في تركيا.. البطيخ مجانًا والمزارعون يدفعون الثمن

تركيا ـ في ديار بكر، يستمر حصاد البطيخ الشهير بطعمه المميز وحجمه الكبير، والذي يستمد نكهته من هواء كاراجاداغ النقي ومياه نهر دجلة. لكن المفارقة هذا الموسم لا تكمن فقط في وفرة الإنتاج، بل في الهبوط الحاد بأسعاره.

فبعد أن وصل سعر الكيلو الواحد إلى 15 ليرة تركية في بداية الموسم، تراجع اليوم إلى ليرة واحدة فقط في الحقول.

من قلب الحقول إلى موائد تركيا

في درجات حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية، يواصل العمال الزراعيون حصاد البطيخ بالطرق التقليدية، مستخدمين روث الحمام كسماد عضوي، في مشهد يعكس ارتباط الزراعة المحلية بالبيئة والموروث الزراعي للمنطقة.

ويُنقل البطيخ بعد جنيه مباشرة إلى مختلف الولايات التركية على متن الشاحنات، ليأخذ مكانه على موائد المواطنين كأحد رموز الصيف الأساسية.

أزمة السعر.. وجه آخر للموسم

في الوقت الذي تفيض فيه الأسواق بالبطيخ، يُواجه مزارعو قضاء كاديرلي بولاية عثمانية واقعًا اقتصاديًا مريرًا. فقد عبّر عدد منهم عن خيبة أملهم الكبيرة بعد أن عجزوا عن بيع إنتاجهم بأسعار تُغطي نفقاتهم الأساسية.

فبينما اضطر البعض لبيع الكيلو الواحد بليرة تركية فقط، قرر آخرون فتح حقولهم مجانًا للعامة، في محاولة يائسة لتقليل الخسائر وتفادي تلف المحصول.

“فليأكلوا البطيخ مجانًا”

المزارع محمد آيغون، أحد مزارعي عثمانية، عبّر عن حجم الخسارة قائلًا:

“زرعتُ بطيخًا على مساحة 70 فدانًا منذ أبريل. كلفنا فدان واحد أكثر من 30 ألف ليرة، بينما نبيعه اليوم بسعر لا يتجاوز 10 إلى 12 ألف ليرة فقط. لم أعد أتحمل رؤية المحصول يتلف.. فتحتُ حقلي للناس، فليأكلوا مجانًا على الأقل”.

المصدر: تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.