أعلنت جمعية أصحاب ومشغلي الفنادق السياحية المتوسطية (AKTOB) في تركيا أن هدف أنطاليا باستقطاب 18 مليون سائح خلال موسم 2025 خضع لمراجعة، في ظل التأثيرات المتزايدة للأزمات الإقليمية على القطاع.
وقال رئيس الجمعية، كان كافالوغلو، في تصريحات صحفية إن المدينة استقبلت أكثر من 7.5 مليون زائر حتى منتصف يوليو/تموز، وهو رقم يقارب أرقام العام الماضي، إلا أن التوقعات بتحقيق الهدف الطموح أصبحت غير واقعية، موضحًا:
“هدف الـ18 مليون كان متفائلًا نوعًا ما. أعتقد أننا سنتجاوز عتبة 17 مليونًا مجددًا، لكننا لن نصل إلى الهدف الأصلي”.
الأزمات الإقليمية تلقي بظلالها
أشار كافالوغلو إلى أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات في الشرق الأوسط، لا سيما بين إيران وإسرائيل، أثرت على حركة السياحة، وقال:
“كنا نأمل بانتهاء الحرب في أوكرانيا، لكن الوضع الإقليمي زاد تعقيدًا. لم يتمكن السياح من الشرق الأوسط من زيارة تركيا خلال فترة التوتر، وهو ما انعكس على فنادق إسطنبول وسواحل مرمرة والبحر الأسود”.
يوليو وأغسطس.. أمل الموسم
بحسب كافالوغلو، تُعوّل أنطاليا على شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب لإنعاش الموسم، متوقعًا استقبال 5.6 ملايين سائح خلال هذين الشهرين، ما قد يُعزز فرص تجاوز رقم العام الماضي، وإن لم يصل إلى الهدف المأمول.
تمديد الموسم حتى نوفمبر
وأضاف أن الموسم قد يمتد حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني إذا سمحت الظروف المناخية، مشيرًا إلى أن شهري سبتمبر وأكتوبر سيكونان جيدين من حيث الحجوزات المتوقعة.
تحولات في الأسواق السياحية
قال كافالوغلو إن السوق الروسي لا يزال يحتل الصدارة، تليه ألمانيا والمملكة المتحدة، في حين أبدى اهتمامًا خاصًا ببولندا التي وصفها بأنها “سوق صاعدة ومهمة بفضل نموها الاقتصادي ودعم الاتحاد الأوروبي”. كما أشار إلى زيادة في أعداد الزوار القادمين من كازاخستان ودول البلطيق مثل ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
المغتربون والسوق المحلي.. احتياطي داعم
أكد رئيس الجمعية أن الأتراك المقيمين في الخارج والسوق المحلي شكّلا احتياطيًا مهمًا ساعد في تخفيف تأثير التراجع في بعض الأسواق الأجنبية. وقال: “رغبة المغتربين في قضاء العطلات في وطنهم تُشكل إضافة كبيرة للقطاع”.
ضغوط الأسعار والتنافس مع أوروبا
تحدث كافالوغلو عن تحديات ارتفاع التكاليف المحلية بسبب التضخم، مشيرًا إلى أن “ثبات سعر الصرف يحدّ من قدرة القطاع على رفع الأسعار، رغم أن النفقات تُدفع بالليرة والإيرادات تأتي باليورو”.
وفي مقارنة مع الوجهات الأوروبية، قال إن أنطاليا تقدم أسعارًا تنافسية أكثر من إسبانيا وفرنسا واليونان، مشيرًا إلى أن اليونان تركز على الجزر، بينما توفر تركيا خيارات أوسع وأقل تكلفة.
وختم كافالوغلو بالقول إن أنطاليا ستظل خيارًا مفضلًا لقضاء العطلات بفضل بنيتها التحتية، وجودة خدماتها، وأسعارها المعقولة، رغم التحديات.
المصدر: تركيا الآن
