لأول مرة يخوض حزب العدالة والتنمية حملة دعائية في ظل غياب مهندس الحملات الانتخابية إيرول أولتشاك للحزب، الذي قُتل خلال الاحتجاجات ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو/تموز 2016.
وهذه المرة يسعى حزب العدالة للانتصار في معركة التعديلات الدستورية.
وعُرفت أفكار حملات الحزب، التي كان يقودها أولتشاك، بالقوة والإبداع وبأنها مشبَّعة بالحماسة، لذلك تساءل الجميع: كيف سيظهر الحزب في حملته لدعم الاستفتاء الشعبي على الدستور الذي سيقام في 16 أبريل/نيسان 2017، بعد قرابة شهر ونصف الشهر.
شعاره
“قوتنا بأمتنا.. وقرارنا نعم”، تحت هذا الشعار أطلق الحزب الحاكم، العدالة والتنمية، حملته التي تدعو الشعب إلى التصويت بـ”نعم” في الاستفتاء على الدستور.
وتتضمن الحملة مهرجانات في مختلف المدن التركية يشارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، والمئات من قيادات ووزراء الحزب.
وأنتج الحزب أغاني حرص فيها على إظهار فئات الشعب من مختلف المهن والأعمار، تدعو كلماتها إلى التصويت بـ”نعم” لأجل تركيا قوية ومستقبل جميل.
ودعماً للحملة، قام أحد الآباء في محافظة ديار بكر ذات الغالبية الكردية بإطلاق اسم “إيفيت” -تعني “نعم” باللغة التركية- على طفلته المولودة.
المعارضة
في المقابل، أطلق حزب الشعب الجمهوري المعارض حملته تحت شعار “لأجل مستقبلي أختار (لا)” مرفقة بصورة طفلة.
كما يقف حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثل الأكراد ضد التغييرات الدستورية، بينما يؤيدها حزب الحركة القومية المعارض.
وقام حزب الشعب بتوزيع المنشورات والشعارات، إضافة إلى تخصيصه سيارات طُليت بشعار الحملة لتجوب شوارع المدن التركية منادية بالتصويت بـ”لا” للدستور.
وتأتي حملة الاستفتاء الشعبي على الدستور بعد موافقة أعضاء البرلمان التركي على 18 مادة في الدستور تزيد من صلاحيات الرئيس التنفيذية إضافة إلى تقوية صلاحياته التشريعية، وذلك بعد اتفاق الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) مع حزب الحركة القومية المعارض الذي يشارك هو الآخر إلى جانب الحزب الإسلامي الحاكم في الحملة من أجل تجاوز عتبة الخمسين في المائة في التصويت على الدستور.
ويقول منتقدون إن هذه الخطوة تعطي الرئيس التركي صلاحيات واسعة يحق له بموجبها تعيين مناصب كبيرة في الدولة، لكن الحزب الحاكم يقول إن الدستور الجديد أفضل للبلاد وسيكون شبيهاً بنظام الحكم الرئاسي في فرنسا والولايات المتحدة.
العبقري
ويخوض حزب العدالة هذا الاختبار بعد غياب صانع مجده الدعائي إيرول أولتشاك الذي وُجد مقتولاً برفقة ابنه عبد الله (16 عاماً) في محيط جسر البوسفور بإسطنبول صبيحة ليلة محاولة الانقلاب الدامية في تركيا، بعد تعرضهما لإطلاق نار خلال مشاركتها في الاحتجاجات ضد محاولة الانقلاب، حسبما ذكرت الصحافة التركية .
