في قضاء هاديم التابع لولاية قونية وسط تركيا، تكبّد مزارعو الكرز خسائر فادحة هذا الموسم، بعد أن تسبّبت موجة صقيع شديدة ضربت المنطقة في أبريل/نيسان الماضي بانخفاض محصول الكرز بنسبة تصل إلى 90%.
وتُعد منطقة هاديم، الواقعة على مرتفعات جبال طوروس، من أبرز مراكز إنتاج الكرز في تركيا، خاصة صنف “زراعت-900” المعروف بجودته ورائحته الزكية. غير أن الموسم الحالي جاء مخيبًا للآمال، إذ لم يُمكن الحصاد في العديد من المناطق، خصوصًا المرتفعة منها، وسط تضرر بالغ طال أيضًا صادرات الكرز، التي كانت تُوجَّه في السابق إلى روسيا وعدد من الدول الأوروبية.
“انخفاض كبير في الكميات.. وارتفاع حاد في الأسعار”
وتحدثت فاطمة بركان، وهي مزارعة كرز من حي جيزليفي في هاديم، عن تأثير الصقيع قائلة: “تجمّد الكرز هذا العام وتراجعت كمياته، لكنه بات أكثر قيمة. الكيلوغرام الواحد يُباع بسعر يتراوح بين 300 و350 ليرة تركية. طن الكرز اليوم يساوي أكثر من 10 أطنان كنا نحصدها في المواسم السابقة. صحيح أننا خسرنا كثيرًا، لكن وتيرة العمل كانت أخف، وهذا أمر نحتاجه”.
أما شوكت مالدار، وهو منتج كرز متقاعد، فأوضح أن “درجات الحرارة انخفضت إلى ما دون -15 درجة مئوية في 15 أبريل، تزامنًا مع تبلل الأشجار، مما أعاق الإزهار وأدى إلى ندرة المحصول”. وأضاف: “العام الماضي حصدنا نحو 4 أطنان من الكرز، أما هذا الموسم فلا نتوقع أكثر من 700 إلى 800 كيلوغرام”.
موسم ينتهي باكرًا.. وانحسار في التصدير
وبحسب المزارعين، فإن موسم الحصاد الذي كان يمتد عادة على مدار شهرين، يوشك أن ينتهي في أيام معدودة هذا العام، نتيجة تراجع الإنتاج. كما أن الانخفاض الكبير في كميات الكرز قلل من اهتمام الشركات المصدّرة التي كانت تقصد المنطقة سنويًا.
وتُزرع كروم الكرز في هاديم على مساحة تُقدّر بـ35 ألف فدان، وتُعد مصدر رزق رئيسيًا للعديد من العائلات في المنطقة. لكن التغيرات المناخية المفاجئة باتت تهدد هذا القطاع الحيوي، في ظل قلق متزايد بين المزارعين من تكرار الكارثة في المواسم القادمة.
المصدر: تركيا الآن
