في ولاية بورصة شمال غربي تركيا، وتحديدًا في قضاء مصطفى كمال باشا، تستقطب قرية كارا أوغلان الأنظار بوصفها إحدى أبرز البيئات الحاضنة لطائر اللقلق، حيث باتت تعرف بـ”قرية اللقلق” الجديدة، بعدما تجاوز عدد أعشاشها قرى تركية أخرى شهيرة بهذا الطائر، وعلى رأسها إسكي كاراغاتش، مسقط رأس اللقلق الشهير “يارين”.
أعشاش تفوق كل التوقعات
بحسب رئيس القرية إرغون كيسا، بلغ عدد أعشاش اللقلق هذا العام في كارا أوغلان 32 عشًا، بعدما كان العدد مستقرًا عند 24 في السنوات السابقة. ومع وجود 400 أسرة في القرية، فإن المتوسط يشير إلى لقلق واحد لكل منزلين، في مشهد لا يتكرر كثيرًا حتى في أشهر قرى اللقلق الأوروبية.
وأوضح كيسا أن هذا التزايد يعود إلى قرب القرية من بحيرة أولوابات وجدول كيرماستي، فضلًا عن الأراضي الزراعية الواسعة التي توفر بيئة غنية بالغذاء من أسماك، وضفادع، وحشرات، وحتى فئران.
تتفوّق على قرية “يارين”
رغم شهرة قرية إسكي كاراغاتش، المعروفة بعضويتها في جمعية قرى اللقلق الأوروبية، واحتضانها للقلق “يارين” وصداقته الشهيرة مع الصياد آدم يلماز، فإنها لا تضم اليوم سوى 4 أعشاش، مقارنةً بـ32 في كارا أوغلان، ما يجعل الأخيرة تتفوّق من حيث الكثافة وعدد الطيور.
كما تجاوزت كارا أوغلان أيضًا منطقة غوليازي التابعة لقضاء نيلوفر، والتي لطالما اشتهرت بأعشاش اللقلق المنتشرة على أطراف بحيرة أولوابات، إذ تضم غوليازي 10 أعشاش فقط.
مشاهد لافتة تجذب الزوار
تعيش طيور اللقلق في كارا أوغلان حالة من النشاط الملحوظ حاليًا، حيث فقست الصغار، ويمكن مشاهدة الأمهات والذكور وهي تحلّق بحثًا عن الطعام، في مشهد بصري ساحر. وقال كيسا: “كل لقلقة تلد 3 أو 4 صغار. حاليًا لدينا أكثر من 200 طائر لقلق في الحي”.
وأضاف أن الطيور، أثناء هجرتها، تقوم بجولة وداعية فوق القرية، وتستمر في التحليق فوق منازلها مرارًا قبل الانطلاق، في تقليد سنوي بات جزءًا من هوية المكان.
من قرية الجاموس إلى عاصمة اللقلق
ورغم أن القرية تُعرف أيضًا بلقب “قرية الجاموس المائي” لاحتضانها 1800 رأس من الجاموس، إلا أن السكان يُبدون اهتمامًا خاصًا بطائر اللقلق، ويعتبرونه رمزًا بيئيًا وسياحيًا متجذرًا في ثقافة المكان.
وفي ظل تنامي هذا الحضور، يُتوقع أن تتحول كارا أوغلان إلى وجهة سياحية بديلة لمحبي الطيور والطبيعة، لتنافس مهرجان اللقلق السنوي الذي تنظمه بلدية بورصة الكبرى ويشمل مناطق مثل إسكي كاراغاتش وغوليازي، في محاولة لتنشيط السياحة البيئية في الإقليم.
المصدر: تركيا الآن
