أحيت تركيا اليوم الاثنين الذكرى التاسعة لـ”يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية” الموافق 15 يوليو/تموز، في إشارة إلى إحباط محاولة الانقلاب الفاشلة التي نُسبت إلى منظمة “فتح الله غولن” في عام 2016، والتي وُصفت بأنها “خيانة كبرى استهدفت إرادة الأمة ومؤسسات الدولة”.
وفي هذه المناسبة، أصدر أعضاء مجلس الوزراء الرئاسي بيانات منفصلة استذكروا فيها “ملحمة ليلة 15 يوليو”، مؤكدين أن “النصر اسم تركيا”، ومشددين على عزم الدولة على حماية مكتسبات الديمقراطية، ومحاسبة المسؤولين عن الانقلاب.
نائب الرئيس: إرادة الأمة لا تُقهر
قال نائب الرئيس التركي جودت يلماز إن محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية قبل تسع سنوات استهدفت “إرادة أمتنا ومستقبل بلادنا وديمقراطيتنا واستقلالنا ووحدتنا وعلمنا الأحمر بالنجمة والهلال”.
وأضاف: “في ليلة 15 يوليو 2016، وبدعوة من رئيسنا السيد رجب طيب أردوغان، خرجت أمتنا النبيلة إلى الشوارع، ودافعت عن وطنها وإرادتها وعلمها، معلنة للعالم أن لا قوة تستطيع سحق إرادة الشعب”.
وأردف: “أستذكر شهداءنا بالرحمة، ومحاربينا القدامى بالامتنان، وأدين متآمري الانقلاب والقوى المظلمة التي تقف وراءهم. سنُعزز جبهتنا الداخلية، وسنبني القرن التركي على أساس الوحدة والذاكرة الجماعية لبطولة 15 يوليو”.
وزير العدل: أحكام بالإدانة وسجناء وملاحقات دولية
وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مباشرة مع برنامج “خبر”، قال وزير العدل يلماز تونج إن “127 ألف موظف تم فصلهم من الخدمة العامة بسبب صلاتهم بمنظمة فتح الله غولن”، وأوضح أن لجنة حالة الطوارئ أعادت قرابة 20 ألفًا منهم بعد دراسة الطلبات.
وأشار إلى أن “4006 قضاة ومدّعين عامين فُصلوا من مناصبهم، ما تسبب في انخفاض عددهم من 12 ألفًا إلى 8 آلاف، ثم جرى تعزيز الجهاز القضائي لاحقًا ليصل إلى 25 ألفًا اليوم، نصفهم تقريبًا من ذوي أقدمية لا تتجاوز خمس سنوات”.
وأكد تونج أنه تم الانتهاء من 289 قضية مرتبطة بمحاولة الانقلاب، وأُدين خلالها 4891 شخصًا، بينهم 1634 حكمًا بالمؤبد المشدد، و1366 حكمًا بالمؤبد، و1891 حكمًا بالسجن لفترات مختلفة، فضلًا عن 126796 حكمًا ضد مدنيين.
وكشف أن عدد المشتبه بهم قيد التحقيق يبلغ 58 ألفًا، بينهم 11085 شخصًا في السجون بين مدانين ومحتجزين، إضافة إلى 24 ألف ملف لا تزال قيد النظر.
وفي ما يتعلق بالفرار إلى الخارج، قال تونج إن “تركيا قدمت 2364 طلب تسليم عبر القنوات الرسمية، ولم يُستجب منها إلا لـ131 شخصًا فقط”، مضيفًا أن تركيا رفعت أيضًا 3579 طلبًا للنشرة الحمراء، لكن “الإنتربول للأسف تجاهل هذه الطلبات”، مشيرًا إلى أن “العالم تركنا وحدنا في هذه المرحلة”.
وختم قائلًا: “اعتقدوا أنهم سيوجهون لنا الضربة القاضية في 15 يوليو، لكنهم فشلوا. يجب أن نبقى يقظين دائمًا”.
وزيرة الأسرة: أمتنا لبّت النداء
من جهتها، أكدت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير غوكطاش خلال زيارتها أسر الشهداء والمحاربين القدامى، أن الشعب “نزل إلى الشوارع عزّلًا لحماية وطنه وديمقراطيته وأذانه”.
