قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مع تعزز التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة ثلاث مرات بنهاية العام، وسط تباطؤ واضح في سوق العمل الأمريكي. ويشير خبراء السوق إلى أن أي تراجع محتمل في الأسعار قد يمثل فرصة للشراء.
مؤشرات تباطؤ سوق العمل تدعم توقعات خفض الفائدة
أظهرت بيانات الاقتصاد الأمريكي تراجعًا في عدد الوظائف المضافة ضمن برنامج “جولتس” (JOLTS) إلى 7.181 مليون وظيفة في يوليو، وهو أدنى مستوى له منذ سنوات. كما ارتفعت الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 54 ألف وظيفة فقط في أغسطس، فيما بلغ معدل البطالة 4.3%، وهو الأعلى منذ عام 2021.
تزيد هذه المؤشرات من احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع وأقوى من المتوقع، في محاولة لدعم الاقتصاد والحفاظ على النمو.
الذهب يتلقى دعمًا قويًا
ارتبطت أسعار الذهب تاريخيًا عكسيًا بأسعار الفائدة، ما يعني أن أي خفض محتمل للفائدة يعزز الطلب على المعدن النفيس. ففي آخر يوم تداول من الأسبوع الماضي، سجل سعر الذهب مستوى قياسيًا عند 3600 دولار للأوقية.
وقال خبير الأسواق العالمية أوزجور خطيب أوغلو (Özgür Hatipoglu):
“تدعم عوامل مثل مشتريات البنوك المركزية، زيادة ميزانيات التسلح العالمية، انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي أسعار الذهب. لذلك، من المرجح أن ينظر السوق لأي تراجع في سعر الذهب كفرصة للشراء.”
وأكد المحلل المالي في شركة كوليندي للأوراق المالية (Colindi Securities)، سعد الله تشال إيشير (Sadullah Çal İşer)، أن توقعات الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة ثلاث مرات بحلول نهاية العام قد تم احتسابها بالفعل في الأسواق:
“ضعف التوظيف يمثل خطرًا على النمو، وسيفقد الاقتصاد الأمريكي بعض الزخم في الأرباع القادمة، لكن من المبكر جدًا الحديث عن ركود.”
الذهب يحقق مكاسب قوية منذ بداية العام
وأشار أولي هانسن (Ole Hansen)، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو كابيتال (Saxo Capital)، إلى أن سعر الذهب ارتفع بنسبة 37% منذ بداية العام، ما يعكس قوة المعدن النفيس كملاذ آمن وسط الضغوط الاقتصادية والسياسية على الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف هانسن أن الأسواق ستراقب بيانات التضخم الأمريكية عن كثب هذا الأسبوع، حيث من شبه المؤكد أن تؤثر هذه البيانات على قرار البنك بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في سبتمبر.
ترجمة وتحرير تركيا الآن
