشكل”.