وأضافت: “دعوة رئيسنا أردوغان لم تكن مصدر إلهام في تركيا فقط، بل في العالم أجمع. المواطنون احتضنوا العلم، ووقفوا بوجه الدبابات. نحن ممتنون لهم، وسنواصل الوقوف إلى جانب عائلات الشهداء، ليس فقط في 15 يوليو، بل دائمًا”.
وزير العمل: النصر ضد شبكة القرن الخائنة
بدوره، وصف وزير العمل والضمان الاجتماعي، وداد إيشق هان، محاولة الانقلاب بأنها “هجوم من شبكة القرن الخائنة”، مضيفًا أن “أمتنا العزيزة، بقيادة رئيسنا، دافعت عن استقلالها ومستقبلها بإصرار”.
وأكد أن الخامس عشر من يوليو “هو يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية، واسم النصر هو تركيا”.
وزير البيئة: أنقذنا الوطن من الغزو
وقال وزير البيئة والتوسع الحضري وتغير المناخ مراد كوروم إن “الشعب التركي أنقذ البلاد من انقلاب غادر ومحاولة غزو، عندما استخدم أنفاسه درعًا أمام الدبابات”.
وأضاف: “لن ننسى تلك الليلة الحالكة، وأحيي برحمة جميع الشهداء، ونسأل الله ألا يعيد علينا تلك الأيام”.
وزير الخارجية: الدولة تلاحق خونة غولن
أكد وزير الخارجية هاكان فيدان أن “منظمة غولن الإرهابية نفذت أجندة أجهزة الاستخبارات الأجنبية، لكنها فشلت في فهم إخلاص شعبنا للحرية والدولة”.
وأضاف: “بفضل حكمة رئيسنا وإرادة شعبنا، أُفشلت محاولة الانقلاب. دولتنا تلاحق منظمة غولن في كل ركن بالعالم، وتتخذ خطوات حاسمة لتقديم المتورطين إلى العدالة”.
وتابع: “كل من يحاول النيل من تركيا، مصيره الفشل كما في الماضي”، موجهًا التحية لشهداء الخامس عشر من يوليو، وقدامى المحاربين.
وزير الطاقة: طاقة الأمة لا تسمح للانقلابات
من جانبه، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار إن “القرن التركي سينهض بعزيمة لا تُقهَر، وإن طاقة تركيا لا تترك مجالًا للانقلابات”.
وتابع: “لن ننسى تضحيات شهدائنا ومقاومة محاربينا القدامى. الخامس عشر من يوليو هو يوم النصر، وهو اسم لبطولة لا تنطفئ”.
وزير الشباب: الخيانة لهم والوطن لنا
وغرد وزير الشباب والرياضة عثمان أشقين باك قائلاً: “ما ينبض في نبض الزمن لنا؛ الخيانة لهم، والوطن لنا… لم ننسَ، ولن نسمح بأن يُنسى”.
وزير الداخلية: الشعب ردّ الردّ اللازم
في شهادة شخصية مؤثرة، قال وزير الداخلية علي يرلي كايا إنه كان آنذاك واليًا على غازي عنتاب، واصفًا المدينة بأنها “موطن من يفضلون الشهادة على الذل”.
وأضاف: “في تلك الليلة، سُحق شعبنا تحت الدبابات، وأُطلقت النيران على الأبرياء، لكن كما قال رئيسنا: (الإيمان، لا المدافع، هو من يحكم)، وهذا ما حدث”.
واختتم: “الخامس عشر من يوليو هو الختم الذي لا يمكن أن يُقيّد إرادتنا الحرة، ولن ننسى من ضحوا لأجل استقلالنا”.
وزير الثقافة: الخامس عشر من يوليو ضمانة الإرادة الوطنية
وأكد وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرصوي أن الشعب التركي “سجّل مقاومة تاريخية للدفاع عن كرامته ودولته”، مضيفًا أن “هذه الملحمة لا تمثل انتصارًا فقط، بل هي الضمان الأقوى للوحدة الوطنية”.
وختم قائلاً: “بمناسبة هذا اليوم، أستذكر شهداءنا بالرحمة، وقدامى محاربينا بالتقدير، ولن ننسى أبدًا ملحمة الخامس عشر من يوليو”.
المصدر: تركيا الآن
