خريطة الحصار الإسرائيلي لتركيا تُرسم بالقنابل: تفاصيل خطة مثيرة للقلق

يواصل الصراع بين إسرائيل وإيران تصاعده بوتيرة متسارعة. وفي تعليقهم على قصف إسرائيل لمناطق ذات أغلبية تركية في إيران، اعتبر الخبراء أن “كل قنبلة تُسقط تُعد جزءًا من ترتيب ميداني لما بعد سقوط النظام الحالي”.

صرح المتحدث باسم منظمة المقاومة الوطنية لأذربيجان٬ ماجد جوادي أن ما يحدث هو “دليل على رغبة في محاصرة تركيا”. وأشار جوادي إلى أن كل قصف إسرائيلي لإيران له خلفية سياسية، قائلاً: “في خطة محاصرة تركيا من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط، تبقى أورميا الحلقة الأخيرة. توجد في أصفهان وكردستان وكيرمانشاه العديد من المنشآت العسكرية الحساسة، لكن إسرائيل تقصف مواقع بسيطة في تبريز وأورميا على التلال. السبب الوحيد هو تمهيد الطريق لمنظمة PEJAK. كما حدث مع وحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا، الهدف هو تقريب PEJAK إلى مسافة 50 كيلومترًا من الحدود التركية ووضعهم في القرى التركية. هذا حساب تم وضعه منذ زمن طويل، والخطة تُنفذ بشكل واضح”.

تمرد في المناطق الكردية
صرح ماجد جوادي قائلاً: “أظهر النظام الإيراني ضعفًا واضحًا في الهجمات الأخيرة. فقد وصلت الثقة بالنظام الملالي إلى نقطة الانهيار بين غالبية الشعب. بدأت انتفاضات في مناطق البلوش والكرد. المجال الجوي تحت السيطرة الكاملة لإسرائيل. النظام الذي تأسس عام 1979 يعاني من أضرار عسكرية وسياسية جسيمة، ويشهد خسارة كبيرة في سمعته يصعب تعويضها. نرى أن كل قصف يحمل رسالة سياسية، تمامًا كما حدث مع صدام حسين، حيث تم شل إدارة طهران. الهيكل الحكومي  تأثر بشكل كبير.

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال: “طريقنا إلى طهران مفتوح، وطيارو إسرائيل بإمكانهم التحرك بحرية في سماء طهران”.
المرحلة القادمة ستكون بتحريك العناصر الإثنية وإخراج الناس إلى الشوارع. إيران التي تفتقر إلى قوة جوية فقدت أيضًا قياداتها العسكرية، ولم يعد لديها قدرة على مقاومة الفوضى الداخلية. وإذا حاولت أي محاولة للتدخل، فإن إسرائيل ستتدخل جويًا في أي وقت تشاء.

المدة التي سيظل فيها النظام المشلول يتنفس مجهولة، وكذلك موعد انهياره الكامل لم يعرف بعد. الهدف هو تحريك البلوش، الأكراد، الفرس والتركمان في الشوارع، ومن ثم الوصول إلى إيران مقسمة في فوضى طويلة الأمد”.

في هذا الإطار، ذكر جوادي دعوة رضا بهلوي قائلاً: “بهلوي يعد بحسابات للعودة من جديد من الولايات المتحدة، ودعا الشعب والجيش وكافة الموظفين المدنيين إلى الثورة”.

استعداد هجوم PEJAK
شارك الباحث الإيراني مسعود حراي معلومات حول خطة إسرائيل-أمريكا، موضحًا أن “منظمة PEJAK رفضت دعوة زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان التي طالبت فيها بـ”ترك السلاح” في إطار العملية التي أطلقتها تركيا لإنهاء الإرهاب على نطاق PKK. تسعى إسرائيل إلى نقل PEJAK إلى جنوب أذربيجان قرب الحدود التركية، بهدف قطع صلة الأتراك الإيرانيين مع أذربيجان وتركيا”.

ولفت حراي إلى أن” إيران كانت على مدى سنوات تطلق صواريخها، خاصة من تبريز أو أورميا، نحو الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفًا أن ذلك كان جزءًا من استراتيجية واعية، وأن الأحداث الحالية تكشف عن الهدف الحقيقي منها”.

وأشار إلى أن النظام الإيراني نفسه هو من قام في 2011 بتغيير التركيبة الديمغرافية في المناطق التركية مثل تبريز، هوي، أورميا، ماكو عبر إدخال آلاف الأكراد، وذلك على غرار ما طلبه من بشار الأسد حينها لتسليم مناطق القامشلي وعين العرب لـPKK-YPG في سوريا.

وأضاف أن هدف إيران هو “إذا سقط النظام فلن تمرر المنطقة إلى الأتراك، ولن تكون لتركيا أي تأثير هناك”.

تركيا المسؤولة

تشن المخابرات الإيرانية حملة دعائية مستمرة تزعم خلالها أن “المعلومات المتعلقة بمواقع المناطق التركية، بما في ذلك تبريز، تم تسليمها لإسرائيل من قبل الأتراك”، في محاولة واضحة للتغطية على إخفاقاتها الاستخباراتية والعسكرية. كما تدّعي أنها تمتلك “قائمة بأسماء الأشخاص الذين يزودون إسرائيل بالمعلومات”، مستهدفةً الأتراك بشكل مباشر.

وتُعد قناة “آذريها” من الأجهزة الاستخباراتية التي تعمل ضمن هذا الإطار، حيث يُعتبر قصف جنوب أذربيجان بهذه الطريقة تكتيكًا خاصًا ومخططًا له بعناية. وفي الوقت الحالي، تُجري إيران ترتيبات لما بعد تقسيم البلاد، معتمدةً على خطة قديمة تهدف إلى تحويل المناطق ذات الغالبية التركية وخطوط الحدود إلى ممر كردي.

تستعد منظمة PEJAK لشن هجمات على هذه المناطق، فيما ستوفر إسرائيل غطاءً جوياً لهذه العمليات. هناك جهود مكثفة لضمان انتقال جميع الأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في حال انهيار النظام الإيراني.

كما تُنفذ عمليات استثنائية لمنع تسلم مستودعات الأسلحة من قبل الأتراك في إقليم جنوب أذربيجان، وتسعى إلى منع تشكيل مقاومة تركية ضد PEJAK، من خلال استهداف وتدمير المراكز اللوجستية، بما في ذلك قاعدة المهدي.

يبدو أن تجربة سوريا ستتكرر مرة أخرى في هذه المنطقة.

ترجمة وتحرير تركيا الان – صحيفة تركيا

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.