في تركيا.. علبة بقلاوة تفضح مسؤولًا محليًا وتكشف خفايا صادمة

تركيا ـ تحول نائب رئيس بلدية مانافغات، محمد إنجين توتِر (Mehmet Engin Tüter)، إلى مُخبر بعد أن ضُبط متلبسًا بتلقّي رشوة قيمتها 110 آلاف يورو كانت مخبّأة داخل علبة بقلاوة. وقد أقر توتِر باستلام المبلغ، مؤكدًا في إفادته أن الأموال لم تكن باسم البلدية، بل “كعمولة بين رجال أعمال”.

توقيف رئيس البلدية ومسؤولين آخرين

تأتي هذه التطورات في إطار تحقيقات واسعة حول قضايا فساد، ورشى، والحصول على منافع غير قانونية مرتبطة بـبلدية مانافغات التابعة لولاية أنطاليا جنوب تركيا. وأسفرت التحقيقات عن توقيف عدد كبير من الأشخاص، بينهم رئيس البلدية عن حزب الشعب الجمهوري (CHP)، نيازي نِفي كارا (Niyazi Nefi Kara).

ولا تزال العملية القضائية جارية، وقد تم إيداع 6 من المشتبه بهم الحبس الاحتياطي، بينما تُواصل الفرق المختصة جمع الأدلة والاستماع إلى الإفادات.

شبكة معقدة من الفساد والرشى

وبحسب التحقيقات، فقد طُلبت الرشى من مستثمرين تقدّموا بطلبات لتجديد فنادقهم أو للحصول على تصاريح البناء والإشغال، عبر ابن شقيق رئيس البلدية نيازي نِفي كارا، إضافة إلى مدير المكتب الخاص للرئيس، ويدعى  (H.C.G)

وكشفت التحقيقات أيضًا أن المشتبه بهم أصدروا فواتير مزورة توحي بأن خدمات وسلعًا قد تم شراؤها من قبل البلدية أو شركاتها الفرعية أو شركات واجهة مرتبطة بـنادي مانافغات الرياضي، مما مكّنهم من اختلاس ما يقرب من 800 مليون ليرة تركية.

لحظة الضبط وعلبة البقلاوة

أفادت المصادر الأمنية أن الشرطة دخلت مكتب نائب رئيس البلدية في مقر البلدية، وأبلغته بأنه قيد التوقيف. وطلبت الشرطة فتح الكيس الموضوع بجانب الطاولة، والذي زعم توتِر أنه يحتوي على “علبة بقلاوة وويسكي أرسلهما أحد الأصدقاء”. غير أن الشرطة عثرت بداخله على مبلغ 110 آلاف يورو نقدًا داخل علبة البقلاوة.

توتِر ينكر “الرشوة” ويصفها بـ”العمولة”

وفقًا لمعلومات قناة TRT Haber، أقرّ محمد إنجين توتِر باستلام المبلغ، مدّعيًا أن الأموال كانت جزءًا من اتفاق بين طرفين تجاريين، نافياً أن تكون باسم بلدية مانافغات، أو أن لها علاقة بعمله الرسمي.

كما نفى توتِر صلته بـ”نظام الرشوة المنظم” الذي كشفته تقارير هيئة التحقيق في الجرائم المالية التركية (MASAK)، وسجلات المكالمات (HTS)، والتحويلات المصرفية.

المصدر: تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.