تواصل المحكمة الجنائية العليا الأولى في ولاية بولو التركية النظر في قضية الحريق المأساوي الذي اندلع في فندق “جراند كارتال” بمنتجع كارتالكايا للتزلج، وأودى بحياة 78 شخصًا وأصاب 133 آخرين، حيث عُقدت الجلسة الثامنة من المحاكمة بحضور 32 متهمًا، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وعُقدت الجلسة في قاعة خاصة داخل مدرسة بولو الثانوية للعلوم الاجتماعية، بحضور المتهمين المحتجزين وغير المحتجزين، إلى جانب عدد من أهالي الضحايا ومحامي الأطراف، فيما واصلت المحكمة الاستماع لإفادات الشهود والمشتكين، وسط حضور شعبي وإعلامي لافت.
شهادات مؤثرة ومزاعم خطيرة
خلال الجلسة، أثارت شهادة جولشن بونجوك، التي فقدت ابنتها وصهرها وحفيدين في الحريق، مشاعر الحزن في القاعة، إذ قالت: “لقد دمرتم سبل عيشنا. أنظر من نافذة منزلي كل يوم نحو قبورهم، أحتضن التراب والزهور لأتحدث إليهم. لم يتبقّ لنا شيء من الحياة. لن نرى أطفالنا مجددًا. لقد سرقتم حياتي”.
واتهمت بونجوك إدارة الفندق بالتقاعس عن تنبيه الضيوف أثناء اندلاع الحريق، قائلةً: “بينما كان المتهمون يهربون، تُرك نزلاء الفندق يحترقون لأن أحدًا لم يطرق أبوابهم”.
“لا تُبلغوا أحدًا.. دعونا نحل المشكلة بأنفسنا”
ومن أبرز ما ورد في الجلسة، شهادة الموظف السابق في الفندق توني أورهان، الذي عمل بقسم الميني بار، حيث قال إنه سمع الموظفين يتحدثون عن توجيهات من مدير الفندق، زكي يلماز، بعدم إبلاغ أحد بالحريق. وأضاف: “كان يُقال إن السيد زكي وجّه بعض الموظفين نحو المرآب، وكانوا يسحبون المركبات”، في إشارة إلى محاولة إخلاء السيارات بدلاً من إنقاذ الضحايا.
كما أشار أورهان إلى أن أجهزة الكشف عن الحريق كانت مغلقة بسبب السماح بالتدخين داخل الغرف. وعند استجوابه من قِبل محامي المدير المتهم، أكد أنه ينقل فقط ما سمعه من زملائه، داعيًا إلى سؤال باقي الشهود، في حين قوبل تصريحه بالتصفيق من أهالي الضحايا الحاضرين.
“أنقذنا نحو 20 شخصًا”
من جهته، أفاد شينول غوفين، أحد موظفي الفندق، بأنه ساهم في إنقاذ نحو 20 شخصًا باستخدام سلم من شرفة الطابق الثالث، بعد أن لاحظ تصاعد ألسنة اللهب من مطعم الفندق.
وفي شهادة أخرى، قال العامل تحسين أوزتورك إنه حاول الصعود لإنقاذ العالقين دون جدوى، وإنه ساعد في إنقاذ نزلاء باستخدام مراتب أسفل النوافذ، وذكر أن أحد المتهمين، خالد أرجول، وجّه نزلاءه إلى فنادق بديلة.
كما قدم الطاهي شينول باكير، الذي بدأ عمله في الفندق قبل شهر من الحريق، إفادته حول ظروف العمل وموقعه أثناء وقوع الحادث.
استمرار المحاكمة
تتواصل جلسات القضية التي تعد من أكبر الكوارث الفندقية في تاريخ السياحة الشتوية بتركيا، وسط مطالبات من ذوي الضحايا بمحاسبة كل من تورط أو تقاعس، فيما تتابع المحكمة الاستماع إلى أقوال المحامين والمشتكين، في ظل أجواء مشحونة بالأسى والغضب.
المصدر: تركيا الآن
